الجزائر

العوم في فِيهِ الموت



لا تزال المسطحات المائية من برك و سدود و مستنقعات تعدّ الغرقى بالعشرات كل موسم حرّ و خاصة بالمناطق الداخلية حيث يكون موسم الاصطياف مرادفا لكل معاني الملل و الحرمان و العزلة فهناك لا يوجد شواطئ و لا مسابح و لا مرافق ترفيه بل حرارة تتجاوز الأربعين و فقر يكبّل الشباب فلا يجد الوسيلة التي تنقله نحو الشمال للالتحاق بالمخيمات الصيفية و الشواطئ الساحرة و لا يملك حتى ثمن الدخول إلى المسبح البلدي الوحيد بمنطقته و الذي يقصده المتعطشون للسباحة و الاستجمام .و أغلب القتلى أطفال لا يجيدون السباحة و لا يحظون برعاية عائلية و لا حتى عناية من طرف السلطات المحلية و مختلف الأجهزة المسؤولة على تأمين منشآت الري ،كما لم توفر هذه السلطات البدائل من مرافق ترفيه و مسابح و لو كانت متنقلة حفاظا على حياة أبنائنا. فحسب الحماية المدنية فإن الأوحال المتراكمة بمنشآت الري السطحية هي السبب الرئيسي لوقوع حالات الغرق فالشخص سواء كان يجيد السباحة أم لا سيجد صعوبة في التحرك وسط المياه خصوصا بعدما وصل التوحل إلى مستويات كبيرة و خاصة بالسدود .و قد أحصت الحماية المدنية قبل انطلاق موسم الاصطياف أزيد من 70 غريقا في هذه الأماكن الخطرة عبر الوطن و أغلب الحالات سُجلت بالمناطق الداخلية حيث لا بديل عن المسطحات المائية للاستجمام و الترويح عن النفس .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)