الجزائر

«الشاي الصّحراوي».. ساحر المصطافين ولذّة الشاربين


نجاح موسم الاصطياف، ونجاح السياحة وازدهارها في بلادنا لا يتعلق فقط بافتتاح الشواطئ وترخيصها، وإنما يتوقف أيضا على نوعية الخدمات المقدمة للمصطافين، لأنها توفر لهم الراحة والاستجمام وراحة البال التي يبحثون عنها، بعيدا عن ضوضاء وضجيج المدينة والروتين اليومي الذي أرهقهم، لتكون الشواطئ وجهة كثيرين بقصد الترويح عن أنفسهم.عودة الاصطياف إلى الشواطئ بعد أزمة وباء كورونا، وتنوّع الخدمات، جعل منها القبلة المفضلة للعائلات التي اشتاقت لزرقة البحر، والإبحار وسط الأمواج التي تمتزج مع نسيم البحر العليل، خاصة مع توفر الأمن والإجراءات المتخذة والإمكانيات التي وفرتها السلطات لإنجاح موسم الاصطياف الذي شارف على الانتهاء.
إن الزائر لمختلف الشواطئ، يقف على عدة ظواهر انتشرت على مستواها، حيث تزاوجت السياحة والتقى الشرق بالغرب، الشمال بالجنوب ليصنع أجمل صور جميلة كشفت عن مميزات السياحة في بلادنا، والتي سافر بها مصطافون من ولاياتهم ليحطوا رحالهم على الشوطئ، وهو ما سجل طيلة موسم الاصطياف على مستوى شواطئ مدينتي تيقزيرت وازفون التي تزينت بعادات وتقاليد الجزائر التي اجتمعت في منطقة القبائل.
المصطافون والسياح الزائرون لشواطئ تيزي وزو، انبهروا بجمال شواطئها التي زينها الشاي أو»التاي الصحراوي» الذي يوفره باعة متجولون شدوا رحالهم من جنوبنا الكبير، لقضاء أوقات من الراحة والاستجمام على شاطئ البحر المنعش، وأيضا للتعريف بعادات وتقاليد منطقتهم، خاصة «تاي الصحراء» الذي يعتبر من بين أبرز مقومات السياحة في جنوبنا والذي يزين الخيام ولا تحلو القعدات الصحراوية من دونه، كما أنه يعتبر تحديا بالنسبة لعديد السياح الذين يقطعون ألاف الكيلومترات من أن أجل تذوق طعمه الذي لا يجيد تحضيره سوى أهل الصحراء الكرام، ولكن تغيرت المفاهيم فبعد أن كان السياح يقصدون الصحراء من أجل السياحة وتذوق الشاي الخاص بهم، أصبح الشاي متوفر على مستوى المدن الساحلية، وهذا ما زاد من جمال الشواطئ، حيث يرافق الباعة المتجولون المصطافين خلال تواجدهم بالمكان، ويمرون وسطهم حاملين أباريق الشاي المحضرة مسبقا داخل «قفة» توفر بداخلها مختلف أنواع المكسرات، وهو الأمر الذي نال استحسان المصطافين خاصة عشاق ومحبي تناول الشاي في الفترات المسائية، كما يعتبره الآخرون تحديا لتذوق شاي الصحراء الذي يتميز بخصائص معينة تختلف عن الشاي الذي نحضره في المنازل.
والمصطافون يعتبرون «شاي الصحراء» سفيرا للسياحة وهو من أهم المقومات السياحة في صحراء
بلادنا، التي تعتبر حلم بالنسبة للسياح من داخل وخارج الوطن، وتواجد هؤلاء الباعة المتجولون على مستوى الشواطئ يقرب الجنوب بمختلف مناطق الوطن، ويعطي صور جمالية أخرى لم يعتد عليها سكان الشمال في السابق.
علما أن باعة «شاي الصحراء» لا يتواجدون بمفردهم على مستوى الشواطئ، ولكن يزاحمهم فيها باعة مختلف الحلويات التقليدية الجزائرية، هذه المهمة التي يقوم بها عادة أطفال وشباب في مقتبل العمر والذين يحملون صينياتهم ويتجولون وسط المصطافين لعرض حلوياتهم، وبالرغم من غلاء أسعارها بالمقارنة بالمحلات إلا أنها تثير شهية المصطافين الذين يقبلون خاصة بعد يوم طويل من السباحة.
المصطافون على مستوى شواطئ تيزي وزو، أكدوا أن توفر هذه الخدمات، خففت عنهم معاناة إحضار الطعام من منازل في كل خرجة إلى البحر، كونها متوفرة في الأماكن وحتى نوعيتها ممتازة، كما أنها من شأنها أن تساعد الباعة من أجل الترويج لسلعهم وبيعها قبل نهاية اليوم وهذا لتحقيق مداخيل مالية، مضيفين ان انتشار مثل هذه الظواهر زادت من جمال موسم الاصطياف وأعطت له رونقا ساهم في إنجاح موسم الاصطياف بل وزاوج بين الثقافات التي تزخر بها بلادنا.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)