الجزائر

الظلامية السياسية !!



 ينبغي أن نتحدث عن الظلامية السياسية التي تقودنا من فشل إلى فشل. لأنه يبدو اليوم أن رموز هذه الظلامية هم من أوكل لهم ''إنتاج'' إصلاحات!! يا سلاااام!!
لو طرح السؤال على رموز هذه الظلامية في واقعنا اليوم لكان الجواب سهلا بسيطا يعرفه القاصي والداني.
الرموز الكبرى لهذه الظلامية السياسية، من حيث أوصافها، هي تلك الوجوه التي لا علاقة لها بالسياسة بمعناها السامي وخاصة باعتبارها فعلا من أفعال إنتاج الحلول للصالح العام وفق منظور إيديولوجي أو مصلحي.
رموز الظلامية السياسية هي هؤلاء الممثلون لـ''البيروقراطية السياسية''، إنهم مجرد موظفين لا ينتجون أفكارا ولا برامج، يضعون أنفسهم في خدمة ''الزعيم''، يسعون لإرضائه لا لمساعدته، يؤكدون الولاء الدائم، طيعون مطواعون مستفيدون غير مفيدين.
الكثير ينتظر مني أن أذكر أسماء، لكن هل هذه أسرار، تعرفون الكثير من قادة الانقلابات النخبوية داخل جبهة التحرير وداخل الأرندي وداخل أجهزة أحزاب أخرى. هل رأيتم يوما واحدا من هؤلاء يحاول أن يفهم أوضاع الشباب، أن يزور مكاتب التشغيل، أن يزور مستشفى للتعرف على معاناة المرضى، أن يزور جامعة للوقوف على مطالب الطلبة، أن يتحدث إليهم مباشرة؟ هل رأيتم أحدا منهم، بلخادم أو أويحيى وسلطاني أو أعوانهم أو رؤساء المجالس المنتخبة (؟!!) (ولا أذكر إلا هؤلاء باعتبارهم مشاركين في إدارة الشأن العام)، يتقدمون بمشاريع إصلاحات أو بأفكار لمواجهة الأوضاع أو بأوراق عمل على الأقل كتلك التي بادر بها عبد الحميد مهري أو آيت أحمد؟
الظلامية السياسية هي نوع من الجاهلية السياسية، وهي إحدى مظاهر الأزمة الحقيقية ولا يمكن أن تنتج حلا أبدا أبدا. الأزمة الأكبر هي انعدام حياة سياسية، والمهمة الإصلاحية الأساسية بالتالي هي بناء حياة سياسية حقيقية ومدارس سياسية حقيقية وظهور رجال سياسة حقيقيين قادرين على الاستماع للناس وصياغة مطالبهم في برامج.
رموز الظلامية السياسية ليسوا في الواقع في خدمة الناس، وليس من العدل أن نظلمهم بهذه التهمة، إنهم في خدمة السلطة، كل سلطة. فمتى يكون لنا رجال سياسة؟!!  الجواب واضح.. يوم تكون هناك حرية عمل سياسي.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)