الجزائر

العراق لن ينقسم والعراقيّ صامد لن ينكسر



العراق لن ينقسم والعراقيّ صامد لن ينكسر
شارك الدكتور ثاني حسين خاجي في الملتقى الدولي حول «التعليم عن بعد بين النظرية والتطبيق - التجربة الجزائرية أنموذجا»، الذي نظّمه مخبر الممارسات اللغوية مؤخرا بجامعة تيزي وزو، بمداخلة عنوانها «العلاقة بين مستوى التنور التكنولوجي والاتجاه نحو التعلم المعكوس لدى طلبة الكلية التربوية المفتوحة».❊ هل لك أن تعرّف قراء جريدة «المساء» بشخصكم الكريم؟❊❊ الدكتور ثاني حسين خاجي أستاذ مساعد بمديرية التربية لمحافظة ديالا بالعراق. متحصّل على دكتوراه في تدريس الفيزياء. أدرّس منذ 34 سنة، وسبق لي أن درّست مادة الفيزياء في عين وسارة بالجزائر في الفترة الممتدة من 1980 إلى 1983.❊ حدّثنا عن تجربة التدريس بالجزائر؟❊❊ هي تجربة جميلة جدا خاصة أنّها كانت في بداية عملي الوظيفي. وأذكر أنّ مستوى الطلاب كان جيدا وتفاعلهم معي أيضا. كما يتميّز أناس المنطقة بالطيبة. أحمل ذكريات كثيرة عن تجربتي في الجزائر، حتى إنني مازلت على صلة ببعض الجزائريين، والدليل أنني التقيت بصديق لي حينما أتيت إلى الجزائر بمناسبة هذا الملتقى، وزرنا معا سيدي فرج ومقام الشهيد ومتحف الجيش، وامتطينا المترو وزرنا حديقة التجارب.❊ ما هو واقع التدريس في العراق، البلد الجريح الذي يعرف أكثر من انتكاسة منذ زمن بعيد؟❊❊ رغم كلّ ما يحدث في العراق من إرهاب وظروف صعبة وعيشه فترة غير مستقرة، إلاّ أنّ المثقف العراقي لا يستسلم أبدا، فهو ينظم اللقاءات والندوات والمؤتمرات في ظروف أقل ما يقال عنها صعبة جدا، خاصة في فترة الحصار؛ أي من 1990 إلى 2003، لكن العمل استمر، والجميع بذل جهودا كبيرة حتى في مجال التدريس بتغيير طرق التدريس وإعداد المعلم وكذا انتشار الجامعات بعدما كانت محصورة في بعض المحافظات، علاوة على ظهور عناوين صحفية أخرى. وهنا أريد أن أنوّه بدور الصحفيين؛ حيث أكثر من صحفي تعرض للاغتيال بعد تغطيته حدثا ما، ونفس الشيء بالنسبة للمثقفين الذين راحوا ضحايا الأوضاع.❊ هل تعتقد وجود نقاط تشابه بين البلدين، الجزائر والعراق؟❊❊ نعم هناك تشابه كبير بين الجزائر والعراق رغم أن البلد الأول يقع في إفريقيا والثاني في آسيا، فالبلدان قدّما الكثير من التضحيات، حتى إن المرأة العراقية مثل نظيرتها الجزائرية، مقاومة وتشارك في بناء المجتمع وتثقيفه بدون هوادة. كما أنني أعتبر التعليم في البلدين متشابها، ونفس الشيء بالنسبة للسلوك الإنساني.❊ كيف ترى مستقبل العراق؟❊❊ نعيش حالة من التشتّت منذ سنة 2003. وفي هذا السياق يقاوم بلدنا نزعة التقسيم التي تدافع عنها بعض الدول. كما أرى أن تواجد عناصر ما يسمى «داعش» مرده دفع المواطن العراقي إلى الرغبة في التقسيم مقابل الحصول على الأمان، لكنني أؤكد أن العراق كان دائما بلدا حاضنا للعديد من الطوائف والأديان، ولن يتعرض للتقسيم.❊ كيف تشجع طلابك على مواصلة الدراسة رغم حالة اللااستقرار التي يعيشها العراق؟❊❊ أقول لطلابي إنّ الظرف الصعب الذي يعيشونه قد يعنى بمرحلة محددة، ولكن تحصيلهم الدراسي هو عنوان لمستقبلهم. أقول لهم إن نجاحهم هو رد صاعق للعدو. أقول إن الشارع ليس حلا، بل التحصيل العلمي هو المخرج حتى في حال صعوبة إيجاد عمل بعد إنهاء الدراسة. صحيح أن الوضع غير سهل؛ فأكثر من مدرسة تعرضت للهدم، وأحيانا يصل عدد الطلاب إلى الستين في الصف الواحد، لكن العائلات العراقية تؤمن بالعلم، وهو الأساس.❊ ماذا عن بعض الذكريات في الجزائر؟❊❊ آه من الجزائر البلد الذي لا أشعر فيه بالغربة! أذكر أنني زرت الكثير من ولاياتها بسيارتي «رونو 16»، بل زرتها كلها ما عدا الولايات الجنوبية، زرت الجلفة، جيجل، باتنة، قسنطينة، سكيكدة، تيزي وزو، تيارت، بجاية، الشلف وغيرها. وعن الشلف أذكر تماما اليوم الذي اهتزت فيه الولاية، كان ذلك في 10 أكتوبر 1980، وكنت مع أصدقاء في المقهى نلعب الشطرنج فإذا بنا خارج الشارع إثر الهزة. حقا كان يوما صعبا لم ننم فيه، وأنا لست متعودا على الزلزال؛ باعتبار أن العراق بلد غير زلزالي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)