إنّ الحديث المتشعِّب والشيِّق الذي يُثار حول البلاغة يوحي بعلاقة واسِعة وواعِية تصِل هذه الأخيرة بغيرِها من العلوم. وأقدمُ تلك العلاقات وأشهرُها علاقةُ البلاغة بالنَّحو. وكذلك أثمرَ الفكرُ البلاغي الحديث من جانبٍ آخر وفي سياق التطوّر النّظري والتّطبيقي للِّسانيات والفلسفة الحديثة وفي ضوء انبثاق تحليل الخطاب الذي أسهم من جهته في الإسفار عن الآفاق التي كانت محجَّبة على البلاغة. وهذه العلاقة قد تكون إحدى علامات تعثّر قيام البلاغة قيامّاً ذاتيّاً جادّاً مِن شأنه أن يضمن لها الاستمراريّة ولو على مدى استمراريّة تلك العلوم أو سمةً من سمات روحها الانفتاحيّة الواعِدة: مِن هنا نتوخّى مِن خلال هذه المداخلة تخصيص بعض سمات تلاقي البلاغة بكلٍّ مِن النّحو واللِّسانيات في الثقافة العربيّة، بمراعاة هذيْن البُعديْن (التعثّر والانفِتاح). وننظر فيما يترتّب على ذلك مِن قضايا مصطلحيّة معتبَرة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/07/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - يوسف مقران
المصدر : الخطاب Volume 6, Numéro 8, Pages 167-186 2011-01-01