الجزائر

الغزوات : مدينة في ظل التحولات السوسيو-ثقافية



الغزوات : مدينة في ظل التحولات السوسيو-ثقافية
مقدمة
1. الإرث التاريخي لمدينة الغزوات
2. التحولات الإجتماعية و الإقتصادية بالمدينة
3. مدينة الغزوات مسرح لتحوّلات سوسيو-ثقافية
1.3. البحارة الصيادون
2.3. العمال الصناعيون
خاتمة

مقدمة
1تعد دراستنا لواقع التصنيع والتحضر في المجتمع الجزائري والمعاينة اليومية للتحوّلات السوسيولوجية والثقافية منبعا لكل تفكير أو محاولة لمعالجة وتطبيق تحليل علمي لتلك التحولات التي شهدتها ومازالت تشهدها المدينة الجزائرية.

2فإهتمامنا المتواصل والمتزايد بمثل هذه الدراسات جعلنا نتطرق إلى دراسة هذه التحولات والتغيّرات في منطقة جغرافية عرفت نموا جدّ معتبر ألا وهي مدينة الغزوات.

3لقد عرفت هذه المدينة تحوّلات جذرية، من مدينة كانت تعرف بصيدها البحري إلى مدينة صناعية مع بداية السبعينات، فشيّدت بها منشآت صناعية عملت على قلب موازين القوى داخل التركيبة الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية للمدينة. وهكذا فضخامة هذه التحوّلات الإقتصادية و الإجتماعية أصبحت بحق ملفتة لإنتباه الدارسيين في العلوم الإجتماعية.

4وللإقتراب من هذه التحوّلات التي عرفتها المدينة يجب علينا دراسة الواقع التاريخي لها وأهم تأثيراته على السكان المحليين، ثم التطرق إلى أهم التحولات الإقتصادية و الإجتماعية التي شهدتها هذه المدينة أثناء تطبيق المشروع التنموي الجزائري، والوصول في الأخير إلى الإحاطة بالنتائج السوسيو-ثقافية لهذه التحولات ومعالجتها في إطار دراسة أهم الفاعلين الإجتماعيين بالمنطقة.

1. الإرث التاريخي لمدينة الغزوات
5إن الموقع الإستراتيجي لمدينة الغزوات جعلها مركزا لمرور عدة حضارات إبتداءا من الحضارة الرومانية إلى غاية الإستعمار الفرنسي. فالإرث التاريخي يكمن في تلك التأثيرات التي خلفتها هذه الحضارات في المنطقة. إلا أن ما يهمنا في هذا الإطار هو الرجوع إلى الحقبة التاريخية الذي سجل فيها ظهور وتمركز نوع من الحياة الحضرية والتي تعود إلى مرحلة الإستعمار الفرنسي.

1 Cr. CARDONNE, P. et RABOT, J. La colonisation dans l’Ouest Oranais.- Alger, Heintz, 1930.- p. 121.
2 Ibid.
3 Cf. LLABRADOR, F. Nemours (Djemâa Ghazaouât). Monographie illustrée.- Alger, Jules Carbonnel, 1948.
6فالموقع الجغرافي لهذه المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط مكنها من أن تكون مركز تموين وإخلاء المرضى المعمرين نحو فرنسا إبتداءا من سنة 18441. فضرورة تلبية حاجات المعمرين جعلت التفكير ينصب في إتاحة كل الظروف السانـحة للإستقرار بالمنطقة حيث تم بناء أول منزل من حجر في سنة 1846. وما لبثت سنة 1847 أن تنتهي حتى أطلق اسم » Nemours » على هذه المدينة نسبة للحاكم أومال- » Duc d’Aumale »، الإبن الثاني للويس فليب "Louis Philippe"2. ومنذ ذلك الوقت بدأ نمو سكان هذه المدينة يتزايد وتتزايد معه حركة التعمير من بناء المساكن والهياكل الإدارية اللازمة للسير العادي للنشاط الإقتصادي المرتبط بحركية الميناء. فحسب (F. LIABADOR) أن ما بين سنة 1846 وسنة 1874 استقر ما يعادل خمس مائة (500) مواطن فرنسي في مدينة « Nemours » وأنه في سنة 1856 تم بناء 53 مسكنا وهياكل إدارية أخرى مثل مقر البلدية والمحكمة والمستشفى ومركز البريد3.

7كما كان للنشاط الزراعي بالمنطقة دورا هاما في تطوير الميناء وجعله مركز تصدير لكل المنتوجات الزراعية نحو فرنسا والدول الأوروبية الأخرى.

4 Cf. SARI, D. - Ghazaouet : débouché de l’oriental marocain.- in Maghreb-Machrek, vol 60, 1973. - p. (...)
8فبالإضافة إلى المحاصيل الزراعية التي كانت تنتج بالمناطق المجاورة لمدينة الغزوات نجد منتوجات المغرب الشرقي تصدر عن طريق هذا الميناء. فمنذ إستعمار مدينة "وجدة" المغربية من طرف الفرنسيين سنة 1907، تم إعطاء دفع لنشاط ميناء الغزوات لكي يكون مركز عبور لكل تلك المنتوجات الزراعية، ويبين جيلالي صاري في إحدى مقالاته بأن مدينة الغزوات كانت تعتبر منفذا بالنسبة للمغرب الشرقي4.

