العنف الزواجي وعلاقته بأبعاد الرضا عن الحياة وببعض المتغيرات النفسية لدى المرأة الجزائرية

لقد حظيت ظاهرة العنف الأسري في الآونة الأخيرة بإهتمام بالغ على المستويين العربي والعالمي وكذا على المستوى البحثي النظري والإمبريقي، لاسيما في ميدان الدراسات النفسية. ولهذه الظاهرة أشكال متعددة، وتحديدا العنف الموجه نحو المرأة داخل البيت وخارجه، وإنّ من أكثر أشكال هذا العنف شيوعاً العنف البدني والعنف اللفظي إضافة إلى العدائية، وقد تزايد الإهتمام بهذه الظاهرة في فترة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، حيث شهدت هذه الفترة إجراء أول دراسة قومية لمدى إنتشار العنف الزواجي في الولايات المتحدة الأمريكية، كما عرفت هذه الفترة ظهور العديد من الدوريات العلمية المتخصصة في قضايا العنف الأسري. وتهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن أشكال العنف ضد الزوجة سواء كان بدنياً أو لفظياً أو عدائياً، وفحص هذه العلاقة بين هذه الأشكال من العنف وبين أبعاد الرضا عن الحياة وبعدد من متغيرات الشخصية. وقد إستخدمت الدراسة عينة من الزوجات المعنفة (ن=300) وعينة من الزوجات العاديات (ن=300)، طبقت عليهن بطارية من المقاييس إشتملت على مقياس العنف الزواجي ومقياس الرضا عن الحياة وإستبيان تقدير الشخصية للكبار. وقد أظهرت النتائج أن هناك علاقة إرتباطية إيجابية بين إرتفاع الدرجات على العنف الزوجي وإنخفاض الدرجات على الرضا عن الحياة، ودرجات عدد من متغيرات الشخصية، كما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين المتوسطات الحسابية لأبعاد الرضا عن الحياة وأبعاد متغيرات الشخصية.