الصحافة في مالي تنتقد ''تأثير'' الجزائر على موقف بان كي مون شنت هجوما على الدبلوماسي الجزائري سعيد جنيت

انتقدت صحيفة مالية، بشدّة، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بسبب تحفظه على شن حملة عسكرية في شمال مالي، واتهمته ب''الخضوع أمام نفوذ الجزائر التي تعمل ما في وسعها للحيلولة دون قيام العملية العسكرية''.
وكشفت صحيفة ''الفجر'' المالية الناطقة بالفرنسية، أمس، بأن بوني يايي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رفع رسالة إلى بان كي مون، يبلغه فيها بضرورة التدخل عسكريا في شمال مالي. وجاء في الرسالة، حسب الصحيفة، أن ''أي تراجع عن إيفاد قوة دولية لمحاربة الإرهاب في شمال مالي، سوف يفهم على أنه ضعف، وسيجعل الإرهاب قدرا محتوما''.
وذكرت الصحيفة أن الجزائري سعيد جنيت، ممثل الأمين العام في غرب إفريقيا ''مارس تأثيرا على بان كي مون، البعيد عن الواقع في مالي''. ووصفت جنيت بأنه ''رجل يجسد السياسة الخارجية لبلده في إفريقيا الغربية والساحل''.
وكتبت الصحيفة بأن الدبلوماسي الجزائري التقى، في 13 نوفمبر الماضي، مسؤولين عن حركة أنصار الدين ''في بيت خاص'' بالعاصمة البوركينابية. كما التقى، حسبها، بالرئيس بليز كومباوري، ومسؤولين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
وأشارت ''الفجر'' إلى أن اللقاء مع حركة الترقي الإسلامي إياد آغ غالي، كان الأول من نوعه الذي يجريه مسؤول بالأمم المتحدة. وبعد اجتماعه بالأطراف الثلاثة (الرئيس الوسيط والإسلاميين والانفصاليين)، صرّح سعيد جنيت بأن الحوار ''هو الخيار المفضَل من أجل حلّ الأزمة في مالي، ولكن ينبغي أن يثمر الحوار نتائج بسرعة''. وعلَقت الصحيفة على هذا التصريح بقولها: ''بعد هذا التصريح مباشرة، دخلت الدبلوماسية في منطق مفروض من السلطة الجزائرية''. وأضافت: ''لقد سقطت الأقنعة. فالدبلوماسي الذي يفترض أنه يمثَّل الأمم المتحدة في إفريقيا الغربية، يدافع عن موقف بلده بخصوص الأزمة المالية!''.
وترى الصحيفة أن بان كي مون ''تم توظيفه بمحض إرادته من طرف ممثله في إفريقيا الغربية الذي يدافع عن مواقف بلاده''. وأضافت: ''السلطة الجزائرية التي نعرف حجم قدرتها على الضرر، بصدد بلوغ هدفها: منع تدخل عسكري في شمال مالي''. وحملت ''الفجر'' بشدة على الأمين العام الأممي، بسبب تقريره المعلن عنه الخميس الماضي، الذي يبدي فيه تحفظا واضحا على الخيار العسكري في الشمال، إذ قالت: ''السيد بان كي مون يمارس الخداع، عندما يقول في تقريره المسلَم إلى مجلس الأمن بأن ممثله الخاص في غرب إفريقيا يبذل جهودا من أجل ترتيب مفاوضات، تأخذ بعين الاعتبار الانشغالات المشروعة للتوارف، وبقية الجاليات الموجودة بشمال مالي''.
وأوضحت الصحيفة أن باماكو مستاءة مما أسمته ''التوظيف المغرض لملف مالي من جانب الجزائريين''. ونسبت للجزائر تأثيرا في صياغة تقرير بان كي مون الذي يحذَر من كارثة إنسانية، في حال قيام حرب في شمال مالي. كما انتقدت صحف مالية أخرى تصريحات المبعوث الأممي للساحل، روماني برودي، الذي زار الجزائر، وأعلن عن تفضيله خيار الحلّ السياسي على العسكري.