الجزائر

الصومال: القرصنة في صدارة المسائل التي تناقشها ندوة لندن



لندن - كانت القرصنة البحرية في صدارة المسائل التي تمت مناقشتها خلال ندوة لندن حول الصومال التي افتتحها اليوم الخميس الوزير الأول البريطاني دافيد كامرون.و حاول خبراء العديد من البلدان المشاركة في الندوة استنتاج رؤية مشتركة و تنسيق سياساتهم لمكافحة القرصنة التي تعد ظاهرة أخذت أبعادا مقلقة خلال السنوات الأخيرة على الرغم من الوسائل التي جندتها المجموعة الدولية. و أكدت المملكة المتحدة خلال أشغالها أن العمل الجبار الذي تمت مبادرته السنوات الأخيرة لمكافحة القرصنة "مبرر بنشاطات المجموعات المكافحة و القراصنة العاملين في عرض شواطيء الصومال" الذين يشكلون تهديدا مباشرا سواء على المصالح البريطانية في المنطقة و على الأمن الإقليمي و العالمي.
و صرح مؤخرا السيد كامرون أن مقاربة "اكثر تنسيقا" في مكافحة القرصنة البحرية بعرض الشواطي الصومالية أصبحت ضرورية من اجل المجموعة الدولية للقضاء على هذه الآفة. و تم إرسال بواخر حربية للمملكة المتحدة و لبلدان أخرى من اجل مراقبة المحيط الهندي في عرض الشواطيء الصومالية قصد إفشال اعتداءات القراصنة. و مكن النقاش حول المسالة من تحديد العديد من المقاربات. و اعتبر بعض الخبراء أن نشر البواخر مكن حقيقة من إفشال عدد من محاولات الاختطاف خلال الأشهر الماضية و اعتقدوا أن نشر هذه البواخر هو الذي اجبر القراصنة الي التنقل نحو مناطق امنة".
كما اعتبروا ان مشكل القرصنة البحرية لم يتم تسويته كليا و انما تم "تحويله إلى فضاءات جغرافية اخرى". واضافوا في ذات السياق ان تكلفة الفديات المطلوبة لتحرير الرهائن اصبحت كبيرة بسبب الاخطار التي يواجهها القراصنة في البحر سيما مع تواجد السفن الحربية.
و اشار الخبراء إلى ان "الفديات التى حصل عليها القراصنة الصوماليون سنة 2011 قد بلغت ارقاما قياسية" مؤكدين ان المبالغ التي تحصلوا عليها قد قدرت ب135 مليون دولار على الاقل سنة 2011 اي بارتفاع فاق 50 % مقارنة بالسنة التي سبقتها (80 مليون) مما "يؤكد الفعالية النسبية للعمل العسكري". فيما اوصى خبراء اخرون بالمساعدة على التنمية في الصومال معتبرين ان الاقتصاد يعد السلاح الانجع "حتى على المدى الطويل" في هذه الحرب.
و تشير احصاءات قدمتها الندوة إلى ان القرصنة في عرض المياه الصومالية لا زالت تمثل التهديد الرئيسي للتجارة البحرية ب54 % من مجموع الاعتداءات المسجلة سنة 2011. ومن بين الاعتداءات 439 التي وقعت سنة 2011 فان 237 قد تمت في عرض المياه الصومالية مقابل 219 سنة 2010. و قد تم احتجاز 802 فردا من طواقم السفن كرهائن سنة 2011 مقارنة بمجموع 1181 التي تمت خلال السنة التي سبقتها و قد ادى ذلك إلى مقتل ثمانية افراد من طواقم البحارة في تلك الاعتداءات اي نفس الرقم المسجل سنة 2010.
و تشكل القرصنة البحرية اليوم تهديدا يمتد على مساحة 5ر2 مليون ميلا بحريا في عرض السواحل الصومالية حسبما اكده ممثل المنظمة البحرية الدولية. أما خبراء اخرون فقد اوضحوا ان نشاط القرصنة في هذا البلد غير المستقر قد مثل 238 مليون دولار خلال السنة الفارطة و من المتوقع ان "يسجل" 400 مليون دولار بحلول سنة 2015.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)