الجزائر - Mascara

الزاوية الغريسية الشنتوفية أهم قلاع العلم والتصوف بمعسكر



الزاوية الغريسية الشنتوفية أهم قلاع العلم والتصوف بمعسكر
تعتبر بلاد الراشدية هي كل المنطقة التي تشمل سهل غريس وهبرة وبني شقران بولاية معسكر-غرب الجزائر- و القلعة بولاية غليزان من أهم قلاع العلم والتصوف، ومن أبرز البقاع المتوفرة بها المدارس العلمية والزوايا الصوفية، فكثير من أعلامها أسسوا زواياهم ومدارسهم لتدريس العلوم وتلقين الأوراد.

كما نص على ذلك الشيخ الطيب بن المختار، حتى عزّ على الباحثين إحصاءها إلا باجتهاد، عددت من أشهرها استذكارا إلى أربع وأربعين، فكم يكون عددها بالبحث والتحري؟! اقتبس لنا الأستاذ صلاح الدين بن نعوم باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية.نموذجا من مجموع هذه الزوايا، وهي الزاوية الشنتوفية الغريسية الشاذلية بحي بابا علي من مدينة معسكر، لمؤسسها الشيخ بن عبد الله شنتوف.



استمرت باستخلاف المشايخ عليها، وكلهم من آل سيدي بن عبد الله شنتوف المؤسس للزاوية، فإلى أي مدى ساهمت هذه الزاوية في الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية بالأرض الراشدية؟ مؤسس الزاوية الشنتوفية الغريسية الشاذلية حسب الأستاذ صلاح الدين بن نعوم هو شيخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية وإمامها، والعالم بمعارفها وناشر أعلامها.

الشيخ بن عبد الله بن عبد القادر “المدعو بن علي” بن محمد بن الهاشمي بن علي أبو شنتوف بن سحنون بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أحمد بن علي الثعباني الغريسي الحسني الحُسيني نسبا، الأشعري عقيدة، المالكي مذهبا. المولود حوالي سنة 1825م ببلدة ماوسة من موطن غريس. أخذ الشيخ علوم الشريعة على مجموعة من العلماء أبرزهم: الشيخ ابن البكاي ببلدة سيق، والشيخ مصطفى بن الطيب بآل العيد، الشيخ أحمد بن المداح بالمحمدية، الشيخ محمد الحبوشي القلعي، الشيخ علي بن الحاج الشقراني، حسن بن الشرقي بن المختار القداوي، الحبيب بن مصطفى الوجدي ابن عمه، الشيخ محمد بن الدايج.

أما شيوخه في التريبة وعلوم القوم، فهما: سيدي علي لقرع ببلدة غريس، وسيدي عدة بن غلام الله بتاهرت، يقول ابنه الشيخ العربي شنتوف: “ثم اشتغل بتصفية باطنه بعدما درس ببقاع كثيرة من أرض غريس” بعد سياحة الشيخ بن عبد الله في بلدة سِرات قرب مدينة وهران وفي عمي موسى وفي واد شلف وغريس وغيرها، أسس رحمه الله سنة 1305ه/ 1887م بحي بابا علي العتيق بمدينة معسكر، الزاوية الغريسية البوشنتوفية السحنونية الدرقاوية الشاذلية.



و يؤكد الأستاذ صلاح الدين بن نعوم بأن الزاوية والطريقة سُميت غريسية نسبة لموطن غريس، بوشنتوفية نسبة للقطب الرباني سيدي علي أبو شنتوف جد سيدي بن عبد الله شنتوف، سحنونية نسبة للعلامة الفقيه سيدي سحنون والد سيدي علي أبو شنتوف، درقاوية نسبة للعربي الدرقاوي، وشاذلية نسبة إلى أبي الحسن الشاذلي .

وتُعرف لدى العامة باسم مؤسسها، أي “زاوية سيدي بن عبد الله”. أما أصل الطريقة وغايتها حسب ذات الاستاذ ، فهي قائمة على الكتاب والسنة، يقول الشيخ المحقق أحمد بن الصديق الغماري عن الطريقة الدرقاوية: “هي لُبُّ الطُرُق الاتصالية الجامعة بين الجيلانية والشاذلية، المؤسسة على الكتاب والسنة والمخصصة بالنفحات الربانية”، كما يؤكد على هذه المرجعية وهذا المنهج مؤسس الطريقة البوشنتوفية الشيخ بن عبد الله شنتوف في ديوانه “الحلل الفردوسية في نظم قطب الغريسية”.

فيقول فِيهِ أَقْدامٌ زَلَّت بدون شريعة * وَزاغوا عن الإجماعِ والنُّورِ والصَّفا فالكتابُ حِصنُنا والسُنَّةُ جُندُنَا * لا يَعْتَرينَا بالفَضلِ زيغُ أولي الجَفا,ويقول في موضع آخر عن منهج الصوفية والطريقة الشاذلية فالسُنَّةُ جمعُنَا وَالبدعة فرقُنَا * فَما يُنكِرُ منّا إلَّا محجوب الجَفا ويقول أيضا: فإني لحزب الصوفية حافظ * كحصن محيط بالأسرار وبالوجد إسنادهم ينتهي لباطن المصطفى * فذاته للإسناد أجمع مورد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)