الجزائر

الفرق بين الذيل والحليف زاوية حرة



الفرق بين الذيل والحليف زاوية حرة
حتى نعرف ما هو الفرق بين الذيل والحليف علينا أن نتابع تطورات الحرب على سوريا المعلنة من الغرب والذيول، وهذا البلد الذي خسر من القتلى والشهداء من أبنائه ما يزيد عن مئة ألف من الآدميين في الوقت الذي يعجز فيه الخبراء عن إحصاء الخسائر المادية، وفي الفترة الأخيرة حيث طارده شبح التهديد بالحرب الذكية التي تفننت أمريكا في التعبير عنها، فهي حينا تصفها بالضربة المحددة الأهداف، وحينا تصفها بحرب إعادة التوازنات بين المتصارعين على الساحة، وحينا آخر تصفها بأنها حرب على الكيماوي.. وبين هذا وذاك كانت جيوش من جماهير السوريين تقطع المسافات نجاة بأطفالها ونسائها وجموع كانت تقطع الأنفاس خوفا وجزعا في مقابل حشود من القردة الذين كانوا يقرعون طبول الحرب من العرب ومعهم المعارضون المسلحون والمرتزقة فهؤلاء كانوا يهللون للضربة التي كان بالإمكان أن تقع بفتوى سلفية وهابية، وهذه الفتوى أصلا لا قيمة لها لأن الفتاوى تأتي مباشرة من إسرائيل عبر أمريكا ولكن القوم يخدعون أنفسهم ويدعون بأنهم أصحاب الفتاوى فلا بأس ودعهم في أحلامهم يسرحون.نجت سوريا من الضربة لأن القوم أعادوا حساباتهم بشكل جيد فوجدوا أن حلفاء سوريا جادين في مواقفهم وجادين في استعداداتهم، فبحثوا عن مخرج نجاة بأنفسهم وهربا من هزيمة جديدة تلحق بهم غير أن سوريا نجت من ضربة كان بالإمكان أن تلحق بها أذى كبيرا، ففرح قوم وحزن آخرون والغريب أن الذين حزنوا ما زالوا يرفعون راية زيف وضلال وبهتان في ادعاء الجهادية الباطلة والإسلام المحرف وهؤلاء عبروا عن غضبهم الشديد لأن الضربة لم تقع ولأن جيشا من النساء السوريات لم يلتحق بركب الأرامل والأيامى ولأن حشدا من الأطفال لم يلتحق بركب اليتامى والمتسولين والمشردين ولأن ما بقي من المؤسسات لم يلتحق بأطلال الحرب... لهذا غضب القوم ولهذا حزن البعض وللأسف فإن رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة الذي حاصره حزب الله ذات يوم في رئاسة الوزراء وعفا عنه لم يعجبه الحال وكتب للرئيس الأمريكي يلومه على أن الضربة لم تقع على سوريا وتابعه في ذلك الحاج بندر ومشايخ قطر وجامعة نبيل العربي وبعض أتباعه، أما تركيا فهي مازالت تقرع طبول الحرب وهي تلهث شوقا لها لأن عدم وقوعها سيعجل برحيل حزب الردة عن تركيا كما رحل عن أرض الكنانة.. هنا ندرك ما هو الفرق بين الحليف والذيل ذلك أن حلفاء أمريكا درسوا الأمر بحيثياته وتداعياته ونتائجه فرأوا أن الأمر لن يكون لصالحهم فبحثوا عن مخرج وخرجوا بسلام أما الذيول فإنها لا تملك أمر البحث لأنها مسلوبة الإرادة...فباتت في حزن وغم، لا أبعد الله عنها ما كسبت..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)