الجزائر

الصحافة الجزائرية 1919_1926م



مقدمة
لقد عرفت الجزائر منذ بداية القرن العشرين ظهور صحف وطنية، عربية و فرنسية، و يعود تاريخ صدور أول صحيفة في الجزائر إلى سنة 1848م حين ظهرت صحيفة المبشر في 15 من شهر سبتمبر و هو تاريخ قريب العهد بالدخول الفرنسي للجزائر و تولى أحد جنرالات الجيش الاستعماري و هو "دوما" بإصدار هذه الصحيفة المزدوجة اللغة أي فرنسية و عربية بغية تكريس الاحتلال الفرنسي و نشر سياسته الدعائية قصد التأثير على الجزائريين بكون الوجود الفرنسي في الجزائر قضاء و قدر.
بينما قام عمر راسم بمحاولة إصدار صحيفة الجزائر عام 1905م، ثم جريدة الفاروق التي أصدرها عمر بن قدور في 18 مارس 1913م.
و بانتهاء الحرب العالمية الأولى انبعثت حاجة الجزائريين إلى خلق صحافة وطنية جادة تعبر عنهم و تتلاءم مع تطلعاتهم إلى مجتمع جزائري متطور، فصدرت جريدة النجاح سنة 1919م و الإقدام سنة 1920م و الصديق سنة 1920م، و أخذت هذه الصحف تنشر مقالات سياسية، اجتماعية و دينية تهدف جميعها إلى اليقظة و النهوض و تختلف لهجتها باختلاف كتابها و إدارتها حرارة و حماسة.
و من خلال التقديم حول تطور الصحافة الجزائرية يمكننا طرح الإشكالية التالية:
كيف تطورت الصحافة الجزائرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى؟ و ما هي أهم الصحف التي ظهرت في هذه الفترة و التي كان لها تأثير على الحياة السياسية و الفكرية للجزائريين و التي أدت إلى تفعيل الوعي الوطني؟.
للإجابة على هذه التساؤلات تم الاعتماد على خطة على شكل عناصر تتمثل في:
أهم الصحف الجزائرية التي ظهرت من 1919 إلى غاية 1926م و تنوعت بين اللغة الفرنسية و اللغة العربية
النجاح (1919-1956م)
جريدة الصديق (1920-1922م)
الإقدام (1920-1925م)
الاستقبال الجزائري (1920م)
النصيح (1921-1925م)
صوت البسطاء (1922-1939م)
لسان الدين (1923-1939م)
التقدم (1923-1931م)
المنتقد (1925م)

الجزائر (1925م)
الشهاب (1925-1939م)
صدى الصحراء (1925-1934م)
و لتدعيم البحث تم الاعتماد على بعض المراجع التي تخدم الموضوع المراد معالجته و نذكر أهمها: الصحف العربية الجزائرية لمحمد ناصر و هو كتاب شامل تقريبا لجميع الصحف التي صدرت في الجزائر، و له كتاب آخر و هو المقالة الصحفية الجزائرية و التي تحدث فيها عن نشأة الصحافة في الجزائر و تطورها و أعلامها، و كل صحيفة و اتجاهها و موقفها من القضايا الوطنية و العربية و حتى العالمية.
أهم الصحف الوطنية الجزائرية من 1919م إلى 1926م
1. النجاح (1919-1956م):
تعد جريدة النجاح التي أصدرها "الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي الطولقي" بمدينة قسنطينة في سنة 1919م أول محاولة لظهور صحافة عربية بعد الحرب العالمية الأولى، و كان "الشيخ عبد الحميد بن باديس" مساعدا في تأسيسها مشاركا في تحرير مقالاتها في أول العهد بها، و لكنه ما لبث أن تخلى عنها لخلاف حول نهجها الإصلاحي.
ظهرت أسبوعية في أول أمرها فكانت كثيرة الاحتجاب، ثم انضم إليها "مامي إسماعيل"، و أخذت تكسب القراء و المشتركين شيئا فشيئا و تظهر ثلاث مرات في الأسبوع، و في سنة 1930م تحولت إلى جريدة يومية.
