الجزائر

السياح بشواطئ تلمسان يشكون ندرة الوقود بسبب التهريب



السياح بشواطئ تلمسان يشكون ندرة الوقود بسبب التهريب
يشكو السياح بشواطئ ولاية تلمسان من ندرة حقيقية في الوقود، فجميع المحطات مغلقة إلى ”إشعار آخر” ليجدوا أنفسهم مجبرين على التنقل إلى الولايات المجاورة لتزويد مركباتهم ب”المازوت” أو الرضوخ لجشع ”محتكري الوقود” المنتشرين خاصة في السواني وقرية سيدي بوجنان الذين يتحولون ليلا إلى ”مهربي المازوت نحو المغرب”.الزائر لشاطئ مرسى بن مهيدي الحدودي مع المغرب أو شواطئ الغزوات وباقي شواطئ ولاية تلمسان يقف على ندرة البنزين وظاهرة ”محطات الوقود المقفلة” والتي لا تفتح أبوابها سوى لساعات قليلة مرتين في الأسبوع عند وصول شاحنات ”نفطال” لملء خزانتها التي عادة ما تفرغ مجددا في وقت قياسي طالما أن المنطقة تحت نفوذ بارونات تهريب الوقود نحو المغرب الذين يتفننون في تخزين كميات هائلة من المازوت في مستودعات خاصة بغرض تهريبها ليلا على أظهر الحمير والبغال، وهو ما وقفت عليه ”الفجر” بقرية سيدي بوجنان التابعة إقليميا لبلدية السواني، فبعد أن فقدنا الأمل في تزويد مركبتنا بالوقود وهممنا بالذهاب إلى ولاية عين تيموشنت للحصول على هذه ”السلعة النادرة” في المناطق الحدودية، صادفنا شاب من سكان المنطقة الذي أخبرنا أنه بإمكاننا التزود بالمازوت من طرف أصحاب إحدى المستودعات المنتشرة بقرية سيدي بوجنان، بل ووجهنا إلى صاحب أحد هذه ”المستودعات المشبوهة” الذي يعمل ظاهريا كصاحب محل للخدمات المتعددة ”طاكسي فون” إلا أنه في الحقيقة مهرب وقود، والذي فرض علينا اقتناء 20 ل من البنزين بسعر 1200 دج ولم نجد من حل سوى الرضوخ لمطلبه دون أي مناقشة في تسعيرته.وما لفت انتباهنا هو الانتشار الفظيع لرائحة المازوت المنبعثة ليلا بأرجاء القرية وبالقرب من المستودعات مما جعلنا نتساءل عن دور أجهزة المراقبة في القضاء على هذه الظاهرة بالمنطقة والتي تنخر الاقتصاد الوطني، وما زاد من استغرابنا هو مصادفتنا أكثر من مرة لمهربين يرافقون حمير يحمل كل واحد منهم 6 دلاء وهم بصدد المرور نحو الضفة الأخرى انطلاقا من قرية سيدي بوجنان نحو منطقة بني درار المغربية عبر قرية الزحاحفة الحدودية التي تعتبر مركز عبور كل البضائع عبر الطريق الترابي الذي يربط منطقة السواني بالحدود دون المرور على منطقة باب العسة.فرغم تعزيز وتشديد الرقابة على طول الشريط الحدودي، بين الجزائر والمغرب بتعزيز أجهزة الرؤية الليلية وتكثيف الطلعات الجوية لحوامات الدرك الوطني، وإقامة المزيد من نقاط الملاحظة على الحدود، من أجل ضمان مراقبة أكبر لحركة تنقّل الأشخاص والممتلكات وضبطها، إلا أن المهربين مازالوا يفضّلون رواق تلمسان، بمحوريه مغنية والغزوات، حيث لا يزال الوقود والمخدرات والنحاس والمواد الغذائية والسجائر والماشية وقطع الغيار في صلب اهتمامات شبكات التهريب.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)