الجزائر

العائلات اكتفت بإشعال الشموع وتحضير الأطباق التقليدية الثلوج تغيّب المفرقعات في احتفالية المولد النبوي


  غابت مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي هذه السنة، بسبب العاصفة الثلجية التي حصرت العائلات في بيوتهم، وحرمتها من التنقل لمشاركة أقاربها الفرحة، كما كان ارتفاع أسعار المفرقعات والألعاب النارية من عوامل عزوف المواطنين عن الاحتفال.  لم تكتمل فرحة العائلات بالاحتفال بالمولد النبوي، نظرا للتساقط الكثيف للأمطار والثلوج وانخفاض درجة الحرارة إلى درجة تحت الصفر، حيث فضل الكثير منهم البقاء داخل المنزل والاكتفاء بإشعال الشموع، وتحضير وجبة تقليدية ساخنة احتفالا بالمولد. الثلوج قضت على المفرقعات والألعاب النارية رغم أن عطلة نهاية الأسبوع كانت طويلة هذا العام، إلا أن الشلل الذي أصاب حركة المرور في أغلب ولايات الوطن حال دون تنقل العائلات لقضاء المولد رفقة أفراد العائلة الكبيرة. وفي هذا الصدد، يقول محمد ميرة، صاحب محل لبيع المواد الغذائية بتليملي بالعاصمة ''حرمتني الثلوج من التنقل إلى مسقط رأسي بعزازفة (تيزي وزو) للاحتفال بالمولد مع عائلتي الكبيرة، واكتفيت أنا وأبنائي بملازمة المنزل وإشعال الشموع ومتابعة أخبار الأحوال الجوية على الفضائيات''. أما أن نور الدين حاجي، صاحب محل متعدد الخدمات بالأبيار، فقال مبتسما: ''الثلوج زاحمت المفرقعات والألعاب النارية هذه المرة، وقد حرمت ولديّ من الخروج من المنزل خوفا من إصابتهم بوعكة صحية بسبب برودة الطقس، واكتفيا فقط بإشعال الشموع والنوالات، وخاطرت بتفجير مفرقعة من الحجم الكبير استجابة لطلب ابني الأصغر، وكادت أن تتسبب في كارثة داخل المنزل''. وأضاف نور الدين: ''اضطر الباعة إلى تخفيض أسعار الألعاب النارية ليلية أول أمس، بسبب عزوف المواطنين عن شرائها، ففرحة الثلوج طغت عن الاحتفال بالمولد''. ولم تخف السيدة ''هاجر. م'' فرحتها بتساقط الثلوج وتزامنها بالاحتفال بالمولد، إذ قالت: ''كنت أنوي التسوق لاقتناء الشموع والمفرقعات رغم ارتفاع أسعارها، ولكن تساقط الثلوج والأمطار حال دون خروجي من البيت، واكتفيت بتحضير طبق الرشتة، وتلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم''. إلغاء الاحتفالات بتلمسان وجمع بين الصلوات وفيما عزى الكثير من المواطنين إحجامهم على الاحتفالات بالوتيرة التي تعوّدوا عليها في السنوات الماضية إلى حالة الطقس، فإن آخرين أشاروا إلى تأثير المواعظ والخطب الدينية على مستوى المساجد التي دعا من خلالها الأئمة إلى الابتعاد عن ''التشبه بالأمم الأخرى''، وأن هذه المظاهر الاحتفالية ''بدعة لا أساس لها في ديننا''، بينما اضطر الكثير من المصلين إلى الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، بسبب الأمطار والثلوج. وفي هذا السياق، قال المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي، إن الظروف الجوية أثـرت بشكل كبير على أجواء الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، حيث تم الاحتفال به بشكل رسمي وفي إطار ضيق بالمسجد الأعظم بتلمسان، بسبب تأخر وصول الوزير الشؤون الدينية والأوقاف والضيوف الأجانب نظرا لتأخر الطائرة عن موعدها لسوء الأحوال الجوية. وأكد المصدر ذاته أنه لا يوجد أي تأويل لغياب الاحتفالات خارج الظروف الجوية التي