الفنان والمخرج المسرحي سمير بوعناني :وظفتُ الكوميديا ومفردات شعبية محلية في " عطيل الغيار"

استطاع الفنان والمخرج المسرحي سمير بوعناني أن يتألق رفقة فرقة مسرح الشارع التابعة للمسرح الجهوي عبد القادر علولة لوهران، من خلال مسرحية "عطيل الغيار"، وهي من إنتاج المسرح الجهوي عبد القادر علولة وإخراج بوعناني سمير المقتبسة عن المسرحية الشهيرة "أوتيلو" للكاتب الانجليزي الشهير ويليام شكسبير، وهو عرض يحذر من الغيرة المفرطة بين الزوجين، وما قد تسببه من مآسي وفي هذا الإطار. وفي هذا الإطار أكد سمير بوعناني أنه بنى فكرة العرض المسرحي لـ" عطيل الغيار" على حادثة المنديل وبعض المقاطع من المسرحية الشهيرة للكاتب العالمي وليام شكسبير، حيث ركز على الحب المفرط الذي كان يكنه قائد الجيوش بإيطاليا المسمى "عطيل" لزوجته "دزدامونا"، وكيف فكر عدوّه "ياقو " في الانتقام منه من خلال استغلال غيرته المفرطة على زوجته واستعمال المنديل الذي أهداه إياها للإيقاع بينهما، وجعله يقع في دوامة الشك والمشاكل الزوجية، حتى يهمل قيادة الجيوش، ويتمكن " ياقو"من أخذ مكانه . وقد صنعت مسرحية "عطيل الغيار" الفرجة بعروض شيقة، في إطار جولة فنية وطنية قادتها إلى عدد كبير من الولايات، وأضاف الفنان المسرحي سمير بوعناني أنه يؤمن بأن الفكاهة هي الوسيلة الأنجع والأنجح لإيصال الرسائل، لذلك أعاد كتابة بعض المقاطع من مسرحية "أوتيلو" العالمية، بنكهة كوميدية محلية استعملت فيها مفردات وكلمات شعبية محلية خاصة بالغرب الجزائري. وبخصوص فكرة عرض المسرحية في الشارع، فقد أوضح الممثل المسرحي سمير بوعناني أنه عندما قرر تصميم مقاطع المسرحية، فقد كان هدفه تقديمها أمام الجمهور في الشارع، خاصة أن فكرة تقديم مسرحية في الشارع كانت ترافقه منذ مدة طويلة، لذلك عمل على تجسيدها فورا بعد أن أتيحت له الفرصة للعمل مع فرقة "مسرح الشارع" التي تتشكل من 6 ممثلين شباب تتراوح أعمارهم بين 22 و 25 سنة، والذين قدمت لهم فرصة العمل في العرض الأول لمسرحية "عطيل الغيار"، تكوينا مباشرا ساعدهم ليكونوا أكثر حضورا واحترافية فوق الخشبة، ونظرا للنجاح الباهر الذي حققه مسرح الشارع ومسرحية "عطيل الغيار" تحديدا. وأوضح الفنان سمير بوعناني قائلا: " نحن نفكر في إنتاج عرض مسرحي جديد، خاصة أن الذاكرة الجماعية تحتفظ بأعمال وعروض قُدمت بمسرح الشارع، باختلاف أنواعه وألوانه التراثية، والجمهور الجزائري جمهور فُضولي يلتفُ دائما حول أحداث وحوادث وأمور تحدث في الشارع، كنوع من حب الاكتشاف والمعرفة، وهو الأمر الذي ركزنا عليه من خلال عرضنا الذي استهليناه بأغنية بصوت الممثلين وبآلة البندير، وذلك لجلب الجمهور قبل الانطلاق في العرض". كما كشف سمير بوعناني أنه عمل على توظيف كل خبرته التي اكتسبها خلال مسيرته الفنية، خاصة أنه من خريجي مدرسة الراحل عبد القادر علولة، وعالج خلال رسالته المقدمة في أطروحة الدكتوراه مسرح الشارع، وهي المعلومات التي وظفها في العمل المسرحي الذي لن يكون الأخير حسبه، حيث وعد سمير بوعناني جمهوره بالمزيد من الأعمال في مسرح الشارع.