الجزائر

الفريق الرمز أسمع صوت الثورة التحريرية في كل أرجاء العالم


قدم فريق جبهة التحرير الوطني دعما كبيرا للثورة التحريرية، بفضل الصدى الإعلامي الكبير الذي أحدثه في اليوم المميز لـ 13 أفريل 1958، عندما قرر اللاعبون الجزائريون الذين كانوا يشنطون في الأندية الفرنسية مغادرة أنديتهم في تلك الليلة والالتحاق بتونس، عبر دول إيطاليا وسويسرا وألمانيا.

فقد تناولت الصحافة العالمية الموضوع في اليوم الموالي، وكانت هذه المحطة صفعة أخرى لفرنسا الاستعمارية، حيث أثبت مسؤولو جبهة التحرير الوطني أن خطتهم ناجحة إلى أبعد الحدود، بالنظر لمكانة لاعبينا، آنذاك في الأندية الفرنسية، على غرار مخلوفي وزيتوني وسوكان وكرمالي وعمارة... وكذا الصدى الإعلامي بحكم أن كرة القدم لها شعبية كبيرة وتعرف تغطية إعلامية معتبرة.
وللوقوف على العمل الكبير الذي قامت به هذه المجموعة من اللاعبين، الذين ضحوا بكل ما كانوا يملكون آنذاك من شهرة ومال، من أجل الثورة التحريرية، ارتأينا أن نتحدث مع البعض منهم لسرد أحداث وحيثيات تلك الفترة التي عاشوها، بداية من تلقيهم الفكرة إلى مختلف المحطات التي قادتهم إلى العديد من البلدان.. والوصول إلى دورهم الكبير بعد الإستقلال والألقاب العديدة التي فازوا بها مع الأندية والمنتخب الوطني...
مسيرة ذهبية
ويمكن القول أن فريق جبهة التحرير الوطني أعطى دفعا قويا للثورة التحريرية، باسماع دويها في كل أنحاء العالم، ويبقى هذا الفريق الرمز بمثابة محطة كبيرة في مسار الثورة.. فبالإضافة إلى الطريقة الفنية العالية المستوى التي قدمها في كل مقابلاته، فإن العلم الوطني كان يرفرف في كل العواصم التي زارها الفريق.. وبالتالي، فإن هذه الطريقة كانت جد فعالة في جلب أنظار العالم حول معاناة الشعب الجزائري.. وضرورة دعمه لكسب استقلاله.
وفعلا، فقد أدى مخلوفي وزملاءه دورهم على أكمل وجه إبان الثورة التحريرية، ليتواصل عطاءهم بعد الإستقلال، حيث أن التاريخ يشهد أنهم كانوا وراء أغلب تتويجات الكرة الجزائرية.فاللقب الدولي الأول الذي فازت به كرة القدم الجزائرية كان عام 1975، بالميدالية الذهبية التاريخية، حين كان مدرب »الخضر« اسمه رشيد مخلوفي، حيث استطاع بتروني ورفاقه ن الفوز على المنتخب الفرنسي في اللقاء النهائي (3 ـ 2).. وكانت تلك البداية لتتويجات أخرى، على غرار الميدالية الذهبية الأخرى في الألعاب الإفريقية 1978، مع نفس المدرب أي رشيد مخلوفي.
وجاءت هذه الإنجازات بفضل سياسة التكوين التي قادها أعضاء من فريق جبهة التحرير الوطني في السبعينيات، على غرار زوبة وسوكان ومعوش ومخلوفي، أين أعطت ثمارها على مستوى فريق مولودية الجزائر المتوج بكأس افريقيا للأندية البطلة عام 1976، وكان مدربه آنذاك حميد زوبة.
مدربون وألقاب...
وبما أن العمل القاعدي كان له الدور الكبير في خطة هؤلاء المدربين، فإنهم تابعوا مختلف المنتخبات في الفئات الشابة، ليصلوا إلى فريق كبير الذي مثل الجزائر لأول مرة في كأس العالم 1982 بإسبانيا، حيث كان هذا الفريق نتاج لعمل المدربين المذكورين آنفا.. وكل اللاعبين الذين تحدثنا معهم على غرار بلومي، عصاد، مرزقان، بن الشيخ يؤكدون على أنهم تتلمذوا على يد سوكان وزوبة ومخلوفي ومعوش ورواي ولعريبي وكرمالي...
كما أن اللقب الوحيد للمنتخب الوطني على المستوى القاري الذي توج به عام 1990 كان تحت قيادة عبد الحميد كرمالي... وقبله فاز وفاق سطيف بكأس إفريقيا للأندية البطلة ومدربه اسمه لعريبي، فالوصفة معروفة لدى أعضاء الفريق الرمز، وهي الإحترافية والانضباط، وهي الوصفة التي مازالوا يطبقونها بإنشاء مدارس في المدة الأخيرة، والتي سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)