الجزائر

السفير المصري السابق في سوريا محمود شكري لـ''الخبر'' ''الجامعة العربية فقدت مصداقيتها وقراراتها حول سوريا صادمة''


أمريكا وتركيا تسعيان لخلق نظام جيوإقليمي للتصدي لإيران ومحو سوريا استبعد سفير مصر السابق لدى سوريا وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، محمود شكري، أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، خاصة بعدما أعلن حلف شمال الأطلسي عن عدم وجود أي نية للتدخل هناك كما حصل في ليبيا، ونبه شكري إلى أن تأزم الأوضاع في سوريا يجري في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا اللتين تسعيان إلى خلق نظام جيوإقليمي جديد في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة إيران ومحو سوريا، كما أعاب عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية قرارات جامعة الدول العربية التي وصفها بـ المتخاذلة . هل تعتقدون بأن قرار جامعة الدول العربية ببعث قوات حفظ السلام إلى سوريا من شأنه إيقاف نزيف الدم؟  ليس مهما أن تتخذ القرار، المهم أن تنفذه على أرض الواقع، خاصة وأن دور جامعة الدول العربية أصبح ضعيفا جدا ومتخاذلا، والوضع في سوريا يزداد تأزما يوما بعد يوم، والمطلوب الآن إيجاد حل أقوى من ذلك بكثير.  لكن الجامعة تعهدت بدعمها للمعارضة السورية ماديا ومعنويا؟  جامعة الدول العربية فقدت مصداقيتها وأصبحت بطاقة محروقة بعد قراراتها الصادمة، كما أن نظام بشار يرفض التعامل معها، والحقيقة أن الجامعة تدعم المقاومة السورية عسكريا وتزودها بالأسلحة، وهذا سيزيد من تأزم الأوضاع، لأنها ستؤدي إلى مرحلة مجابهة بين قوات نظامية وأخرى غير نظامية.  وما هو الحل في نظركم، خاصة وأن سوريا أضحت اليوم ساحة صراع للقوى الدولية المتنافسة، فيما تبحث المعارضة عن دعم حقيقي لها؟  يجب أن تتدخل روسيا الاتحادية لتقلل من حدة الموقف، وأن تترك الدول التي تدعم جيش سوريا الحر، الساحة السورية، لأن المقاومة أصبحت تتحمل مسؤولية حل الأزمة السورية شأنها شأن النظام الحاكم، لذا يجب أن يجلس الطرفان للحوار والمناقشة، لإيجاد حلول لتسيير الأوضاع، فهما مطالبان بتغليب المصالح العليا للوطن على أي مصلحة أخرى، خاصة وأن الجيش النظامي مسيطر وحول سوريا إلى حمام دم، ورغم وجود بعض الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي، إلا أنها ليست بالصورة الكارثية، ولا يمكن للجيش السوري الحر مواجهته، والمسألة تحتاج إلى حل أقرب ما يكون إلى تفكير عقلاني وتفاهم ذكي للوصول إلى حل للأزمة. ماذا تقصدون بـ التفاهم الذكي ؟  الصراع الحقيقي ليس بين أركان نظام بشار الأسد والجيش السوري الحر، لأن رحى المعركة تدور بين بعض الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا اللتان تريدان خلق نظام جيوإقليمي جديد في منطقة الشرق الأوسط من أجل التصدي لإيران ومحو سوريا. وصمام الأمان الوحيد لعبور الأزمة هو أن تقدم روسيا الاتحادية مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي أقل تشددا من الموقف الذي تطرقت إليه الولايات المتحدة الأمريكية. وحق الفيتو الذي استخدمته روسيا ضد قرار الأمم المتحدة، راجع إلى رفضها تدخل أمريكا ومن يؤيدها في الشؤون الداخلية السورية بصورة عسكرية. ألا تتوقعون أن تأزم الأوضاع في سوريا سيؤدي إلى حصول تدخل عسكري أجنبي؟  لا أعتقد بذلك، خاصة بعدما أعلن حلف شمال الأطلسي عن عدم وجود أي نية للتدخل في سوريا كما حصل مع نظام القذافي. هل تعتقدون بأن الاستفتاء على دستور جديد يوم 26 فيفري الجاري سيخفف من حدة الأوضاع؟  الاستفتاء غير مجد لأن المقاومة لا تقبل بهذا الحل.  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)