الجزائر

الظاهرة في تفاقم مستمر حسب المتتبعين الإهمال الأسري بالمسيلة.. قنبلة موقوتة



 من غرائب القضايا التي عالجتها الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالمسيلة، مؤخرا، الإهمال الأسري للأبناء. وهي غريبة لأننا نعلم جميعا أن ولاية المسيلة من الولايات المحافظة على تقاليدها وقيمها الإسلامية السمحة، خاصة تجاه الأبناء. إذ تشير مصادرنا إلى العثور على طفل لم يتعد سنه 15 سنة لجأ إلى أحد المواطنين مدعيا أنه ليس لديه مأوى، حيث قام هذا الأخير بالاتصال بمصالح الدرك الوطني كتيبة المسيلة، التي اعتنت بالطفل والذي اعترف أنه من سكان حي إشبيليا بعاصمة الولاية، وأن والديه على قيد الحياة.. تم استدعاء والده في صباح اليوم الموالي، الذي أكد في أقواله بأنه كره من ابنه ومن تصرفاته حتى أصبح لا يبالي بمصيره. كما أضاف أنه اشتكى منه في وقت سابق لدى مصالح الشرطة 6 مرات كاملة، وأنه حاول إرغامه على مواصلة دراسته إلا أنه لم يوفق في ذلك حيث قاطع مقاعدها في السنة السادسة ابتدائي، ومؤكدا أنه جهز له طاولة لبيع التبغ والكبريت لكي يستقر غير أنه يفضل الهروب من المنزل. نفس الكلام ذكرته والدته التي رفضت أخذ ابنها الشرعي بداعي أنها كرهت تصرفاته. هذا الرفض المطلق من الأولياء جعل مصالح الدرك تفتح محضرا ضد الوالد وتوجه له الإتهام بالإهمال الأبوي، ليحاكم طبقا للقوانين السارية المفعول.غير أن هذا الموضوع يجرنا للحديث أطفال المسيلة عموما، حيث يشير عدد من المتتبعين أن الأمر ينذر بالخطر، باعتبار أن عددا كبيرا من الأولياء يفضلون ترك أبنائهم عرضة للشارع ولا يهمهم سلوكاتهم ولا تصرفاتهم اليومية، خاصة إذا علمنا أن بعض الأولياء يهمه أن يرى ابنه في الساعات المتأخرة من الليل دون أن يسأله أو يراقبه، وهو الحال الذي ينطبق على عشرات الأطفال الذين لم يتعد سنهم 16 سنة، يجوبون شوارع المسيلة وكأنهم مشردون، تظهر عليهم علامات اليأس والحرمان يتناولون المخدرات والحبوب المهلوسة، تسمع منهم أقبح الكلمات، وغالبيتهم يفضلون مطاردة الفتيات ولما لا مصادرة هواتفهن النقالة أو مجوهراتهن.. وكم صادفتنا هذه الحوادث يوميا.متتبعون يقولون إن الأمر أصبح خطيرا جدا والظاهرة في تزايد ملفت، واصفينه بالقنبلة الموقوتة، وداعين المهتمين والمختصين إلى ضرورة التدخل العاجل قبل فوات الأوان، خاصة أن الشريحة المستهدفة هي جيل الغد.  بلال . ع


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)