الجزائر

العرض الشرفي لفيلم ''السيد لزهر'' في الجزائر دعوة إلى كسر حاجز الصمت وفهم الذات



احتضنت قاعة كوسموس بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، أول أمس، العرض الشرفي الأول للفيلم الكندي السيد لزهر ، إخراج الفرنسي فيليب فالاردو، وبطولة الممثل الجزائري المغترب
محمد فلاف، الذي يعرض لأول مرة في الجزائر، وذلك في إطار تظاهرة
  أيام السينما الفرانكوفونية في الجزائر .
تدور أحداث الفيلم السينمائي الطويل في مدرسة للطور الأول بكندا، حول المدعو السيد لزهر ، رجل في العقد الخامس من عمره، قدم من الجزائر أثناء العشرية السوداء إلى كندا كلاجئ، لأن حياته مهدّدة، بعد أن فقد أسرته في عمل إرهابي. يقرأ بشير لزهر في الجريدة خبر انتحار مدرّسة في إحدى المدارس الكندية، وعلى الفور يتقدم للحصول على الوظيفة. ورغم عدم امتلاكه لمؤهل، إلا أنه يحصل عليها، لتبدأ رحلة البحث عن الحقيقة وعن الذات.
ويعتبر الفيلم حالة خاصة تجمع خيوطاً درامية متعدّدة، دون التركيز عليها أو إبرازها بطريقة مباشرة، بل يمرّر رسائل مبطنة وقوية، تمتزج فيها الحالة السياسية والنفسية، ومحاولة فهم الذات عن طريق فهم الآخر، وهذا ما تجلى في علاقة السيد لزهر المدرّس بالتلاميذ، الذين يعانون من الصمت ويتهامسون فقط حول قضية انتحار مدرّستهم في القسم، وهو يشبه بكثير الصمت الذي يعيشه لزهر بسبب مقتل أسرته، الصمت نفسه الذي يعاني منه الجزائريون أيضا إزاء أزمتهم الأمنية، والتي أدّت إلى مجموعة من العقد النفسية، التي يرى السيد لزهر أنه حان الوقت للحديث عنها، كما حان الوقت لفتح موضوع الانتحار.  ومن خلال رحلته وعلاقته بالأطفال في الفصل، يبدأ جانب كبير من شخصيته كمهاجر جزائري في الظهور على السطح، وتبدأ شخصيات الأطفال نفسها في التشكُّل، وتظهر العقد ويحاول السيد لزهر حلها بالحوار، الأمر الذي يرفضه الجميع، لكنه بطريقة ذكية يتقرب من الأطفال، لأنه عرف كيف يعاملهم، قبل أن توقفه البيروقراطية عن العمل في المدرسة نظراً لمؤهله، وتنهي شيئا كان بحاجة إليه بقدر ما كانوا هم أيضاً بحاجة إليه.
يميل السيد لزهر إلى التسيّس، من ناحية عزم بطله بشير على اختراق موانع الهجرة في كندا، واستهدافه الظفر بحالة اللجوء السياسي، بالإضافة إلى طرح قضية اختلاف الثقافات وكيفية التعامل معه بطريقة مرنة، يبرزها السيد لزهر في علاقته مع الآخرين من مدرّسين وتلاميذ.
وقد أشادت السيدة جونيفياف دي ريفيار، سفيرة كندا بالجزائر، لدى كلمة افتتاح أيام السينما الفرانكوفونية بالفيلم، الذي نال مؤخرا خمس جوائز في الأوسكار الكندي، منها جائزة أحسن ممثل للجزائري محمد فلاف الذي وصفته بالممثل البارع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)