في الوقت الذي بدأ فيه الفكر الإسلامي يطرح نفسه بديلا ناجعا للفكر الغربي، الامر الذي دفع مفكري الغرب إلى اعتبارها نزعة ضد الحداثة وخطر على الفكر والإنسان الغربي، أمام اجتياح الفكر الإسلامي للمجتمعات الغربية، واتخذ إستراتيجية بعد نهاية الحرب الباردة لمقاومة الخطر الذي يشكله الفضاء الإسلامي كعقيدة ومجال على المنظومة الغربية. وقد أبانت الخلفيات الفكرية والإستراتيجية للحوار الديني، ضمن ما سمي ب «حوار الأديان» والتي فرضتها بقوة أحداث 11 سبتمبر في عام 2001، وأعقبتها موجة عداء للإسلام، ألصقته بالإرهاب، ولم تلتفت للفوارق الجوهرية المميزة بين جوهر العقيدة الإسلامية وبين سلوكيات وتصرفات شاذة مرتبطة بملابسات محلية.على غرار ذلك تحوَّل الإعلام إلى وعاء كلي تتجمع فيه وتتكدس أدوات الصراع الفكري والمنافسة الايديولوجية، ومن خلال تحول هذه الوسائل إلى أداة هيمنة تشكل الأخلاق والقرارات،في وقت فرضت فيه الثقافة الغربية خصوصيتها وجعلتها نسقا كونيا يختزل الحضارة بأسماء متعددة منها العطاء الحضاري، التبادل الثقافي وحوار الثقافات، وهذا ما تسعى هذه الورقة العلمية إلى توضيحه وتجلية ملابساته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/05/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - Bouechema Maachou
المصدر : افاق فكرية Volume 5, Numéro 2, Pages 267-273 2017-12-21