الجزائر

"الفضائح التي تنشر عبر فايسبوك وراء تفاقم العنف بين الأطفال والمراهقين"



انتشرت مؤخرا ظاهرة العنف في أوساط الأطفال والمراهقين بشكل رهيب، لتخرج من إطار خُلقي إلى إطار إجرامي، بعدما سجّلت في الخصوص قضايا راح ضحيتها أطفال وتلاميذ في مقتبل العمر، الأمر الذي أرجعه الأخصائي النفساني محمد فرجاني إلى ظاهرة العولمة وتعدد الثقافات، ناهيك عن الضغوطات الاجتماعية وعدم احترام الذات التي انتهت بنشر فضائح عبر مواقع التواصل الاجتماعي.الحديث عن العنف بين الأطفال أمر شائك، خاصة أنه عرف أبعادا خطيرة في السنوات الأخيرة، لتتحول من ظاهرة اجتماعية أخلاقية محضة إلى ظاهرة إجرامية تفتك بأرواح المئات من الأطفال والمراهقين سنويا، في ظل غياب الرقابة الاجتماعية وانعدام الوازع الديني، والدليل على ذلك الحادثة الأخيرة التي وقعت بثانوية بالقبة راح ضحيتها تلميذ يبلغ 15 سنة، نتيجة طعنة سكين من طرف زميله، وغيرها من القضايا التي هزت الشارع الجزائري وفتحت علامة استفهام كبيرة حول الدوافع التي أدت إلى تفاقم ظاهرة العنف بشتى أنواعها. لتصبح ظاهرة العنف نتيجة حتمية لواقع مر تعيشه هذه الفئة دون باقي الفئات الأخرى، بالإضافة إلى ضغط البرامج الدراسية من جهة والمشاكل الاجتماعية من جهة أخرى، كظاهرتي الطلاق والخلع، وكذا استخدام ألعاب عنيفة تنعكس حتما على شخصية هؤلاء.وفي هذا الشأن، اعتبر الأخصائي النفساني محمد فرجاني، في تصريح خص به ”الفجر”، أن ظاهرة العنف أصبحت من أخطر الظواهر التي تهدد تماسك المجتمع والأسرة على حد سواء، مشيرا إلى وجود عوامل عديدة شجعت وساهمت في تفاقمها على غرار انتشار ثقافات جديدة نتيجة سياسة العولمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن استخدام الأطفال والمراهقين لألعاب وأجهزة ترمز للعنف كالسلاح والقنابل يجعل الطفل غير مبال بالأخطار، الأمر الذي يجعله يمارس حركات عدوانية.وفي السياق، يضيف محمد فرجاني أن تراجع قيمة الأستاذ أوالمعلم في نظر التلميذ سبب من أسباب القيام بسلوكات غير أخلاقية، ناهيك عن الفضائح التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها فايسبوك، بهدف كشف عورات الناس أوالانتقام منهم ولّد نوعا من العدوانية المكتسبة ومدى استجابة البعض معها، بالإضافة إلى عدم احترام الذات، مشيرا إلى أن الضغوطات النفسية الناتجة عن الخلافات العائلية والمؤدية إلى الطلاق والخلع هي الأخرى من العوامل التي تؤثر في نفسية الأولاد وتجعلهم شاردين ذهنيا نتيجة انعدام الجو الأسري المشبع بالحنان والحب.من جهة أخرى، حذر المتحدث الأولياء من تداعيات هذا السلوك العدواني وانعكاساته على شخصية أبنائهم، داعيا في الوقت ذاته السلطات الوصية إلى مضاعفة حملات التوعية والتحسيس في هذا الشأن لضمان حياة آمنة للأجيال القادمة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)