الجزائر

الشواذ يغزون ساحاتٍ عمومية والسكان يستنجدون



الشواذ يغزون ساحاتٍ عمومية والسكان يستنجدون
"ما هذا؟ كيف يحقّ لتلك المخلوقات أن تغزو أحياءنا دون رادع؟".."ليسوا حتى من المنطقة، يأتون ليشوهوا أحياءنا".."عندما نشتبك معهم لا أحد يقف إلى جانبنا"... تلك التعليقات وأخرى هي التي سمعناها من بعض المواطنين، والعائلات التي تسكن في ساحةٍ بالجزائر العاصمة، وفي الأحياء المجاورة، كلّها تطالب السلطات بأن تضع حلاّ لتجّار الشذوذ، الذين اتخذوا من ذات الساحة مكاناً للالتقاء وإقامة العلاقات المشبوهة بحرّية.
مصطفى مهدي
لقد عاد بعض الشواذ لينتشروا في بعض الأحياء العاصمية، حتى تلك الشعبية، يتواعدون هناك، يلتقون، ثمّ يتجهون إلى إحدى قاعات الشاي القريبة، ولكن منظرهم عادة ما يدّل على ممارساتهم، وخاصة منهم هؤلاء الذين يتعمدون الظهور بمنظر مؤنث حتى يصطادوا الزبائن، وهو الأمر الذي يثير حفيظة المواطنين واشمئزازهم واحتقارهم لهم، كلّ هذا تحدث لنا عنه بداية سكان ساحةٍ شهيرة بالعاصمة، يقول رياض سمروني، 26 سنة: "ما هذا؟ كيف يحقّ لتلك المخلوقات أن تغزو أحياءنا دون رادع، لا بدّ من أن يُوضع حل، أن تعتبر ملابسهم صورا مخلة بالحياء، أو أن يحاكموا على تصرفاتهم أو أي شيء، مررت يوما من مستشفى مصطفى، كنت مع عائلتي وسمعتهم يتفاوضون حول الثمن، كان ذلك مقرفا للغاية، ولولا أنني كنت مسرعا، لكنت توقفت وأدّبتهم، لكن ما تراني أفعل مع تلك المظاهر؟". سعيد بوشابي من جهته يقول: "ليسوا حتى من المنطقة، يأتون ليشوِّهوا أحياءنا، صحيح أننا لم نرَهم في وضعية مخلة، على الأقل لم يحدث هذا معي، ولكن مع بعض أبناء الحي، انهال أحدهم عليه ضربا مبرحا، ما رمى به إلى السجن، وهو أمر غريب، أمّا أنا وحتى وإن لم أصادف مثل تلك المواقف إلاّ أنّ مجرد النظر إليهم وهم في تلك الملابس العارية، والمشبوهة، ومجرد سماع أصواتهم المؤنثة، تثير الاشمئزاز، وتجعلنا نطالب بأن يرحلوا من أحيائنا، وهم في الغالب يهربون من الشبهات في الأحياء التي يسكنون فيها، ويأتون ليشوهوا وينتهكوا حرماتنا".
سامية من جهتها تسكن في حي تطل شرفة منزلها على ساحة عمومية صارت معروفة بانتشار الشواذ فيها ليلا، ابتداء من الساعة العاشرة، تعبّر عن ذلك تقول: "عندما يشتبك أبناء الحي مع هؤلاء المخنثين، لا أحد يفهمهم، لا بدّ من حل عاجل، وهو الأمر الذي يجب أن نفكر فيه مليا، لقد صار أخي يمنعني من النظر عبر شرفة الغرفة، لأنّه يخشى أن أرى هؤلاء بتلك المناظر، وكذلك نفعل مع أخينا الصغير، ولقد تشاجر معهم أبناء الحي مرّة، ولكن لم يحدث تغيير، يعتبرون الحي مكانا إستراتيجيا للالتقاء وتبادل المواعيد، وأحيانا للتعارف، وهو أمر محزن حقا، ومثير للتقزز والاشمئزاز".
بعد أن استمعنا لهذه العينات، اتجهنا ليلا إلى الساحة المعنية، حيث يجتمع عدد من المشبوهين، في انتظار سيارات مشبوهة هي الأخرى، حولوه إلا مواعيد ينطلقون منه إلى مُختلف القاعات الليلية، والتي تعرف باستقبال أمثال هؤلاء، نادل المقهى المجاور أيضا اشتكى لنا من الظاهرة: "لا أدري ما أفعله مع هؤلاء، أطردهم أحيانا ولكن لا جدوى، فلا يمكنني أن أمنعهم من الشراء من محلي، إلاّ أنني أعبر لهم عن سخطي، وأدعو لهم بالهداية، هذا ما أستطيعه".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)