الجزائر

العيد زغلامي يحاضر بالمعرض الوطني للكتاب:‏المشهد الثقافي الحالي فقير وغير مشجع


 
تحركت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان العالمية في الأيام الأخيرة بشكل لافت من اجل نفض الغبار على الانتهاكات المفضوحة التي ما انفكت تقترفها قوات الأمن المغربية في حق المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة.
وجاءت استفاقة هذه الجمعيات والمنظمات على خلفية مضمون القرار الأخير الذي بعث به الأمين العام للأمم المتحدة إلى أعضاء مجلس الأمن والذي عدد فيه ولأول مرة جملة الخروقات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال المغربي ضد المواطنين الصحراويين بعيدا عن أعين الملاحظين الدوليين ووسائل الإعلام العالمية ومطالبته بضرورة تمكين بعثة الامم المتحدة هناك من كامل صلاحياتها المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين المغرب وجبهة البوليزاريو منذ سنة .1991
وضمت المنظمة الحقوقية الأمريكية ''هيومن رايتس ووتش'' موقفها إلى موقف بان كي مون وطالبت هي الأخرى مجلس الأمن الدولي إلى توسيع مهام بعثة ''مينورسو'' لتشمل مراقبة حقوق الشعب الصحراوي قبل مناقشة أعضائه لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء القادم.
وعززت المنظمة الحقوقية الأمريكية موقفها كون بعثة ''مينورسو'' ،تبقى البعثة الأممية الوحيدة في العالم ''مكلفة بحفظ السلم ولكنها لا تضطلع بمهمة مراقبة حقوق الإنسان'' مما حال دون قيامها بمهمتها وفق ما تقتضيه الأعراف الدولية في هذا المجال.
وترى ''هيومن رايتس ووتش'' انه إذا كانت اللائحة 1979 التي صادق عليها مجلس الأمن في أفريل  من العام الماضي رحبت الإجراءات التي اتخذها المغرب لإنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان والتزامه بضمان استفادته من كل الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان الأممي إلا أن مبادرته '' بقيت بعيدة كل البعد عن ضمان متابعة منتظمة ونزيهة للوضع الحالي لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية''.
 وشددت المنظمة الأمريكية التأكيد على أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يعد مؤسسة تابعة للمغرب ''الذي لا تعترف منظمة الأمم المتحدة بسيادته على الصحراء الغربية''. كما انه ''لم يسمح حتى بتغيير الوضع في مجال حقوق الشعب الصحراوي الإنسانية''.
وأكدت أنه بدلا من ذلك واصلت ''السلطات المغربية اقتراف مختلف أشكال القمع في حق الصحراويين الذين يدافعون عن حق تقرير المصير أو أولئك الذين يتجرؤون على فضح انتهاكات حقوق الإنسان ''في آخر المستعمرات في القارة الإفريقية.
وشددت المنظمة الأمريكية على أن ''هدف ضمان مراقبة واسعة النطاق ومنتظمة لحقوق الإنسان لا يمكن أن يبلغ إلا بواسطة توسيع عهدة ''مينورسو'' بإدماج مراقبة حقوق الإنسان أو من خلال استحداث مقرر خاص للصحراء الغربية'' مهمته متابعة ومراقبة وضعية حقوق الإنسان في هذا الإقليم المحتل ومطابقتها بالتالي مع بعثات حفظ السلم الأممية الأخرى''.
وفي نفس السياق نظمت جمعية الجالية الصحراوية في فرنسا بدعم من أرضية التضامن مع الشعب الصحراوي التي تضم 27 جمعية أمس تجمعا احتجاجيا بالعاصمة باريس ضد القمع الممارس في حق السكان الصحراويين ومن أجل توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
 وأدان المشاركون في هذه الوقفة التي نظمت بساحة حقوق الإنسان ساحة تروكاديرو في قلب باريس '' انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وطالبوا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الأممي بتضمين لائحتهم القادمة بندا يقضي بتوسيع عهدة ''مينورسو'' لتشمل مراقبة حقوق الإنسان لضمان حماية أفضل للسكان الصحراويين.
كما طالبت هذه الجمعيات بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين واحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير واستقلاله إلى جانب الإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير طبقا للوائح الدولية.
 وذكرت الجمعيات أنه منذ ''الاعتداء الإجرامي'' للقوات المغربية على سكان مخيم اكديم ايزيك في 8 نوفمبر 2010 فان أساليب ''القمع لم تتوقف ضد السكان الصحراويين رغم إدانة واستنكار منظمة العفو الدولية ''امنيستي'' و''هيومن رايتس ووتش'' و''فرونت لاين'' تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة''.

