الفاطمية أم المهدويات المغربية والامتحان العسير

تعتبر المهدوية الفاطمية أُما للمهدويات في بلاد المغرب، وميّزت هذا الأخير لفترات طويلة، وإذا كانت تلك الحركة فكرتها مشرقية إلا أنها ولدت مغربية حيث ترعرعت واشتد سوقها وتحولت إلى نظام للخلافة جامع لكل بلاد المغرب الإسلامي أو إلى إمامة المسلمين والذي يسمى بالمهدوية حيث تم التراجع عن مصطلح أمير المؤمنين واستبدل بالمهدي نسبة لأمر أول الخلفاء الفاطميين عبيد الله المهدي، وهذا أمر غريب بالنسبة لسكان بلاد المغرب الذين تعودا على التبعية الروحية للخلفاء العباسيين الهاشميين، فانفصلت بلاد المغرب وأصبحت في يد العلويين وهم من الفاطميين، وكل ذلك زاد من تشرذم العالم الإسلامي بين ثلاث خلافات إسلامية متنازعة فيما بينها، وفي بلاد المغرب ظهرت حياة جديدة مع المهدي حسب نهجه وخطته التي رسمها، ولكن تلك السياسة كانت آثارها سلبية على السكان فقد فرّقت ودمّرت، وقضت على الوحدة.