الجزائر

الفيل والنملة


 لم يخطئ جاب الله عندما أخرج ما في صدره من أوجاع ضاق بها من ممارسات الإسلاميين، راميا عرض الحائط بدعوات المنادين إلى تحالف إسلامي والوقوف وقفة رجل واحد في تشريعيات الربيع القادم.
لقد حفظ جاب الله الدرس جيدا.. كيف لا وهو الذي ذاق مرارة الانسياق وراء الأماني بتربع الإسلاميين على عرش السلطة مثلما حصل في بداية التسعينيات وسمع ما لا يحبه من لسان عباسي مدني.
تعود فكرة التحالف الإسلامي إلى 2007 عندما مني الإسلاميون بهزيمة جراء عزوف ملايين الناخبين عن التصويت، فجاءت النتيجة بمثابة العقوبة.. إذ اقترحت كل من حركتي النهضة والإصلاح إنشاء تحالف بين الأحزاب الإسلامية في شكل ميثاق سرعان ما تفجر بانسحاب حمس منه قبل أن يكتمل نموه وتتطاير أشلاؤه في 2009 بعد إصرار جهيد يونسي أمين عام حركة الإصلاح آنذاك على الترشح للرئاسيات ورفضت حركة النهضة دعمه.
جاب الله اليوم يكرر نفس ما قاله عباسي مدني لـ''إخوانه'' في رده على دعوتهم التحالف والدخول الانتخابات بقائمة إسلامية موحدة، وإن اختلفت كلماتها إلا إن المعنى واحد.
جاب الله الذي كان رئيس جمعية النهضة وقتها، يتذكر جيدا كيف انتفض عباسي وأطلق تصريحه الشهير ''كيف للفيل أن يتحالف مع النملة، وللحزب أن يتكتل مع جمعية!''.
إن رؤية الإسلاميين متحدين بقوائم واحدة ضرب من ضروب الخيال، بل إن التحالف مع خصوم الإسلاميين أقرب إلى بعضهم من ''لحية إخوانه في الله''، والسبب أن كل واحد منهم يرى نفسه القوة الأولى في الساحة.
كلمة أخيرة لدعاة التحالف الإسلامي، جربوا غيرها، لأن عودة رابطة الدعوة الإسلامية للحياة من جديد غير ممكن الآن، وتحققها قد يتجسد يوم ترحلون أنتم عن هذا العالم.


jalal_bouati@gmail.com
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)