الجزائر

الغرباء يحملون الوطن في القلوب



أثبت المغتربون الجزائريون في فرنسا أنهم أكثر اعتزازا وفخرا بوطنهم الجزائر واشد تعلقا به ويعبرون في كل المناسبات بانتمائهم إليه وقد ظهر ذلك جليا من خلال احتفالاتهم بانتصارات الفريق الوطني لكرة القدم بطل إفريقيا الذي نال الكأس بجدارة واستحقاق فقد خرج الجزائريون إلى الشوارع الفرنسية يحملون الأعلام الوطنية مما أزعج اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة مارين لوبان العنصرية التي طالب بغلق ساحة الشانزيليزي في وجوه الجزائريين ورفضت وزارة الداخلية طلبهالقد فشلت كل محاولات فرنسا الهادفة إلى فرنسة الجزائريين وخاصة الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين الذين ولدوا وتعلموا هناك لكنهم ظهروا أكثر تمسكا بوطنيتهم وأصالتهم ويعود ذلك إلى التمييز العنصري الذي يتعرضون له في الوظائف ومازالت مقولة الكولونيل بن داود (( العربي عربي ولو كان الكولونيل بن داود)) سارية المفعول الذي وصل الى أعلى رتبة عسكرية وخدم فرنسا بإخلاص وتعرض للإهانة من طرف فرنسية في حفل رسمي رفضت مصافحته فانتحر (..)
ولقد رأينا لاعبين جزائريين فضلوا اللعب للفريق الفرنسي فتعرضوا للتهميش والإبعاد مثل بن زيمة ناصر حتى زيدان الذي قدم لفرنسا كل الألقاب لم يحظ بتدريب فريق فرنسي محترم ولهذا صار اللاعبون الجزائريون المغتربون يفضلون تقمص ألوان الفريق الوطني الذي يحتضن أبناء الجزائر كلهم وحتى مدربه جمال بلماضي ولد وعاش في الغربة (..)
والحقيقة أن الجالية الجزائرية في فرنسا كانت سباقة إلى خدمة الوطن والدفاع عنه فأول حزب سياسي جزائري تأسس في فرنسا سنة 1926وهو حزب نجم شمال أفريقيا برئاسة المرحوم مصالي الحاج كما لعب المغتربون الجزائريون دورا كبيرا خلال ثورة اول نوفمبر 1954فنظموا مظاهرات 17اكتوبر 1961في باريس التي سقط فيها العديد من الشهداء بالإضافة إلى الدعم المالي والعمليات الفدائية الى درجة تهديد نقل الحرب الى فرنسا.
فلا عجب أن نرى الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين أكثر حنينا وتعلقا بالوطن وإظهارا لشخصيتهم الجزائرية والمحافظة على أصالتهم.
وقد سهلت وسائل الاتصال والتواصل الحديثة من زيادة الوعي لديهم وفكت العزلة عنهم فصاروا اقرب لوطنهم يعيشون أحداثه ويشاركون في أفراحه ولو عن بعد وبينت فشل سياسة فرنسا الإدماجية المبنية على الإلحاق والإذابة في المجتمع الفرنسي والنظرة الدونية إليهم التي تعود الفرنسيون أن ينظروا بها إلى أبناء مستعمراتهم السابقة ولا شك أن نهضة الجزائر المرتقبة وفوز الخضر بكأس أفريقيا بجدارة واستحقاق ومشاركة أبناء المغتربين فيه بقوة سيجعل الجزائر مفخرة لأبنائها في الداخل والخارج وقد نجد فرنسيين يتمنون اللعب في الفريق الوطني في المستقبل القريب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)