و تعد النجاح أطول الجرائد العربية الجزائرية عمرا، و أحسنها إخراجا فهي متنوعة المادة تشمل على الأخبار السياسية في الداخل و الخارج، كما احتوت على المقالات المتنوعة دينيا، اجتماعيا و ثقافيا، إلى جانب الخواطر و القطع الشعرية التي كان ينشرها "ابن الهاشمي" دائما.
لكن النجاح لم تكن مثل غالب الصحف ذات مبدأ واضح و اتجاه معين، إذ كانت تجعل المصلحة المادية و الرواج الجماهيري فوق كل اعتبار، فسارت سيرة فيها كثير من المراوغة و النفاق.
فوجد الحكام الاستعماريون على صفحاتها دعاية لهم، و ارتضوا سياستها التي تنتهجها ضد الحركة الإصلاحية حين راحت تساند الطرقيين ضد حركة "الشيخ ابن باديس" و تشد من أزر الجاحدين الذين كانوا يناوؤن حركة الشيخ بيوض و الشيخ أبي اليقظان في الجنوب.
و على هذا الأساس غضت السلطات الاستعمارية عنها الطرف، و أرخت لها الحبل فلم تضايقها مضايقتها للصحف الإصلاحية الأخرى فطال بقاؤها، و بقي ظهورها من سنة 1919 حتى سنة 1939م حين توقفت بسبب الحرب، ثم عادت للظهور مرة أخرى سنة 1945م لتستمر حتى سنة 1956م و كان مجموعها سبع و خمسون سنة و هو رقم قياسي في عمر الصحافة العربية الجزائرية.


2. جريدة الصديق (1920-1922م):
صدرت جريدة الصديق الأسبوعية في 12 أوت 1920م و هي جريدة علمية، أدبية، سياسية و اقتصادية، أما مديرها "محمد بن بكير" التاجر فقد كان محدود الثقافة و لكنه كان يتمتع بغيرة وطنية حارة. لذا فقد آمن رئاسة تحريرها إلى "عمر بن قدور" الجزائري صاحب جريدة الفاروق، و قام بهذه المهمة بداية من العدد الأول حتى العدد السابع حين فضل إعادة إصدار جريدته "الفاروق"، لذا خلفه في رئاسة تحريرها "المولود بن محمد الزريبي الأزهري"، كان اختيار الصديق اسما لها إنما تيمنا بالصحابي الجليل "أبي بكر الصديق"، فيما كان يمتاز به من لين و لطف في المعاملة، و كذا أسلوب الجريدة، وهو اختيار ينم عن شخصية ابن قدور الذي عرف عنه الميل في الاعتدال و معالجة الأمور بهدوء.
و كانت مضامينها تشبه جريدة الفاروق و هي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الحث على الأخلاق الفاضلة، و دعوة الأمة إلى العمل و الاجتهاد، و مسايرة ركب العالم المتطور، و العناية بتحصين الاقتصاد الوطني و احتضان الإنتاج الأدبي و تشجيعه.
و لكنها بالرغم من لهجتها المعتدلة لم تسلم من اضطهاد السلطات الفرنسية لها، فقد تعرضت للمضايقة و التفتيش و مطاردة أصحابها، و في هذا الجو الخانق اضطرت إلى التوقف عن الصدور بعد أن برز منها أربعة و خمسون عددا و ذلك في 22 مارس 1922م .
3. الإقدام (1920-1925م):
تأسست جريدة الإقدام في سبتمبر 1920م من طرف الأمير خالد، كانت تصدر بالغتين العربية و الفرنسية، و هي جريدة أسبوعية علمية سياسية اقتصادية، أنشأت بغية توحيد القوى الوطنية في سبيل الدفاع عن الحقوق السياسية و الاقتصادية لمسلمي شمال إفريقيا.