5 Cr. CARDONNE, P. et al.- Op. cité.- p. 26.
6 Ibid.- p.p. 126-127.
7 Ibid, p. 127.
9وهكذا فهذا الميناء الصغير عرف نوعا من النشاط التجاري منذ السنوات الأولى من الإستيطان، وعلى سبيل المثال نذكر بعض الإحصائيات الخاصة بنشاط هذا الميناء. ففي سنة 1900، 372 باخرة تجارية رست بالميناء لتشحن 10.445 طن من السلع، و في سنة 1929 كان هناك 634 باخرة لتشحن 255.912 طن من السلع5. فكانت تصدر كل الحبوب المنتجة من طرف الفلاحين الصغار الذين يأتون بها من المناطق الفلاحية المجاورة لهذا الميناء. كما ظهرت صناعة جد معتبرة والتي ساهمت في الرفع من قيمة الصادرات آنذاك وهي صناعة الألياف النباتية. فكان هناك خمسة وعشرون ورشة صناعية في محور لا يتعدى 25 كلم، وخاصة في مدينة ندرومة و باب العسة و سيدي بوجنان و سيدي إبراهيم تقوم بصناعة هذه الألياف النباتية. فتشترى هذه المنتوجات من طرف تجار من مدينة وهران الذين كانوا بدورهم يقومون بتصديريها عن طريق البواخر و عبر ميناء « Nemours » نحو بلجيكا و إيطاليا و ألمانيا لتصل إلى ما يقدر بـ 200 ألف قنطار من هذا المنتوج سنويا6. فبالإضافة إلى هذا المنتوج كانت تصدر مواد أخرى كالحلفة و الخروب نحو شمال فرنسا بهدف صناعة السكر7.

8 Ibid, p. 128.
10لم يتوقف نشاط الميناء على التصدير و النشاط التجاري بصفة عامة و إنما كان ميناء للصيد البحري، حيث ظهرت ورشات صغيرة منذ السنوات الأولى من هذا القرن. فمثلا، في سنة 1906 قام المعمران (MM. PITZINI وLABRADOR) بتطوير هذه الصناعات. فكانت توجد آنذاك 14 ورشة صناعية تقوم بتصدير من 1000 إلى 1200 طن من السمك سنويا نحو فرنسا وإيطاليا8، هذا مما ساعد على تطوير قطاع الصيد البحري في المنطقة لكي يكون أحد القطاعات الأساسية في توفير مناصب الشغل ومصدر دخل بالنسبة للسكان المحليين. فالإحصائيات المتوفرة لدينا والتي أستقيناها من مصلحة الملاحة البحرية بالمنطقة تشير إلى أهمية هذا القطاع، حيث كان الإنتاج مرتفعا وهذا لوجود أسطول بحري جد معتبر سمح بتشغيل عدد لا يستهان به من البحارة الصيادين (أنظر الجدول في الملحق).

11ومن هنا فالأهمية الإقتصادية و التجارية لهذا الميناء عمل على تطوير المنطقة منذ السنوات الأولى للإستعمار الفرنسي. كما سمحت هذه الوضعية على إنتشار نوع من الحياة الحضرية مع ظهور فرص للعمل بالنسبة للقوى العاملة بالمنطقة وخاصة في مجال الصيد البحري والصناعات المرتبطة بهذا القطاع وكذا القطاع التجاري المرتبط بميناء الشحن. فهذا الواقع ترك آثارا على مستوى الممارسات اليومية لسكان هذه المدينة حيث نتج عن عمل الصيد البحري مخلفات ثقافية لدى البحارة الصيادين لكي تثبت مدينة الغزوات وجودها على أنها مدينة الصيد البحري حتى سنوات السبعينات، حيث ظهرت تحولات إقتصادية عملت على بروز نوع من الممارسات الجديدة المرتبطة بواقع جديد مخالف للواقع والمحيط السابق.

2. التحولات الإجتماعية و الإقتصادية بالمدينة
12عمل التوجه الأيديولوجي للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية على اتخاذ سياسة صناعية قائمة على ترسيخ قاعدة اقتصادية بهدف التخلص من التبعية الإقتصادية للغرب. فهذه السياسة التنموية انتهجت مشروع قائم على فكرة أو نظرية "الصناعات المصنعة".

