الجزائر

العمل المشترك !



العمل المشترك !
أصبح كل شيء ممكنا في الوطن العربي، إلا العمل المشترك، بعدما شهده ويشهده من أحداث مؤلمة ومؤسفة تصب كلها في الحيلولة دون التمكين لأي عمل عربي مشترك.وقد جاءت هذه الأحداث التي يرفض البعض أن يسميها مؤامرات أو نتيجة مؤامرات لتقضي على ما كان يمكن أن يكون لبنات قوية لوحدة عربية ألا وهي الدين واللغة والتاريخ المشترك والجغرافيا المتواصلة التي تعدها النظريات السياسية وشائج قوية لأي وحدة بين الشعوب بل إن أيا منها وحده كاف لتحقيق الوحدة ومن ثمة العمل المشترك الذي يصب في خدمة الأمة وشعوبها.
وبالعودة إلى التاريخ القريب للأمة العربية منذ إنشاء جامعتها وبالتحديد منذ استقلال جميع بلدانها، نجد الدارسين من العرب، حتى لا نقول غيرهم، يضعون الأصابع على أهم عامل وقف حجر عثرة في طريق الوحدة العربية يمكن أن نسميه الأنانية السياسية التي تمارس ولا تعلن وهي أن الكثير من الأقطار ترى نفسها هي الدولة المحورية التي تتكون حولها الوحدة.
وأمام هذه الحقيقة قال أحد المنظرين "إن الوحدة العربية لا يمكن أن تتم حتى يدرك كل قطر أنه لا يستطيع حماية نفسه بمفرده".
بعبارة أخرى، لا تقوم الوحدة العربية حتى يعرف كل قطر أو تلك الأقطار التي ترى في نفسها صاحبة الحق في قيادة هذه الوحدة هزائم على جميع الأصعدة لتدرك بعد ذلك أن لا مفر من الوحدة متكافئة الحقوق والواجبات المبنية على خدمة المصلحة العامة لضمان المصلحة الخاصة التي تصبح جزءا لا يتجزأ من الكل العربي.
إدراك هذه الحقيقة بات قريب المنال عند الشعوب عكس الأنظمة التي تسارع إلى التدخل في شؤون غيرها فتزيد الهوة اتساعا بين الدول، أكثر من ذلك، تزرع بهذا السلوك بذور الخلاف والعداوة بجميع أشكالها المذهبية والعرقية والطائفية وهو ما نعاني منه اليوم، ويسعد به أعداء الأمة الذين يصبون الزيت على النار من أجل زيادة الفرقة والإمعان في إضعاف الأمة لصالح الكيان الصهيوني المغروس في الجسد العربي وإبقائه القوة الوحيدة في المنطقة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)