تمرّ بها البلاد، مضيفا أنه يمكن الجمع بين صلاتين في ظروف استثنائية كالكوارث الطبيعية، وذلك باجتهاد الفقهاء.. وهو ما حدث خلال الأيام الأولى من العاصفة الثلجية. سكان العاصمة ووهران ناموا.. باكرا وخلافا للسنوات الماضية، لم تسجل مصالح الحماية المدنية أي حادث بالعاصمة بسبب الاحتفال بالمفرقعات ومختلف الألعاب النارية، حيث أكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للدرك الوطني، الملازم برناوي نسيم، في اتصال بـ''الخبر'' أمس، أنه لم يسجل أي حادث، بسبب تزامن الاحتفال بالمولد مع الانخفاض المحسوس في درجة الحرارة، وتساقط الثلوج والأمطار التي حاصرت الأطفال في بيوتهم، وحرمتهم من الخروج إلى الشارع لإشعال ''العاصمة'' كما تعوّدوا عليه في السنوات السابقة. ومن العوامل التي ساهمت في برودة الاحتفالات حملات الحجز التي قامت بها مصالح الأمن والجمارك لكميات هائلة من المفرقعات والألعاب النارية. وجرت العادة أن ''تنفجر'' مدينة وهران يوم الاحتفال بالمولد على وقع تفجيرات المفرقعات التي تستمر إلى غاية الفجر، وتبلغ ذروتها في منتصف الليل عندما تخرج النسوة إلى شرفات المنازل لإطلاق الزغاريد، احتفاء بهذه المناسبة، وهو ما لم يحدث مساء أمس الأول، حيث نامت المدينة باكرا، وساهم البرد القارس الذي ميّز الجو في دخول الأطفال إلى منازلهم، لتنخفض حدة ''التفجيرات''. إلا أن الذي لوحظ في أسواق مدينة وهران تراجع عدد الطاولات التي تعرض المفرقعات في الأرصفة وفي الأسواق الشعبية. وقد سبق هذا الموعد حملات واسعة قامت بها مصالح الأمن والدرك الوطنيين، التي قامت بحجز كميات كبيرة من المفرقعات قبل أن تصل إلى تجار التجزئة، حيث قدرت الكمية المحجوزة بأكثـر من 300 ألف مفرقعة عند الموزعين. ولم يتحمس الكثير من تجار الرصيف الذين تعوّدوا عرض المفرقعات بهذه المناسبة لهذه التجارة الموسمية، سواء بسبب ''قساوة موجة البرد في الشارع''، أو خوفا من أن تتعرّض سلعهم إلى الحجز. وهي الظاهرة التي زادت أسعار الكميات القليلة من المفرقعات المعروضة للبيع تلتهب، وهو ما دفع الأولياء إلى عدم الإقبال عليها بكثـرة.     برودة الطقس واللعب بالثلوج حال دون تسجيل ضحايا للمفرقعات  الكسور والرضوض تعوّض الحروق بالعاصمة  استقطبت استعجالات مستشفى بن عكنون المتخصص في رضوض العظام، أكثـر من مائة حالة كسر، تنوعت بين كسور على مستوى المعصم وأخرى بعنق عظم الفخذ، ضحاياها أشخاص من مختلف الأعمار، يتصدّرهم الشيوخ الذين تطلبت حالاتهم تدخلات جراحية، حيث تم تأجيل العمليات الجراحية المبرمجة، وتعويضها بالحالات المستعجلة التي وصلت المستشفى بسبب الثلوج التي شهدتها العاصمة. تسببت العواصف الثلجية التي شهدتها الجزائر العاصمة، على غرار مختلف ولايات الوطن، في عدد من الحوادث التي مثلتها كسور مختلفة، غالبيتها على مستوى معصم اليد بسبب الانزلاقات. وعن هذه الحالات، قال الدكتور عموري هشام، اختصاصي في جراحة العظام بمستشفى بن عكنون، أنهم استقبلوا خلال أول يوم لتساقط الثلوج أكثـر من 100 حالة كسر إلى جانب 5 حالات استقبلتها ذات المصلحة في الساعات الأولى لليوم الموالي، مشيرا إلى أن حالات الكسور على مستوى معصم اليد كانت معتبرة وبمعدل 3 مرات أكثـر من الأيام العادية. وفي السياق ذاته، أوضح البروفيسور بن بوزيد، رئيس المصلحة، بأنها مثلت 20 بالمائة من الحالات التي تمت معاينتها.  