9 Cf GUERID, D. - L’entreprise industrielle en Algérie ; les limites d’une acculturation.- in culture (...)
13فلم تبق هذه السياسة عبارة عن مشروع نظري بحت، بل تجسد من خلال المخططات التنموية إبتداءا من السبعينات. فأصبحنا نلمس ونعاين هذه السياسة في تلك المنشآت الصناعية عبر كافة التراب الوطني بهدف تجسيد سياسة التوازن الجهوي. كما عملت هذه المنشآت على الإسراع في عملية النزوح الريفي والتوسيع من نطاق العمل المأجور في المدينة الجزائرية9.

14لقد إستفادت مدينة الغزوات من هذه السياسة الصناعية بمشروعين ضخمين : فالمشروع الأول يتمثل في إنشاء وحدة صناعية للتحليل الكهربائي للزنك، لكي تباشر الإنتاج سنة 1974 وتوظف أكثر من ثمان مائة (800) عامل. أما المشروع الثاني فيتمثل في وحدة للخزف الصحي التي أنشئت سنة 1976 وتقع بضواحي المدينة وتشغل ما يعدل 500 عامل. فهاتان المؤسستان تعتبران المحيط الجديد الذي عمل على خلق فرص عمل جديدة أدت إلى تطوير وتوسيع العمل المأجور وإصطدام السكان المحليين بنظام جديد و ثقافة جديدة مرتبطة بالعالم الصناعي ؛ فظهرت مفاهيم و مواقف جديدة لدى العمال الصناعيين والذين هم أكثر اتصالا بهذا الواقع. (سنقوم بتفصيل هذه الفكرة لاحقا).

10 Cf SEMMOUD, B.- L’industrialisation de Ghazaouet : étude de localisation industrielle, implication (...)
15عمل التصنيع في مدينة الغزوات على التأثير على نظرة السكان المحليين من جراء تنصيب هذه المنشآت الصناعية. فكل الظروف سمحت بتكوين نوع من السخط الإجتماعي ونوع من المقاومة لهذا التصنيع رغم النتائج الإيجابية التي قد يجلبها لهم من خلق فرص العمل المأجور و التخفيف من حدة البطالة و بعث الحياة الإقتصادية و الإجتماعية بالمنطقة. فالسخط و المقاومة تكمنان في كون أن تشييد مصنع الزنك مثلا تم في وسط المدينة على مساحة شاطئ سياحي حيث هدمت مؤسسة ثقافية (سينما الشاطئ- Ciné Plage) و ورشات لتصبير السمك. فبالإضافة إلى هذا يرى السكان أن هذه المؤسسة جد ملوثة للمحيط10، سواء عن طريق النفايات والسوائل التي ترمى في البحر أو تلوث الهواء عن طريق مدخنة المصنع و التي أصبحت، في نظر السكان، السبب الأول لإصابتهم بالأمراض الصدرية.

11 جمال غريد ، العامل الشائع : عناصر للإقتراب من الوجه الجديد للعامل الصناعي الجزائري- في مجلة "إنساني (...)
16إلاّ أنّ هذه الآثار السلبية لم تمنع هذه المؤسسات الصناعية من أن تكون لها آثار إيجابية. فالتصنيع بالمنطقة عمل على دفع حركية البنيات الإجتماعية و الإقتصادية. فمؤسسة الزنك مثلا ساهمت في توسيع النسيج العمراني وهذا من خلال إنجاز أحياء سكنية لعمالها بهدف إيواء أكثر من 200 عائلة عمالية، كما أدت هذه المؤسسة إلى تطوير نشاط الميناء التجاري وبالتالي الإسراع في إنجاز طريق وطني ليشق الجهات الريفية بمنطقة "طرارة" والتي كانت تعاني من العزلة قبل هذه الفترة . ونتفق مع جمال غريد حينما يقول :" إن التصنيع دفع إلى تطوير الهياكل القاعدية من طرقات وسكك حديدية وموانئ ومطارات وإلى تكييف التأطير الإداري"11.

17فأكيد أن هاتين المؤسستين الصناعيتين ساهمتا في الإسراع من نزوح الأفراد نحو المدينة للبحث عن عمل مأجور لضمان دخل مستقر ودائم بدلا من البقاء في الريف والعمل في القطاع الزراعي الذي لايتعدى مدخوله تلبية حاجات محدودة نظرا لطبيعة الأراضي الزراعية بالمنطقة.

