الشيخ التَّباني وضع لبنة من لبنات المدرسة المكية العلمية الأستاذ طارق سردار ل''الخبر''

اعتبر الأستاذ طارق سردار عليّ الشيخ، العلاّمة التباني الجزائري بمثابة لبنة مهمّة جدًّا من لبنات المدرسة المكيّة العلمية الّتي توارثها الأجيال بالحرم الشّريف، واصفًا غزارة علمه بالموسوعة العلمية. وأكّد الأستاذ طارق سردار، تلميذ تلامذة الشيخ محمد العربي التباني السطايفي، في لقاء خصّ به ''الخبر'' على هامش ملتقى دولي نظّمته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بسطيف حول حياة العلاّمة محمد العربي التباني، أنّه يشعر بسعادة كبيرة وهو يزور الجزائر لأوّل مرّة في حياته، قائلاً: ''وجدتُ بلدًا جميلاً، فوق ما وصلني من وصف وأخبار، فلا تجدني أشعر بغربة، رغم طول المسافات الفاصلة بين موطني السعودية والجزائر''، مبديًا احترمًا شديدًا لمشايخ الجزائر الّذين تعدّت، حسبه، سمعتهم حدود الوطن، على غرار الشيح العلاّمة عبد الحميد بن باديس، والشيخ البشير الإبراهيمي، والأمير عبد القادر الجزائري، ومحمد الهاشمي وغيرهم من العلماء، ليعود بعدها لوصف أستاذه محمد العربي التباني الذي قال إنّه موسوعة علم حقيقية، فكان من العلماء الموسوعيين، وكان يتميّز بسعة الحفظ، ودماثة الخلق، وكان سهلاً ليِّنا، ينخرط مع المجتمع ومع مختلف مكوّناته بسرعة كبيرة. وقال المتحدث بأن المؤلفات الّتي خلّفها تشكّل قناعاته الدينية الّتي كان يتمسّك بها كثيرًا، وقد عاش حياته منافحًا عنها، بما أوتي من قوّة، فهو الأصيل الذي ينتمي لطائفة أهل السنّة والجماعة، والّتي كان أحد المناوئين لها، ولم تعرّف عليه مداهنة، وكانت أكثر مؤلفاته ردودًا ودفاعًا عن قناعاته، فكان لا يشجّع كثيرًا على التّأليف في الأمور المفروغ منها، وكان يؤمن بالردود، خاصة أنّه عايش زمنا انتشرت فيه الآراء المخالفة لأهل السنّة والجماعة، واعتبره من العلماء المجدّدين الّذين ذادوا عن الحقّ، فمثل بمواقفه الفكر الإسلامي المعتدل، مؤكّدًا أنّ الشيخ عاش في مكة فقط، ومكة لا تختلف، حسب محدثنا، عن قناعات الدول الإسلامية الأخرى.