تعد الإقدام من الجرائد الوطنية التي أثرت تأثيرا عميقا في الحياة السياسية و الفكرية في الجزائر، فقد أسهمت إسهاما مشرفا في ترقية الوعي الوطني و بلورته فراحت تعرب عن اتجاهها الوطني الناضج الواضح، رافضة التجنيس رفضا قاطعا، مطالبة بتمثيل الأهالي الجزائريين في البرلمان الفرنسي، و مقاومة لنزعة المعمرين الحاقدة، و لكن موقف الإقدام من المعمرين

و الخونة، و أسلوبها الصريح أعطى الفرصة للإدارة الفرنسية بمحاكمتها بتهمة سلب الأعراض، فحكم عليها بألف فرنك غرامة و خمسة آلاف فرنك تعويضات، فأرهن الأمير خالد و جريدته بهذا المبلغ بعد أن صدر منها حوالي 120 عدد و بسبب قلق السلطات الفرنسية من نشاط الأمير خالد قررت نفيه سنة 1923م من الجزائر و اتهامه بالقيام بنشاطات معادية لفرنسا .
عادت الإقدام إلى الصدور من جديد عام 1925م كصحيفة أسبوعية سياسية، و أدبية، و فنية، تدافع عن مصالح الجزائريين و الفرنسيين المقيمين بالجزائر و كان شعارها «صحيفة حرة يقرؤها الأحرار» .
4. الاستقبال الجزائري (1920م):
صدرت هذه الجريدة الأسبوعية بالجزائر العاصمة أثناء الحملات الانتخابية التي فرقت الشبان الجزائريين إلى قسمين قسم مع ابن التهامي المتجنس و قسم مع الأمير خالد الوطني.
وعلى الرغم من انه لم يجئ ذكر في أعدادها الأولى ذكر لمديرها أو رئيس تحريرها فإنها كانت مناوئة للأمير خالد، منافسة له مخالفة لاتجاهه السياسي، في حين كانت تدعو لإعطاء الثقة في بعض دعاة الإدماج كابن التهامي، و الباشاغا صحراوي، و رزوق محي الدين..و غيرهم.
لم يصدر منها سوى أعداد قليلة، و كانت هزيلة المادة و ركيكة اللغة حيث وصفها الأمير خالد: « تلك الجريدة السوداء ما نشأت إلا لزرع الشقاق و سب الرجال الأحرار الذين صدعوا بالحق، مثل القائد حمود و الشيخ بهلول و الأمير خالد» .



5. النصيح (1921-1925م):
تأسست بمساعدة السلطات الحكومية لأحد أنصار ابن التهامي و هو الأستاذ "صوالح" فأسس ورقة مزدوجة اللغة، أسبوعية بالجزائر العاصمة، دعت لمذهب التجنيس و مضايقة الأمير خالد و رفاقه، لكنها كانت ضعيفة المحتوى و الإخراج توقفت عن الصدور سنة 1925م .
6. صوت البسطاء la voix des humbles (1922-1939م):
كانت تصدر في الجزائر و هي مجلة نصف شهرية تربوية اجتماعية و هي لسان حال جمعية المعلمين الجزائريين تهدف إلى رفع مستوى الجزائريين ذوي الثقافة الفرنسية و هي بعيدة عن الأحزاب .
7. لسان الدين (1923-1939م):
صدرت جريدة لسان الدين في 03 جانفي 1923م، و هي جريدة دينية، سياسية كانت تصدر كل يوم ثلاثاء جاعلة من عنوانها سورة الفاتحة تيمنا و تبركا بها و إيحاءا منها لخطها المتبع و نهجها الذي اختارته جاعلة غرضها الأساسي من إصدارها إعلاء كلمة الدين تمكينا له و تخليصا له من الشوائب و توصيلا له على حقيقته الحنفية الخالصة.
صدرت تحت رعاية "الشيخ احمد بن مصطفى العلوي" مؤسس الطريقة العليوية، و قد تولى الإشراف المباشر في أول الأمر "مصطفى حافظ" و لقد كان غرضها هو السعي الحثيث نحو إصلاح حال الأمة الجزائرية، و لم يصدر منها سوى اثني عشر أعداد أي توقفت في نفس السنة التي صدرت فيها عاودت الصدور سنة 1937م و توقفت سنة 1939م .