نشط صباح أمس، على هامش المعرض الوطني للكتاب في دورته الثامنة، الاستاذ العيد زغلامي محاضرة بعنوان ''الاعلام الثقافي بين الواقع والتطلعات''، وسلط الضوء من خلالها على واقع مفهوم الإعلام الثقافي ودوره في ترقية المجتمع وسط زخم الفضائيات والعولمة والوسائل الاتصالية المتسارعة في تضييق رقعة الأرض، وجعلها رهن إشارة أصابع وأرقام لاستحضار العالم بكل مشاهده.
استهل المحاضر تدخله بتوضيح مفهوم الإعلام ووظائفه ولغته، بإعطاء بعض النماذج الإعلامية، متسائلا في نفس الوقت عن وجود إعلام ثقافي من حيث الحضور، من خلال مبادرات متعددة الجوانب والألوان الثقافية؛ من اقتصاد، سياسة ورياضة، حيث تعددت هذه الأنواع في ظل العولمة التي أحدثت ثورة إعلامية.
أمّا من حيث تعريفه للإعلام الثقافي، فقد أكد العيد زغلامي أن الإعلام الثقافي هو دراسة الثقافة من وجهة إعلامية واتصالية، نظرا لاحتوائه على مضامين وأفكار متعلقة بثقافة المجتمع.
واستطرد المحاضر في تبيينه للإعلام الثقافي، أنه ذو وظائف روحية تعمل على ترسيخ القيم الجمالية والروحية من خلال الفنون، باعتبارها نوعا من الغذاء الفكري، كما أن للإعلام الثقافي يضيف -المحاضر- وظيفة اجتماعية، وذلك في إطار تقديم أساليب الترابط والتضامن بين أفراد المجتمع، وذلك من أجل بناء نسيج ووحدة اجتماعية متكاملة، قد تبرز من خلال الأغاني الوطنية، زيادة عن الوظيفة التربوية والرياضية التي من خلالها يتم تقديم معارف العلوم، الفنون والآداب، لأن الوظيفة العلمية المعرفية تعتمد على تبسيط العلوم وتوصيلها للقارئ والمتلقى، بالإضافة إلى الوظيفة الأدبية التي يروّج من خلالها للعمل الأدبي والفني، وكل هذه المضامين مشتملة تعمل على ترقية الإنسان ورفع ذوقه.
كما تطرق الأستاذ العيد زغلامي إلى عنصر اللغة الذي هو الرابط بين المرسل، والمتلقى وتكمل مطولا عن مرونة اللغة واختيار الأساليب التي تجذب القارئ، المستمع والمشاهد على حّد سواء، لأن اللغة السلسة السهلة الجميلة، تحدث وقعا في المتلقي وتعمل على إكتسابه وانضمامه إليها بكل تلقائية جمالية، لأن الإعلام الثقافي هو إبداع، ابتكار وأفكار.
أمّا عن العلاقة بين الإعلام والثقافة، فيرى المحاضر أن هناك تنوع وثورة في وسائل الإعلام من خلال الثورة التكنولوجية، وهذا ما أحدث شرخا وانفصالا بين الإعلام، الثقافة والمال، لأن الإعلام لم يصبح إعلاما بالوسائل التكنولوجية، بل إعلاما واتصالا، حيث لم تعد العلاقة واضحة وتكاملية بين الإعلام والثقافة، لأن الوسائل صارت غير حيادية.
وتساءل المحاضر عن الإعلام الثقافي، هل يتمثل في الحصص الترويجية الإشهارية، مؤكدا في نفس الوقت أن الإعلام الثقافي نتائجه لا تكون آنية، بل تبقى تدريجية نتيجة لهيمنة ظروف أخرى، وهذا، يضيف المحاضر، لا ينفي وجود الإعلام الثقافي من خلال الوسائل المتاحة، مثل الاذاعة الثقافية، التلفزيون، الصحف ومن خلال الملحقات، غير أن الإعلام يتطلب أموالا وكفاءات وحضورا مستمرا لترقية ذوق الأخرين.
ويرى المحاضر أن المشهد الثقافي الحالي، يعد مشهدا فقيرا وغير مشجع، إذا ما نظرنا إلى المراكز الثقافية التي يغلب عليها التسيير الإداري ونشاطاتها ذات طابع مناسباتي.
كما أكد المحاضر في ختام مداخلته، تفاؤله بمستقبل الإعلام الثقافي، نظرا لوجود أكثر من 80 عنوانا صحافيا، وهذا ما يسمح لتنوع الإبداع والتبشير بمستقبل مضيئ بالنسبة للإعلام الثقافي، في إطار لغة ثقافية تتسلل لعواطف وأفكار المتلقي، وتعمل على ترقية مستوياته وتغذية وإثراء أفكاره.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)