الجزائر

«العيش معا بسلام».. الدرس من الجزائر



المعروف أم مبادرة «العيش معا بسلام», هي المبادرة الجزائرية التي تحولت إلى يوم عالمي بعدما صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2017 ب 172 صوتا ,على لائحة تعلن من خلالها يوم 16 مايو من كل عام يوما عالميا للعيش معا بسلام. وهو الحدث الذي اعتبرته في حينه البعثة الدائمة للجزائر لدى الأمم المتحدة مسعى جزائريا «يندرج في إطار جهود ترقية قيم ثقافة السلم والمصالحة على المستوى الدولي ويهدف إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل السلام و التسامح والاندماج والتفاهم والأخوة «.وتم التأكيد بالمناسبة «بأن المبادرة الجزائرية هي ثمرة مسار طويل قامت به الجمعية الدولية الصوفية العلوية التي شارك رئيسها الشرفي وشيخ الطريقة العلوية الشيخ خالد بن تونس في جلسة المصادقة على هذه اللائحة».
ويبدو أن الشعب الجزائري, لم يكتف باقتراح المبادرة عبر مسار طويل من المراحل الإجرائية للتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة, وإنما حرص على مواصلة المشوار بالتجسيد الفعلي لمفهوم «العيش معا بسلام» على أرض الواقع, من خلال الحراك الشعبي الذي انطلق من خمسة أشهر, بهدف إقامة مجتمع «العيش معا بسلام» عبر تغيير جذري لنظام الحكم, وبمشاركة كل فئات المجتمع ,مع الالتزام التام بالطابع السلمي لجميع التظاهرات الشعبية التي تنظم داخليا و خارج البلاد و لا سيما في فرنسا, إذ يلخص بيان الجمعية العامة الأممية بخصوص هذا الشعار أن:«العيش معًا بسلام هو أن نتقبل اختلافاتنا وأن نتمتع بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين والتعرف عليهم واحترامهم، والعيش معًا متحدين في سلام. ويمثل هذا الشعار دعوة للبلدان لزيادة تعزيز المصالحة وللمساعدة في ضمان السلام والتنمية المستدامة، بما في ذلك العمل مع المجتمعات المحلية والزعماء الدينيين والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة، من خلال تدابير التوفيق وأعمال الخدمة وعن طريق التشجيع على التسامح والتعاطف بين الأفراد».
وهو التلاحم الشعبي الذي تأكد أكثر من خلال مشوار الفريق الوطني في ملحمته في كأس إفريقيا طيلة شهر, حيث أظهر الجزائريون على اختلاف توجهاتهم مدى تمسكهم بالألوان الوطنية و بسمعة بلادهم ليس في المجال الكروي , و إنما بكل ما ارتبط به من أخلاق واحترام آداب وقواعد التشجيع السلمي لفريقهم, واحترام المنافسين, الأمر الذي نال إعجاب الأعداء قبل الأصدقاء, وكسب للبلاد و للفريق الوطني مزيدا من الأنصار والمشجعين عبر الكثير من دول العالم, والذين شاركوا الفريق الوطني والشعب الجزائري فرحته بالتتويج للمرة الثانية في تاريخه بكأس إفريقيا للأمم, في احتفالات مبهرة تناقلتها مختلف الفضائيات العالمية و المواقع الإلكترونية المتخصصة .
فالشعب الجزائري مع فريقه الوطني, قدما الدليل الملموس على إمكانية تجسيد شعار «العيش معا بسلام» على أرض الواقع, الذي اقترحته بلادهم ليكون يوما عالميا لجميع شعوب العالم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)