12 Caisse Algérienne d’aménagement du territoire, étude socio-économique des 8 communes de la Wilaya d (...)
13 إحصاءات خاصة بدائرة الغزوات.
14 MOULAI-HADJ, M. Living in two cultures : the Algerian factory worker between traditionalism and mod (...)
15 Cf. GUERID, D.- industrie et société, Alger, contrat de recherche avec la société nationale de sidé (...)
18فالإحصائيات تشير إلى أنّ مدينة الغزوات عرفت نموا في عدد السكان حيث كان يعادل 19.795 في سنة 1966، ليصل إلى 26.742 نسمة سنة 1977، 29.795 نسمة سنة 198712، ثم 33.039 نسمة سنة 199713 فالملفت للإنتباه في هذه الإحصائيات هو ذلك النمو الذي نلاحظه ما بين سنة 1966 وسنة 1977 وهي مرحلة تصنيع المنطقة. فلا شك أنّ بداية الإنتاج في هاتين المؤسستين عملت على نزوح عدد من الأفراد للبحث عن عمل مستقر. فدراستنا السابقة لعينة من عمال وحدة (الكتروليز الزنك) بالغزوات14كشفت عن الأصل الإجتماعي لهذه العينة والذي يعود إلى منطقة بني منير (مناطق جبلية بالقرب من مدينة ندرومة). كما عمل عدم استقرار العمال في العمل الصناعي في السنوات الأولى من التصنيع، بسبب سوء التأقلم مع الوسط الصناعي الجديد، على تنقل عمال ريفيين إلى العمل الصناعي، وهذا بطلب من مدير المؤسسة الذي توجه إلى المناطق الريفية المجاورة لمدينة الغزوات بغرض تقديم عروض عمل مع تقديم كل مزايا العمل الصناعي15.

19فلا شك أنّ هذه التحولات الإقتصادية و الإجتماعية عملت على التأثير على الحياة اليويمية للسكان المحليين مادام أن معظم الأفراد أصبحت لديهم علاقات مع العالم الصناعي. هذا الواقع الجديد يساهم في تفتيت الحياة البسيطة التي أعتادوها سابقا. فظهرت علاقات ونظم إجتماعية جديدة ساهمت في تشعب حياة الأفراد نظرا لتطور نوع من تقسيم العمل، وقلصت من التجانس والتضامن بين الأفراد الذين يعتبران سمة من سمات الثقافة التقليدية للمجتمعات الزراعية.

3. مدينة الغزوات مسرح لتحوّلات سوسيو-ثقافية
16 غريد جمال- المرجع السابق- ص.10
20لعبت التحولات الإقتصادية و الإجتماعية التي شهدتها مدينة الغزوات دورا كبيرا في التأثير على الحياة اليومية للسكان المحليين. تعتبر هذه التأثيرات وهذه التحولات ثقافية مادام أنها عملت على قلب موازين القوى داخل البنيات الأسرية وأدت إلى التقليص من التنظيمات الإجتماعية القائمة على نظم القرابة و العلاقات الإجتماعية التقليدية، كما أنها أسرعت في ظهور قيم ومعايير ثقافية حديثة تزامنت مع ظهور جماعات إجتماعية ومهنية وفاعلين إجتماعيين جدد لهم أدوار إجتماعية و إقتصادية في المؤسسات والهياكل الإقتصادية و الإدارية التي رافقت ثقافة مخالفة لتلك التنظيمات الإجتماعية السابقة. فالتصنيع مثلا غطى الوجوه الممثلة للعالم التقليدي (الفلاح، الحرفي، التاجر، رجل الدين) وأبرز إلى الوجود وجوها أخرى أهمها الإطار التقني والعامل المنتج16. فدراسة أهم هؤلاء الفاعلين الإجتماعيين تعد عنصرا أساسيا للوقوف على الخصائص الثقافية للمدينة ومن هنا تم إختيارنا لفاعلين إجتماعيين بالمدينة وهم :

1.3. البحارة الصيادون

21إن الموقع الإستراتيجي للمدينة جعلها تكون مركز إنتشار قطاع الصيد البحري منذ السنوات الأولى من الإستعمار. فالإحصائيات التي بحوزتنا – (أنظر الجدول رقم 1)- تدل على مدى قدرة هذا القطاع على خلق فرص للعمل. كما أن عملية إكتساب المهارات وتقنية الصيد تمت عن طريق المعمرين الإسبان الذين يعتبرون أكثر فئة إجتماعية التي عملت على تسيير قوارب الصيد وممارسة مهنة الصيد البحري بالمنطقة. فالتأثير الإسباني في هذا الميدان لم يتوقف على الجانب الإقتصادي بل تعداه ليشمل الجانب الثقافي أيضا، حيث عملية ممارسة المهنة غرس مفاهيم لغوية "إسبانية" جديدة لدى الصيادين المحليين والتي مازالت متداولة لحد الآن ما بين البحارة. فجل المناطق السياحية وأدوات العمل ولغة الإتصال أثناء العمل تحمل أسماء إسبانية . فعلى سبيل المثال يمكن أن نذكر أسماء بعض المناطق الساحلية (Capo Negro) الرأس الأسود، (Capo Lawa) رأس الماء... أما عن أدوات العمل : (Polia) عجلة الجر، (Baldi) الدلو وأدوات أخرى مثل(Larti) ، (Popa)،(Prova) ... إلخ. و أوامر تنفيذ العمل(Tinpla) جذب،(Kali) رمي الشباك إلى البحر وعبارات أخرى مثل(Larga) ،(Vira) إلخ...

22فاستعمال هذه المفاهيم الإسبانية تخفي من ورائها نوع من الرسوخ الثقافي لدى البحارة الصيادين حيث يشعرون بنوع من الإنتماء الثقافي إلى الإسبان ويحملون تقاليد إسبانية في ممارسة مهنتهم . فهم مارسوا وورثوا هذه المهنة عن أولئك المعمرين.

