الشيخ حسين بلقوت مدير سابق بالشؤون الدينية

النصوص القرآنية و الأحاديث الشريفة التي تطرّقت إلى قضية الرّبا كلها نصوص صريحة جاء فيها التحريم قطعيا فمن الآيات ما جاء بصيغة الأمر "فذروا ما بقي من الربا" و لقوله تعالى "فأذنوا بحرب من اللّه و رسوله" و معنى الآية الكريمة أن اللّه يأمر عباده بأن اتركوا ما لكم على الناس من الزيادة على رؤوس الأموال و ان لم يفعلوا فسينالهم حرب من اللّه و رسولهو حديثه صلّى اللّه عليه و سلّم عن صحيح البخاري و مسلم "كل قرض جرّ نفعا فهو ربا" و فيما يخص القرض السندي الذي أطلقته وزارة المالية منذ أيام عليه شبهة بل هو نوع من أنواع القروض الربوية و معنى ذلك أن الشخص المادي أو المعنوي يقرض آخر مالا سيحصل من ورائه على نفع مادّي و هو نسبة من الأرباح المحدّدة مسبقا بين المتعاقدين و الأصل في التحريم ليس القرض بل هذا فعل محمود يجزى عليه صاحبه أجرا عظيما لأنه سيفك كربة أخيه لكن التحريم في كل النصوص الشرعية وقع على الفائدة الربوية التي سيجنيها الشخص من القرض و كأنه بذلك يستغل ضعف الناس و حاجتهم إلى المال و قد حددت الجهات الوصية نسب الفوائد على القرض السندي مسبقا بمعنى أن صاحب المال سيحصل على الفائدة مهما كانت النتائج النهائية سواء انتفعت المؤسسة ذات الأسهم من ماله أو خسرته ففي هذه الحالة هو لا يتقاسم معها الخسارة و من هذا المنطلق أحلّ اللّه البيع لأن فيه مشاركة بين الطرفين في الخطر أي في الربح و الخسارة و حرّم الربا ففي القرض السندي يكون الخطر على عاتق طرف واحد