حالات أخرى شهدها ذات المستشفى خلال موجة الثلج، مثلتها إصابات كسور عنق عظم الفخذ التي تتطلب جراحة فورية، حسبما أكده نفس المسؤول، والتي مست كبار السن بصفة خاصة الذين يشتكون من مشكل هشاشة العظام، وعلاج هذه الحالات يكون بالجراحة الفورية، مشيرا إلى أنه اضطر إلى تغيير برنامج العمليات المبرمجة من قبل، واستبدالها بالعمليات التي فرضتها الحالات المستعجلة التي دخلت المستشفى. نوع آخر من الاستعجالات لاحظناه على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية جيلالي بلخنشير ببئر طرارية في الأبيار، تمثل في استعجالات الرضع والأطفال التي استقطبت عددا كبيرا من الآباء مرفقين بأبنائهم، حيث أكدت طبيبة أن حالات الربو الشديد والحمى ميّزت غالبية الحالات المستعجلة عند الأطفال الذين استقبلوهم منذ بدء العاصفة الثلجية، والسبب راجع للتغيير الكبير في الطقس، والذي ميّزته البرودة الشديدة.  وما شكل الاستثناء فيما يتعلق بالمولد النبوي لهذه السنة الذي تزامن مع العاصفة الثلجية، عدم تسجيل حروق أو إصابات ناتجة عن المفرقعات، وذلك بسبب انصراف الصغار عنها نظرا لبرودة الطقس من جهة، وانشغالهم بالثلوج من جهة أخرى. وفي هذا الشأن، قال شارف وهاب، مدير المناوبة لاستعجالات مستشفى مصطفى باشا الجامعي، إنه خلافا للسنوات الماضية التي كانت تعرف تسجيل عشرات الإصابات بسبب المفرقعات، لم تسجل استعجالات المستشفى هذه السنة حالات مماثلة، بل كانت الحركة عادية مثلها مثل مختلف الأيام.  رفعوا شعار الشعب يريد سقوط الثلج على الفايسبوك  جزائريون يتفننون في نحت تحف فنية تفنّن الجزائريون في إبداع تحف فنية من الثلوج، خاصة بالنسبة للعاصميين الذين اكتشفوها بعد غياب سنوات، فسحبت البساط من المفرقعات والألعاب النارية على غير العادة، ليكون رجل الثلج أيقونة الاحتفالات في ''مولود .''2012 لم تتسبب الثلوج التي تساقطت، نهاية الأسبوع، على ربوع الوطن في عرقلة حركة السير فقط، بل كشفت عن مواهب على البساط الأبيض، تنافس مبدعوها في توقيع أجمل رجل ثلج، فصنعت صوره الحدث على صفحات التواصل الاجتماعي تحت شعار ''الشعب يريد سقوط الثلج''. فببوزريعة في أعالي العاصمة، دار العالية تحديدا، استحضر أبناء الحي ديكور القطب المتجمد الشمالي بكل تفاصيله، فالبياض اكتسح المكان لاستقبال الدب القطبي الذي أخذ مكانه في إحدى زوايا الحي، وبجانبه كان يقف شيخ الثلج ملتحفا معطفه الشهير في صورة فنية تحاكي الطبيعة بكل تجلياتها، ولم يفوّت ''أولاد الحومة'' طبعا الفرصة لأخذ صور إلى جانب التحفة التي أبدعها رفيق ابن الحي، الطالب بمدرسة الفنون الجميلة. أما بحيدرة، فكان رجل الثلج حاضرا بقوة، حيث أمضى أبناء الحي صبيحة ليلة مولد خير الأنام في نحت نماذج فنية، خاصة أن تساقط الثلوج لم يتوقف، فساعد على صمودها أمام أشعة الشمس الدافئة التي كانت تظهر بين الحين والآخر. فبالقرب من معرض لبيع السيارات، استقر رجلا ثلج بقبعتهما يحرسان المكان بوقار، غير أنهما تسببا في زحمة سير بالقرب من مفترق الطرق المؤدي إلى سفارة فرنسا، فأغلب المارين بالمكان لم يفوتوا التقاط صور مع ''الحارسين الأمنيين''، حتى الأجانب. وغير بعيد عن حيدرة، ببن عكنون، تباينت أشكال وأحجام المنحوتات الثلجية على حافة الطريق السريع، الذي عرف