17 HUGUES, E.C., Men and their work- Glencoe, The free Press, 1958, p. 17.
23فوراثة مهنة الصيد عن الإسبان تمت عن طريق الأجداد والآباء الذين عملوا كبحارة مع هؤلاء الإسبان. نستطيع أن نجد ضمن فئة البحارة الصيادين عائلات تداولت مهنة الصيد عبر أربعة أجيال. فلا شك أن مهنة الآباء لها تأثير على الإختيار المهني للإبن، كما جاء على لسان (هوجز - Hughes) "مهنة الآباء بدون شك لها نوع من التأثير على مهنة الأولاد"17.

24لقد سمحت الظروف الخاصة وطبيعة نشاط الصيد البحري بجلب كثير من الشباب الذين فشلوا في مسارهم الدراسي. فالمخرج الوحيد بالنسبة لهؤلاء الشباب هو الحصول على منصب عمل ضمن جماعة البحارة، إلا أن طريقة الحصول على هذا المنصب تعتمد على علاقات القرابة والمحسوبية. فقد يمضي قائد القارب على أحد أقاربه أو جيرانه لأجل أن يصبح بحارا. فالعملية لا تتطلب أي تكوين ولا شروط مهنية.

25إن تنظيم العمل في قطاع الصيد جعل من البحارة الصيادين أن تكون لهم علاقات عمل جد بسيطة وتقليدية مادام أن عددهم لا يتعدى العشرين بحارا على متن كل قارب، إلا أن ظروف العمل الجد قاسية والصعبة والمرتبطة بالظروف الطبيعية جعلت هؤلاء البحارة أن يكون لهم نوعا من التلاحم مع بعضهم وظهور نوع من الشعور بالانتماء إلى فئة مهنية وثقافية تختلف عن تلك الفئة المهنية التي تعمل في المؤسسات الصناعية وقطاع الخدمات.

26ومما يلاحظ أن طبيعة العمل في قطاع الصيد البحري جعلت من البحارة الصيادين أن يكون لديهم حياة يومية عادية مرتبطة بخطاب تقليدي، ذي علاقة جد متينة بالإعتقادات الدينية. فتداول كلمات مثل "الله يفتح" و"المكتوب" جعل تسمية بعض القوارب ببعض هذه الأسماء. فهناك قوارب تسمى "بالعاطي الله"، "شوف المكتوب"... ألخ.

27فرغم تذبذب دخل هؤلاء الصيادين المرتبط بالحظ و"المكتوب" إلا أنهم يشعرون بنوع من الإرتباط بمهنتهم. فسهولة العمل وبساطة تنظيمه داخل القوارب جعلت من هذه الفئة أن لا تقبل أي عمل آخر معقد رغم توفر مناصب عمل أخرى بالمنطقة وخاصة مع تنصيب مؤسستين صناعيتين بالمنطقة.

18 MOULAI- HADJ, Mourad, Op. cité.
28فدراستنا لمصنع (إلكتروليز الزنك) بالغزوات18 سمحت لنا بالإطلاع على أن هناك العديد من البحارة الذين عملوا بالمصنع، وتركوا هذا العمل الصناعي بعد بضعة شهور. إنهم يرفضون العمل في محيط حيث يتواجد فيه رؤساء عمل أجانب عن محيطهم، و حيث يفرض تنظيم العمل نوعا من السلوك والإنضباط في العمل كاحترام توقيت العمل وعدم التغيب، فيحمدون الله ويشكرونه على وجود هذا البحر الذي ينعتونه بـ "القلتة" أي البحيرة. فوجود "القلتة" في نظرهم هي ضمان للعمل والرزق.

2.3. العمال الصناعيون

19 Cf, ROTHSTEIN, Frances,- The New proletarians : Third word reality and first world categoties,- in (...)
29خلصت معظم دراسات عالم الشغل في الجزائر إلى أن التصنيع عمل على تشكيل وظهور وجه جديد من العمال الصناعيين. وهكذا فهناك إتفاق مبدئي على أن العامل الصناعي في الجزائر أصبح يعيش صراعا في حياته اليومية بين واقعين : محيطه الإجتماعي الذي نشأ فيه و ترعرع فيه والذي ما زال يحمل بوادر و خصائص العالم التقليدي و المؤسسة الصناعية ذات التكنولوجية العالية و الحاملة لمعايير وقيم و ممارسات ثقافية التي تفترض نوعا من السلوك الحضري الحديث وتنظيم العمل المعقد. فقد ذهب أغلب الدارسين لهذه الفئة المهنية على مقارنة العامل الجزائري مع العامل في البلدان الغربية المتقدمة والتأكيد على أوجه الإختلاف بينهما والتركيز على أوجه الشبه بين الفلاح والعامل الصناعي في الجزائر، مع عدم الإهتمام وتجاهل أوجه الشبه بين العامل الصناعي في الجزائر وزميله في العالم المتقدم، وهكذا يصل (روتشطين-Frances Rothstein) إلى خلاصة أن علماء الإجتماع العالم الثالث يرون أن العمال الصناعيين هم عبارة عن فلاحيين - عمال و يتجاهلون ديناميكية صيرورة التحول و التغير في العالم الثالث. فيرى أن هؤلاء الباحثين يقدمون الحياة الريفية والفلاحية على أنها ساكنة و يؤكدون على أوجه التشابه بين الفلاحين والعمال الصناعيين ويتجاهلون كثيرا من الإختلافات بينما يبالغون في ذكر الإختلافات بين العمال في البلدان المصنعة والعمال الجدد في الدول النامية دون التطرق إلى أوجه الشبه بينهم19.