8. التقدم (1923-1931م):
صدرت جريدة التقدم في 25 ماي 1923م بالعاصمة، أسسها "بلقاسم ابن التهامي"، هي جريدة شهرية مزدوجة اللغة، مستغلين الفراغ السياسي هادفين للتأثير على الرأي العام الجزائري الذي لا يحسن الفرنسية لكسب صوته في الانتخابات، لتكون بذلك اللسان الجمهوري للإتحاد الإسلامي الفرنسي .
9. المنتقد (1925م):
جريدة أسبوعية سياسية تهذيبية انتقادية، صدرت بقسنطينة في 02 جويلية 1925م، و قد أسسها و رئيس تحريرها عبد "الحميد بن باديس" و أسند إدارتها للسيد "بوشمال أحمد"، كان شعارها « الحق فوق كل أحد، و الوطن فوق كل شيء». دلت منذ بدايتها على خطتها الإصلاحية، و تعد الجريدة العربية الأولى في الجزائر التي جمعت الأقلام الإصلاحية المتمثلة في الشباب العربي المثقف الذي تلقى تكوينه في جامع الزيتونة و الأزهر.
تبنت جريدة المنتقد الإصلاح الديني و أولته عناية فائقة فاتجهت بأسلوب واضح في محاربة البدع و الخرافات التي كانت ترى أنها من ترويج الطرقية، كما قاومت أفكار الفرنسة و التغريب التي كان الاستعمار يبنيها في عقول الشباب الجزائريين، و بذلك كانت تهدف إلى توعية الجزائريين بحقيقة وضعيتهم الفكرية و الاجتماعية مقارنة بسائر الأمم، فكانت تلفت انتباههم بأنهم أمة لها قوميتها و لغتها، دينها و تاريخها.
فالمنتقد تعتبر تحولا مهما في تاريخ الحركة الفكرية و الأدبية في الجزائر، لأنها تتميز عن الصحف التي سبقتها أسلوبا و لغة و أفكارا، إذ استطاع ابن باديس أن يضم لها خيرة الأقلام العربية آنذاك مثل: مبارك الميلي، الطيب العقبي، الفرقد، أبي اليقظان، و من الشعراء : محمد العيد آل خليفة و محمد الهادي السنوسي.
مما لا شك فيه أن لهجتها الحارة و حملتها الصادقة ضد الخرافات و البدع أثارت حفيظة بعض الطرقيين عليها، كانت وراء منعها من النشاط حتى عطلت بأمر حكومي بعد أن دامت أربعة أشهر في 29 أكتوبر 1925م أصدرت خلالها ثمانية عشر عددا .
10. الجزائر (1925م):
جريدة إصلاحية وطنية أسسها "محمد السعيد الزاهري" صدرت في 1925م ، و بسبب النقد اللاذع و التهكم بخرافة المساواة و الحرية و العدالة التي تتغنى بها فرنسا، قامت السلطات الفرنسية بمصادرة جريدة الجزائر و هي لا تزال في المهد، و لهذا لم يصدر منها سوى ثلاثة أعداد فقط .
11. الشهاب (1925-1939م):
ما إن توقفت جريدة المنتقد حتى خلفتها صحيفة الشهاب لمؤسسها "عبد الحميد بن باديس"، و قد سارت على نهج سابقتها مبادئ و أفكار مضمونا وشكلا، حاملة شعارات المنتقد نفسها، صدر العدد الأول من الشهاب في 12 نوفمبر
1925م، بدأت كجريدة أسبوعية ثم تحولت إلى مجلة شهرية و قد كتب في رأس صفحة العدد الأول من مجلة الشهاب «تستطيع الظروف أن تكيفنا و لا تستطيع بإذن الله إتلافنا» .
