الجزائر

الشعر وثقافة الشهداء.. قطف الخطى


الشعر وثقافة الشهداء..                                    قطف الخطى
لعله مشكل حقيقي، قد يمنحنا في البداية كثيرا الزهو والافتخار.. غير أنه مع الوقت يستحوذ علينا نحن أنفسنا.. فلا مكان لنا عند الأشقاء العرب بصحبة الشهداء..
والدي كان بعمر العشر سنوات عندما صارت الجزائر مستقلة، أنا ولدت بعد ذلك بعشرين سنة، وكلما قدم أحدهم من المشرق - خصوصا لو كان شاعرا - سيتحدث عن الشهداء وسيهدي كل القوافي إلى الشهداء.. طبعاً هذه القدسية تبقى تشكل لي عزة أبدية لكنها صارت مميعة جداً.. صارت تجعلني أشعر أن الآخر ينفي الحياة الذي خلقها الشهيد على هذه الأرض ولا يتذكر غير الموت.
طبعا؛ عليكم أن تفهموني جيداً.. لست أنقص من تاريخية ما؛ ولكن أنا أعاتب شرخاً ليس يحتوينا نحن أبناء الاستقلال.. من غير المعقول أن تختصر الجزائر في الشهداء على الرغم من كل بطولاتهم.. من غير المعقول أن تظل نتمسح بأعتابهم ونبرر خَيباتنا.. لابد للآخر أن يعرفنا بصورة حديثة العهد..
فكرت في هذا طويلاً وأنا أتابع افتتاح الطبعة الرابعة لعكاظية الشعر العربي.. والتي جاءت تحت شعار الشعر وثقافة المقاومة، كانت الأصوات العربية تصرخ بالثورة والشهداء..
طبعاً ليس يروقني شعر النظم الذي يقترب من الحرفة وإيقاع دق الحدادين لكن الحق علينا.. نحن الذين لا نزال نواصل العيش بهالات البطولة، وإلا هل يعقل أن يكون شعار هذه الطبعة ”الشعر وثقافة المقاومة” لماذا نصر على كل هذا العنف الخارج عن الزمان والمكان.
عنيف جدا هو العنوان ولا يسقط إلا على ذكرى الثامن ماي.. علما أننا دوما نجيد الربط.. وعليه الثامن ماي وثقافة المقاومة.. لا يُعقل كل هذا.. كيف يستمر الجزائري في ربط حاضره بماضيه. بل وبنسف حاضره من أجل ماضيه.. ماذا لو كان الشعار ثقافة الاستماع.. بل وحتى ثقافة الحزن.
أيها العرب.. أيها الأشقاء.. كل هؤلاء جبناء.. الشهداء ماتوا.. فلا تعذبوهم مرتين مرة لأنكم تقحمونهم في كل خطاب زائف ومرة لأنكم تعتقدون أننا أبناؤهم.
هاجر قويدري
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)