أول أمس زحمة سير. وبالمكان، شارك الصغار في إبداع تحفهم الثلجية، ولو بجودة أقل من الكبار، متطوعين بقبعاتهم لاستكمال صورتها الجمالية، فيما اختار آخرون أن يأخذ رجل الثلج مكانه على مقدمة السيارة، ليرافقهم في طريق عودتهم إلى البيت. وفي العاشور، غربي العاصمة، غادرت الصقور صغارها وأعشاشها في قمم الجبال، لتستقر في عدد من الأحياء هناك، خاصة على مستوى مفترقات الطرق، حيث أخذت مكانها بجانب شرطي المرور. ولأن التحف الفنية أخذت من وقتهم الكثير، وحتى لا يذهب تعبهم هباء، لم يفوّت الجزائريون فرصة الترويج لها عبر الفايسبوك، لاستقطاب المعجبين والفضوليين الذين لم يتوانوا عن مكابدة عناء التنقل إليها، رغم الزحام، وكان شعارهم على الفايسبوك ''الشعب يريد سقوط الثلج''. أما في حديقة التسلية ببن عكنون، المكان الذي يقصده الأزواج بدرجة أكبر، أخذ عاشقان من الثلج مكانا لهما على أحد المقاعد، وأنظارهما متجهة صوب البساط الأبيض الذي غطى المكان. واستغنى العديد من الشباب عن نظاراتهم ومعاطفهم وقفازاتهم لتكون إكسسوارات لتحفهم الفنية، التي قد تكون قد تحوّلت إلى مياه أخذت مكانها إلى البحر وهم بصدد قراءة هذا المقال، غير أنهم نجحوا على الأقل في تحويل البلاد إلى متحف مفتوح على الطبيعة بالمجان. إصابة 57 شخصا بحروق بتر أصبعي يد طفلة بوهران  أدى استعمال المفرقعات، خلال الليلة الماضية بوهران، إلى إصابة 57 شخصا، معظمهم من الأطفال، بحروق متفاوتة ، حسب مصالح المركز الاستشفائي الجامعي لوهران. وقد استقبلت مصلحة الحروق بالمستشفى المذكور 37 حالة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، تتراوح أعمار أغلبهم بين 5 و27 سنة، فيما سجلت مصالح الاستعجالات لنفس المؤسسة الاستشفائية حوالي 20 ضحية، يضيف المصدر ذاته. كما تم تحويل 10 أشخاص نحو مصلحة أمراض العيون، بعد أن أصيبوا نتيجة استعمالات ''خطيرة'' لهذه المفرقعات التي يكثـر انتشارها تزامنا والاحتفال بالمولد النبوي.  وحسب ذات المصدر، سجل بتر أصبعي يد طفلة بحي سيدي البشير، شرق مدينة وهران، بعد استعمالها لمفرقعات شديدة الانفجار.     مفرقعة كادت تودي بحياة رجل مسن بباتنة  كاد عدد من الأطفال بحي الزمالة بوسط مدينة باتنة، مساء أول أمس، في مناسبة المولد النبوي الشريف أن يتسببوا في وفاة رجل مسن، كان عابرا بالقرب من الوادي وباتجاه منزله، حيث سقط على حافة الوادي مباشرة بعدما قام أحد الأطفال برمي مفرقعة خلفه جعلته يفقد توازنه ويسقط، لولا تدخل عدد من الشباب الذين قاموا بإنقاذه لغرق الرجل في الوادي المغطى بالثلوج والفضلات. وبعد إنقاذه، بقي الشيخ في درجة حرارة لا تزيد عن 5 تحت الصفر وثلوج كثيفة في الحي يبحث عن الأطفال في كل الأزقة والشوارع.   سبعة حرائق بسطيف  سجلت مصالح الحماية المدنية بولاية سطيف 7 حرائق خلال اليومين الأخيرين، ولعل أبرزها يتعلق بحريق شبّ بمستودع لتربية الأبقار يقع ببلدية أوريسيا شمال الولاية، حيث خلف الحريق هلاك 5 أبقار، مع احتراق المخزون من حبوب وأعلاف وغيرها، فيما سجلت ذات المصالح ليلة المولد النبوي حريقا بإحدى غرف شقة تقع بمدينة عين ولمان، الواقعة جنوبا، وأتت ألسنة اللهب خلاله على كل محتويات الغرفة، وقد تم فتح تحقيق لكشف الملابسات. سطيف: ع. ربيقة  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)