الجزائر

الصليبيون الجدد يفتكون للمرة الثانية بالأمة العربية



الجميع يعلم بأن العالم قد تغير وبشكل ملحوظ ورهيب فحكام العرب وقاداتهم تجاوزهم الزمن وتخلت عنهم شعوبهم، وحتى الذين ناصروهم وتحالفوا معهم طوال عقود خلت كانوا فيها عبيدا لأسيادهم الغربيين، فلم تجد هذه الشعوب المظلومة من مناص إلا الاستنجاد بالفايس بوك والانترنيت والهواتف النقالة المتطورة التي دخلت بيوتنا وعقولنا دون استئذان من أحد، فلطمت وجه هؤلاء الحكام الذين كانوا سببا في انقسامات فظيعة ومفاهيم لا يتفق عليها اثنان، وهو ما يجري داخل الكيانات العربية والاسلامية من عنف وعنف مضاد ومظاهرات حاشدة واضطرابات ومشاحنات غاضبة وحاقدة تغذيها وتديرها يد صليبية وغريبة لها حسابات خفية إقليمية ودولية للإجهاض على كل بناء وحدوي وإنساني مع بقايا نظام حكم الفاسدين، فكان للصليبيين الجدد اليد الطولي في تأسيسه وتوطيده وتوجيهه وتنفيذ تعاليمه وأوامره تماشيا مع إرادة الغربيين وإملاءاتهم الرامية إلى تحويل المواطنين في بلادهم عبيدا وخداما ينفذون ما يعطى لهم من أوامر وتعاليم عربية اللفظ والصيغة وغربية الروح والمضمون.شرارة البوعزيزي تزداد إشتعالا وانتشارا
ففي هذا المحيط المكهرب الغامض الذي كانت تعيشه الأمة الاسلامية في جميع أقطارها مشرقا ومغربا، أقدم البوعزيزي المواطن التونسي على الانتحار وأحرق نفسه أمام الجمهور التونسي وهي الشرارة التي لم يتوقف لهيبها منذ اندلاعها، ففي كل يوم يمر تزداد اشتعالا وانتشارا وتنتقل من بلد إلى آخر، وبخاصة تلك الشعوب التي دام فيها الحكم أكثر من أربعين سنة كسوريا مثلا التي تجاوز فيها حكم الأب والابن ما ينيف عن الخمسين سنة دون انقطاع ولا اعتبار للتجاوزات والخروقات والهفوات واللامبالاة التي يحدثها أي نظام كان، حينما يشعر بقبضة أنفاس مواطنيه بإطالة مدة حكمه وهوما وقع في مصر، البلد التي تجاوز عدد سكانها ثمانين مليونا جلهم أو أغلبهم علماء أجلاء ومواطنون عظماء، وما الأزهر الشريف إلا عينة واحدة مما تتمتع به مصر العظيمة التي يقال عنها أنها أم الدنيا التي كانت قبلة لثوار الأمة الاسلامية ومربط، نضالاتها في السراء والضراء، وفي أحضانها يتقرر مصير الشعوب.
ثم إن مايجري في تونس ومصر وليبيا واليمن وبلاد الاسلام الأخرى وقبل ذلك تم احتلال العراق من قبل أمريكا الطاغية برئاسة أكبر مجرم بوش وزبانيته من الصليبيين واعداء الاسلام الذين دبروا المؤامرة التوافقية بين الغرب وجيران العراق وحاكموها من منطلق أن صدام يمتلك سلاحا نوويا محظورا، هذه الكذبة كان بطلها بوش مع قردة الجيران المدعيم الاسلام مع أن الاسلام بريء منهم براءة الذئب من أكل يوسف عليه السلام المشار إليه في كتابه المكنون في قوله تعالى: فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين.
الصهاينة والأمريكان خططوا للقضاء نهائيا على الشعب العراقي
فما يقع من تدمير وحرق واغتصاب للنساء والرجال والأطفال في حرب صليبية واحتلال نازي بامتياز جاء نتيجة بهتان وكذب وافتراء خطط له الصهاينة الاسرائيليون والأمريكان للقضاء نهائيا على الشعب العراقي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من استرجاع مكانة الدولة الاسلامية المغتصبة من الصليبيين وتثبيت أقدام هذه الدولة المخيفة لكل الكيانات الكافرة والملحدة، فتوحد الصليبيون كالعادة من كل حدب وصوب فاخترقوا العقول العربية المهزوزة ونالوا منها ما خططوا له من قبل مع ثلة من النفوس المتخاذلة من العرب، ويا للأسف الشديد، وهو ما يشير إليه قول اللّه عز وجل »يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي أعدائهم فاعتبروا يا أولي الأبصار«
إن جرائم الصليبيين الجدد بدأت تعود من جديد وتنتشر رويدا رويدا، وتنتقل من بلد لآخر للفتك بما تبقى من الأمة المحمدية وإذلالها على أيدي بعض أبنائها الذين لهم ارتباطات مشبوهة مع الصليبيين الجدد الذين يتربصون الدوائر بالمنتمين لغير ملتهم ومعتقداتهم، فالجرائم التي قام بها بوش وزبانيته في العراق يندى لها جبين الانسانية ضد دولة ذات سيادة في المجتمع الدولي الذي يحمل الاسم فقط، فالأولى لهذاالمجتمع أن يسمى بالمجتمع الامريكي الاسرائيلي مادام يحمل الاسم وكفى وهو غير قادر على اتخاذ القرارات الصارمة والصائبة في حق اسرائيل التي نفذت أكثر من عملية اجرامية في حق الإنسانية وفي حق أسطول الحرية في عرض البحار الدولية بررها مجلس الأمن من العقاب، وكذلك الشأن بالنسبة لمجموعة من الخروقات القانونية الدولية في استعمال أمريكا حق النقض ضد قضايا عربية واسلامية وهو ما يشكل توجهات صليبية غربية نازية بامتياز.
