الجزائر

الفكر التاريخي وجدلية الذات والآخر:قراءة في مسرحية "عقد الجوهر" لمحمد بن قطاف



يرتبط الكاتب المسرحي ارتباطا وثيقا بالمجتمع من حوله ويتفاعل معه مما يؤدي إلى تشكيل علاقات تدخل في جدلية مع ما يروج في الوسط الاجتماعي الذي ظهر فيه النتاج المسرحي يأخذ القضايا الحيوية التي يهتم بها الإنسان بشكل عام ليصوغها بوعي فني وتاريخي يؤكد دائما أن المسرح منذ نشأته حتى الآن قد مس العنصر الإنساني من قريب أو من بعيد. من هذا المنطلق تتحدد بداية الصراع بين ما يسمى بالأصالة والمعاصرة أو التراث والحداثة، لنجد أنفسنا أمام فاصل نعجز من خلاله عن تحديد ثقافتنا. ومن أجل الإحاطة بالإشكال لابد من التأكيد على ثنائية الذات والآخر ومدى الدلالات التي تحملها واتساع آفاقها وعمق مغزاها، لأن الفكر التاريخي عانى ولا يزال يعاني من اضطراب بين الأصالة و المعاصرة، بين الأخذ من التراث أو تشكيل ما يسمى بالحداثة، من هنا تظهر ملامح تساؤل : ماذا يقدم التاريخ للكاتب المسرحي ؟ وهذا السؤال قد نجد له جوابا إذا ما تفحصنا بعض جوانب مسرحية "عقد الجوهر" التي نلمح من خلال تتبع أحداثها أن محمد بن قطاف كان أمامه المجال واسعا لاختيار الموضوع التاريخي الذي يطرح إشكالية الأصالة أو التراث قضية لا معنى لها دون الوصول إلى تطور يفرض نفسه، ويوجب على المسرحي في هذه المرحلة تحليل الحاضر وتحديد مشكلات المجتمع الجزائري بوعي تاريخي تتحدد من خلاله أهداف المجتمع وتنبعث الثقافة الجادة. وفي الأخير نصل إلى تقليص الفجوة بين الذات والآخر لأن اتساعها يوما بعد آخر كان من نتائجه أن سيطر على العقل البشري حالة من التيه عن الواقع الراهن وغياب عن الفكر التاريخي والدخول في صراعات فكرية حول الماضي والحاضر، التراث والحداثة، ويظهر ما يسمى بالانتحار غير المعلن للهوية.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)