30فإذا رجعنا إلى العمال الصناعيين بمدينة الغزوات فإننا نجد أن هذه الفئة المهنية قد نمت و تطورت مع ظهور المنشآت الصناعية السالفة الذكر بالمنطقة. فالآن أصبحنا نعاين فئة مهنية عريضة بالمدينة قد تتعدى الألف عامل صناعي.

31ومما لا شك فيه أنّ هؤلاء العمال قد إكتسبوا نوعا من التجربة المهنية داخل المؤسسات الصناعية.

20 هذه الدراسة تدخل في إطار مشروع بحث تحت عنوان "طرارة بين الحداثة والتقليد" مشروع مع مركز البحث في ال (...)
32فدراستنا الميدانية لمؤسسة التحليل الكهربائي للزنك بالغزوات20 قد سمحت لنا بالخروج ببعض الخصائص و المواصفات الثقافية لعينة من العمال المنتجين (و الممثلة في مائة مبحوث)، والذين يعتبرون الوجه الحقيقي للعامل الصناعي بالمنطقة. فقد لا نختلف مع أولئك الدارسين الإجتماعيين لهذه الفئة على أننا أمام عمال ذوي أصل ريفي فلاحي ولهم إرتباطات إجتماعية و ثقافية مع العالم الريفي حيث ما زال الأقارب و الأهل يقطنون فيه بعض المرات، وأنّ لهم بعض القيم و العادات ذات الصلة الكبيرة بالعالم الريفي مادام أنّ هناك دائما حنينا إلى الماضي.

21 IHLELES, Alex et al.. Exploring individual modernity.- New york, Colombia University Press, 1983
33إلا أننا لا يجب أن نتغافل عن الآثار التي قد يخلّفها العمل الصناعي على هؤلاء العمال و قد نتفق مع زعماء مدرسة تحديث الفرد الذين يؤكدون على أنّ المصنع يعتبر مدرسة الفرد وأنه قادر على تغيير الأفراد في سلوكاتهم ومواقفهم21.

22 SAINSAULIEU, R.- Sociologie de l’organisation et de l’entreprise.- Paris, Dalloz, 1987 p. 206.
34وكما يرى (SAINSAULIEU) أن المؤسسة الصناعية التي بنفس درجة العائلة والعدالة والجيش تنتج وتحوّل آثارها الثقافية إلى المجتمع22.

35فتجربة الحياة في المنطقة الصناعية وعلاقات العمل تنتج أطرا خاصة للتعلّم الثقافي، ونرى أنّ من بين المميزات الثقافية لهؤلاء العمال هو أنّه أصبح لديهم نوع من الإنتماء الثقافي لهذه المؤسسات الصناعية مادام أنّ لهم ارتباطا كبيرا بمؤسستهم، وأنّهم يجدون العمل في الصناعة، حيث الأجر المضمون والخدمات التي تقدمها لهم هذه المؤسسة. فهذا الإندماج إزداد قوة مع ظهور التحوّل الإقتصادي للمجتمع مما ساعد على انتشار البطالة والتقليص من عدد العمال في بعض المرات، كما أنّ العمل الصناعي جعل من هؤلاء العمال أن يكون لهم نوع من التكوين بالممارسة والتعلّم واكتساب مفاهيم مرتبطة بواقعهم الصناعي. فقد تعلموا تسمية وباللغة الفرنسية بعض أدوات العمل والورشات والآلات...إلخ، واستطاعوا أن يكتسبوا نوعا من التجربة المطلبية في إطار هيئة نقابية تدافع عن مصالحهم داخل المؤسسة. فتمثلاتهم لواقعهم الإجتماعي تبين نوعا من التفكير العقلاني. فجل العمال أصبحت لديهم أفكار مغايرة عن عالمهم الأصلي. فقد أصبحوا لا يمانعون من أن تعمل المرأة خارج المنزل مادام أن الظروف المعيشية و الإقتصادية حتمت ذلك. يقول أحد المبحوثين : "حاجة مليحة، تخدم هي والرجل باش يعيشوا مليح ورانا في عام ألفين" (عامل، 49 سنة).