شنق صدام في عيد الأضحى جريمة صليبية
فالصليبيون الجدد الذين يقرعون أبواب الأمة الاسلامية ويفتكون بها لسبب أو لآخر كالعراق مازالت تنزف دما بغزارة في كل شبر من أراضي العراق بلاد الحسن والحسين والصحابة والتابعين،
إن اغتيال الرئيس العراقي من طرف بوش وعصابته مثل حقبة من التاريخ الأسود لا تمحو سواده الأيام والسنون والاعوام، فشنق الرئيس في يوم عيد الأضحى المبارك يعتبر جريمة يعاقب صاحبها معاقبة دولية هي الاعدام وتحديا صليبيا للأمة العربية بأسرها، وهوما يزكي فرضية عودة الصليبيين للانشغال مرة ثانية بالاطاحة بمقدسات هذه الأمة من جديد ووضعها موضع الاهمال والترك والنسيان، هي سياسة جديدة اخترعها الصليبيون لإغراق هذه الأمة في وديان من الدماء والخوف والفزع والإنكار بداية من تحدي الغربيين لكل ما هو عربي وإسلامي وعلى رأس كل ذلك هو اغتيال رئيس الدولة صدام حسين لا لشيء إلا لأنه حاول خلق دولة وجيل من العلماء والمهندسين والخبراء في كل الميادين وخاصة في الذرة وهو ما دفع بالصليبيين الجدد الى اغتياله في مشهد ترهيب ومؤثر للغاية في نفوس كل الشرفاء في العالم العربي والاسلامي وفي عقول كل الاحرار في العالم الذين كانوا ضد عملية الاغتيال وشنق رئيس دولة ذات سيادة، في هذا الحراك والحركات الملتهبة الطائشة التي غابت فيها كل المبادىء والاخلاق والاعراف والقيم الانسانية في العهدتين لبوش الأب والابن، وانتظر العالم ذهابهما وإلى الأبد، فأوتي بأوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية الذي قيل عنه الكثير باعتباره من أصول افريقية وفيه رائحة العرب من إسمه حسان أوباما، لكنه خيب الآمال وتفنن في محاربة العرب والمسلمين وكان قاسيا عليهم أكثر من سلفه بوش الإبن، فمثل بجدارة دوره كعدو للعرب والمسلمين ظهر ذلك في مواقفه المتذبذبة في جميع القضايا العربية والفلسطينية بالخصوص حرب في العراق وحشود صليبية في افغانستان وباكستان ومجاعة قاسية في الصومال وضبابية في منطقة الساحل الافريقي برا وبحرا وجوا، ومغامرة دولية تم التخطيط لها على مستويات عليا ساهمت فيها فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا لسحق ماتبقى من الروح العربية والاسلامية وخلق جيل جديد من الحكام وقادة العرب على المقاس يكونون أكثر ليونة وتفهما وانسجاما لمصالح الغربيين، وبعبارة أدق لمصالح الصليبيين الجدد ولعل في هذه المرة ان نجح هؤلاء في خططهم التآمرية تكون العواقب وخيمة أكثر من أي وقت مضى فالحذر مطلوب والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
الأمة المحمدية أصابها مرض عضال
فالأمة المحمدية مازالت تعاني مما أصابها من داء ومرض عضال لم يفارقها حتى الآن ومنذ الضربة القاضية التي ألحقها بها الصليبيون في وقت كثر فيه الجدل العقيم وتخادل فيه المسلمون وتمزقت وحدتهم وتفرقت كلمتهم، فكان لهم الصليبيون بالمرصاد وفعلوا بأمة الاسلام ما فعل إبليس بآدم عليه السلام فأخرجه من الجنة وقال له إني بريء منك، فكان حكم الله فاصلا في قضيته مع من أغراه.
وفي النهاية ما يخيفنا هو تقسيم هذه الدول التي يجري بها التطاحن والانقسام إلى دويلات يسهل ابتلاعها ومضغها بين الأسنان، فالمؤامرة صممت وبإحكام ومقاصدها جملة وتفصيلا ليست في صالح العرب والمسلمين، وهي مقاصد مريبة ومخيفة وكل المؤشرات تدل على ذلك إلا إذا حدث مالم يكن في الحسبان ووقعت المعجزة لصالح المسلمين وهو ما يترجاه الجميع، فأوباما تصهين أكثر من الصهاينة، وبوش الذي لم يحاكم ولم يعاقب، والمحافظون الجدد الذين هم ضرب من الصليبيين، فالحذر واجب قبل أن يكون مطلوبا كما ذكرت والسلام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)