هكذا تحولت الشهاب إلى مجلة راقية تنوعت أبوابها، فنجد باب خاص بمجالس التذكير للتفسير و الحديث، و يحرره ابن باديس يرشح فيه القران الكريم و الأحاديث الشريفة على طريقة الشيخ رشيد رضا، و باب آخر يحتوي على الرسائل و المقالات التي كانت ترد على المجلة من مختلف أنحاء القطر الجزائري، و باب مقتنيات الكتب و الصحف و هذا الركن يعرض ابن باديس أهم ما يكتبه المفكرون المصلحون في البلاد العربية، و هناك باب آخر يسمى المباحثة و المناظرة و هو ركن يفسح المجال لتبادل الأفكار و الآراء خاصة حول المسائل الفقهية أو الحضارية أو اللغوية.
تعتبر مجلة الشهاب مجلة إصلاحية وطنية دعت إلى جمع الشمل و الوحدة، و دافعت عن الإسلام و اللغة العربية و العدالة و الحرية، و قد كان تأثيرها على الجزائريين كبيرا بفضل استمرارها و المكانة التي يتمتع بها رئيس تحريرها.
رغم ما لاحقته من عناء و مضايقات إلا أنها واصلت عملها تشد مرة في لهجتها و تلين مرة أخرى حسب الظروف فقد استطاعت خلال أربعة عشر عاما أن تحدث تأثيرا عميقا في الصحافة العربية بالجزائر في فترة ما بين الحربين العالميتين .
12. صدى الصحراء (1925-1926م / 1934م):
أول جريدة عربية تصدر في بسكرة، برز عددها الأول في 23 نوفمبر 1925م لمديرها و رئيس تحريرها "أحمد بن عابد العقبي"، بينما المتصرف فيها و صاحب تمويلها كان "الشيخ علي موسى العقبي"، كما شارك في تأسيسها "الشيخ محمد آل خليفة" و الأستاذ "الأمين العمودي"، و "الشيخ الطيب العقبي"، و "الشيخ علي بن عمارة البرجي"...، و هي جريدة إسلامية ، علمية ، أدبية، اجتماعية، إصلاحية، انتقادية، أما شعارها فكان القاعدة الفقهية الشهيرة: «العمل على درء المفسدة قبل جلب المصلحة»، و نتيجة لتأثر أصحابها بالأفكار التحررية التي وفدت من المشرق العربي فقد حملت صدى الصحراء مقولة الزعيم المصري مصطفى كامل: «من تسامح في حقوق بلاده و لو مرة واحدة بقي الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان»، إضافة للقول المأثور «حب الوطن من الإيمان»، و قد وجدت صدى الصحراء صدى مغربيا خاصة بتونس بحكم لتواصل و الاحتكاك و الوضع المشترك و قرب بسكرة منها، و قد كتب فيها ثلاثة من التونسيين منهم: صالح السويسي القيرواني، مصطفى بن شعبان، و محمد الفائز القيرواني .
توقفت الجريدة سنة 1926م لكنها عادت للظهور سنة 1934م بمناسبة الانتخابات الإقليمية .













الخاتمة
و ختاما نستنتج أن الصحافة الجزائرية خاصة بعد الحرب العالمية الأولى عرفت تطورا كبيرا من خلال عدد الصحف التي ظهرت بشكل كبير و التي كان لها تأثير على الحياة الفكرية و السياسية للجزائريين بحيث عبرت الصحافة الوطنية عن مواقفها الجريئة و الصريحة من القضايا الوطنية رافعة بذلك راية الدفاع عن المقومات الحضارية للأمة الجزائرية بأمانة و صدق، و فندت كل ادعاءات فرنسا الاستعمارية في أنها قضت على الشخصية الجزائرية و مقوماتها عبر سياسة الدمج التي طبقتها.
كما تميزت الصحافة الوطنية بطابع الصمود و التحدي رغم الأساليب القمعية التي استخدمتها الإدارة الفرنسية ضد كل محاولة تهدف لتوعية الشعب، لذا فان تاريخ الصحافة الوطنية تاريخ حافل بالمقومات ملئ بالبطولات من اجل إعلاء الجهاد بالكلمة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)