36ونتيجة الإحتكاك و التفاعل أصبح العامل يرى أن على الآباء مثلا، احترام آراء أبنائهم وظهور نوع من التشاور وأخذ الرأي الأصوب و الأفضل و لو كان ذلك صادر من الإبن الأصغر، حيث نجد 90 % من المبحوثين يتفقون مع فكرة مشاورة الأبناء.

37أما فيما يخص إختيار الخطيبة للأبناء فهناك تذبذب في الأراء فالبعض لا يتفق مع فكرة إختيار الإبن لخطيبته مادام أنها معاكسة حسب رأيهم لعاداتهم، فيرى أحد المبحوثين، 45 سنة : "هذا التغير ما شي مليح، الوالدين يعرفوا يختاروا المرأة خير".

38فأغلب تبريراتهم تدل على أن هذه الأمور دخيلة على مجتمعنا، كما جاء في تصريح نفس المبحوث، حيث يقول : "بكري خير، ولاو يتفرجوا في التلفيزيون و البرابول ويعملوا كيما لقور".

39إلا أن هناك إتجاه معاكس حيث يعطي الحرية للإبن في اختيار خطيبته مع تحمل مسؤولية الإبن الكاملة ولا يمكن أن "نشتري الحوت في البحر" حسب تصريحاتهم. ونظرا لموجة الأحداث التي عايشها المبحوثون في الريف ثم إنتقالهم إلى المدينة أصبحوا يودون أن يكون أبناؤهم متعلمين و يشغلون مناصب جيدة، حتى لا يتلقوا صعوبات في حياتهم المستقبلية.فأصبح المبحوثون يرون أن الحياة الأفضل هي لدى المتعلم والمثقف.

خاتمة
40شهدت مدينة الغزوات تحوّلات ثقافية مرتبطة بالمسار التاريخي للنشاط الإقتصادي للمدينة، فتحولت من مدينة قائمة على نشاط الصيد البحري و انتشار ثقافة بحرية بين أوساط السكان المحليين وكذا ظهور نوع من الصناعات الصغيرة ذات الإرتباط بالصيد إلى مدينة صناعية مع بناء مؤسسات صناعية ذات تكنولوجيا عالية وتنظيم عمل معقّد. وقد نتج عن هذه الوضعية نوع من الإسراع في وتيرة نزوح الأفراد على المدينة وتطور العمران بالمنطقة، كما أدّت هذه التحوّلات الإقتصادية و الإجتماعية على ظهور فاعلين إجتماعيين. إضافة إلى وجود البحارة الصيادين ذوي مميزات ثقافية مرتبطة بالآثار الثقافية الموروثة عن المعمرين الإسبان نلاحظ ظهور العمال الصناعيين الذين اصبح تواجدهم بين السكان المحليين ملفتا للإنتباه، هؤلاء الذين اكتسبوا معايير و قيم جديدة مرتبطة بواقعهم المهني والصناعي الجديد.

Top of page
Bibliography

1- جمال غريد، "العامل الشائع : عناصر للاقتراب مع الوجه الجديد للعامل الصناعي الجزائري"، في مجلة "إنسانيات" العدد الأول،1977، ص.ص.7-23.

2- Brule M. J. C. Mutin G, industrialisation et urbanisation en Algérie, In Maghreb-Machrek, vol. 96, 1982.

3- Cardonne, P. et Rabot, J, La décolonisation dans l’Ouest Orannais - Alger, Heintz, 1930.

4- Frances Rothstein, The New proletarians : Third word reality and first world categories.- in Comparative Studies in Society and history, vol, 28 (2), 1986 : 38-217.

5- Guerid Djamel, et al., S.N.S : Industrie et société, Alger, contrat de recherche avec la S.N.S, 1982.

6- Guerid Djamel, “L’entreprise industrielle en Algérie : les limites d’une acculturation”, in Cultures d’entreprise, édition CRASC, avril 1977 : 117-131.

7- Inkeles, A. et al., Exploring individual modernity, New york, Colombia University Press, 1983.

8- Moulai-Hadj, Mourad, “Living in two cultures : the Algerian factory worker between traditionalism and modernity”. Leiscester (U.K.) M. Phil Thesis. 1988.

9- Sainsaulieu, R., Sociologie de l’organisation et de l’entreprise, Paris, Dalloz., 1987.

10- Sri. Dlillali, “Ghazaouet : Débouché de l’oriental marocain”, in Maghreb-Machrek, vol. 60, 1973. 27-23.

11- Semmoud Bouziane, “L’industrialisation de Ghazaouet : étude de localisation industrielle, implications géographiques” in cahiers géographiques de l’Ouest, N° 2-3, 1979 : 264-295.

12- Thinthoin, Robert T. Les Trara : Etude d’une région Musulmane d’Algérie. Bulletin de la société de géographie et d’archéologie de la province d’Oran, T. LXXIII , pp. 217-309.

Top of page
Annex

الجدول التالي : يبيّن وظيفة قطاع الصيد البحري بمدينة الغزوات قبل الاستقلال

أنتاج السمك
عدد البحارة
أسطول الصيد البحري
السنوات
3.524.648
-
-
1950
4.616.766
-
-
1952
2.367.983
-
-
1954
2.571.981
730
60
1956
1.970.088
866
74
1958
2.903.624
908
69
1960
3.108.981
880
65
1962
المصدر : الملاحة البحرية لمدينة الغزوات.

Top of page
Notes

1 Cr. CARDONNE, P. et RABOT, J. La colonisation dans l’Ouest Oranais.- Alger, Heintz, 1930.- p. 121.
2 Ibid.
3 Cf. LLABRADOR, F. Nemours (Djemâa Ghazaouât). Monographie illustrée.- Alger, Jules Carbonnel, 1948.
4 Cf. SARI, D. - Ghazaouet : débouché de l’oriental marocain.- in Maghreb-Machrek, vol 60, 1973. - p.p. 27-33
5 Cr. CARDONNE, P. et al.- Op. cité.- p. 26.
6 Ibid.- p.p. 126-127.
7 Ibid, p. 127.
8 Ibid, p. 128.
9 Cf GUERID, D. - L’entreprise industrielle en Algérie ; les limites d’une acculturation.- in cultures d’entreprise, Oran, édition CRASC, Avril 1987, p. 118.
10 Cf SEMMOUD, B.- L’industrialisation de Ghazaouet : étude de localisation industrielle, implication géographiques.- In cahiers géographiques de l’Ouest, n° 2-3, 1979.- p.p. 271-274.
11 جمال غريد ، العامل الشائع : عناصر للإقتراب من الوجه الجديد للعامل الصناعي الجزائري- في مجلة "إنسانيات" العدد1، 1997- ص.ص.9-10
12 Caisse Algérienne d’aménagement du territoire, étude socio-économique des 8 communes de la Wilaya de Tlemcen, Alger, publication officielle, 1977.
13 إحصاءات خاصة بدائرة الغزوات.
14 MOULAI-HADJ, M. Living in two cultures : the Algerian factory worker between traditionalism and modernity.- (U.K), Leicester, M phil Thesis, 1988.
15 Cf. GUERID, D.- industrie et société, Alger, contrat de recherche avec la société nationale de sidérurgie.- 1982 p.p 89-90.
16 غريد جمال- المرجع السابق- ص.10
17 HUGUES, E.C., Men and their work- Glencoe, The free Press, 1958, p. 17.
18 MOULAI- HADJ, Mourad, Op. cité.
19 Cf, ROTHSTEIN, Frances,- The New proletarians : Third word reality and first world categoties,- in Comparative Studies in society and History , vol 28 (2), 1986.
20 هذه الدراسة تدخل في إطار مشروع بحث تحت عنوان "طرارة بين الحداثة والتقليد" مشروع مع مركز البحث في الأنثربولوجيا الإجتماعية والثقافية (CRASC).
21 IHLELES, Alex et al.. Exploring individual modernity.- New york, Colombia University Press, 1983
22 SAINSAULIEU, R.- Sociologie de l’organisation et de l’entreprise.- Paris, Dalloz, 1987 p. 206.
Top of page
References

Bibliographical reference
مراد مولاي الحاج, « الغزوات : مدينة في ظل التحولات السوسيو-ثقافية », Insaniyat / إنسانيات, 5 | 1998, 35-48.
Electronic reference
مراد مولاي الحاج, « الغزوات : مدينة في ظل التحولات السوسيو-ثقافية », Insaniyat / إنسانيات [Online], 5 | 1998, Online since 31 May 2013, connection on 25 February 2022. URL : http://journals.openedition.org/insaniyat/11844 ; DOI : https://doi.org/10.4000/insaniyat.11844
Top of page
About the author

مراد مولاي الحاج
عالم الإجتماع- جامعة وهران/ باحث في مركز البحث في الأنثروبولوجية الإجتماعية والثقافية (CRASC).

By this author
الأصول الريفية للعامل الصناعي في الجزائر [Full text]
Published in Insaniyat / إنسانيات, 7 | 1999
طهير، أحمد : التعابير الشفوية والدلالات اللغوية عند البحارة الصيادين بميناء الغزوات2001 [Full text]
Published in Insaniyat / إنسانيات, 13 | 2001
العمال الصناعيون في الجزائر : ممارسات و تمثلات. دراسة ميدانية بثلاث مؤسسات صناعية بمنطقة طرارة [Full text]
Published in Insaniyat / إنسانيات, 34 | 2006
يومان دراسيان حول " الإطارات الصناعية".- جامعة عنابة، 25-26 أبريل 2000 (CRASC) [Full text]
Published in Insaniyat / إنسانيات, 10 | 2000
منطقة طرارة من منظور الدراسات الكولونيالية [Full text]
Published in Insaniyat / إنسانيات, 39-40 | 2008
Top of page
Copyright


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)