الجزائر

الروائي الإسباني خوسيه كارلوس سوموزا لـ ''الخبر'' ''الأدب ليس سوى قراءة في كتب الأولين''


يعتقد الروائي الإسباني، المولود في كوبا، خوسيه كارلوس سوموزا، أن الرواية تقوم على عنصر الغرابة، وعلى وضع القارئ في طريق اكتشاف المجهول. وأوضح سوموزا الذي زار الجزائر بدعوة
 من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بمساهمة الخبر ، في الحوار الذي خصنا به، أن عالمه
الروائي يختلف من رواية إلى أخرى، لكنه يلتقي عند مسألة الغرابة.
ولدت في هافانا بكوبا، لكنك تعتبر نفسك كاتبا إسبانيا، لماذا؟
 فعلا، أعتبر نفسي كاتبا روائيا إسبانيا، ولا علاقة لي بكوبا رغم أنني ولدت بها سنة .1959 فقد غادرت عائلتي كوبا سنة ,1960 وكان عمري آنذاك عام واحد فقط.
الطلاق مع كوبا، رافقه طلاق مع الطب النفسي لاحقا، هل وجدت خلاصك في الأدب؟
 بينما كنت أدرس الطب النفسي، اكتشفت عالم الأدب، فمارست الكتابة الروائية إغوائها عليّ بشكل ملح، منذ سن الثامنة. أعتقد أنه من الصعب أن يعرف الإنسان ماذا يريد فعله في حياته، لكن الشيء الوحيد الذي اكتشفته هو أن الحياة بدون الكتابة تصبح قاسية، من هنا شرعت في التأليف وكانت الرواية بمثابة خلاص بالنسبة إليّ، وفعلت ذلك بعد دراسة علم النفس.
يوجد في أعمالك الروائية اهتمام كبير بالفلسفة الإغريقية، وبالفن الحديث، هل يعني هذا أن الرواية بالنسبة إليك يجب أن تكون عبارة عن رواية عارفة؟
 الرواية عالم منفتح على كل شيء، فإن انغلقت فهي ليست برواية. والحديث عن شيء واحد ليس مقبولا فيها، إذ يعني ذلك غلق الباب على الواقع بكل تشعباته. لا أعتقد أني أكتب روايات عارفة بأتم معنى الكلمة، فأنا شخصيا لست بعالم حتى أقول أن أعمالي تندرج ضمن الأدب العارف.
في رواية كهف الأفكار التي صنعت مجدك الروائي، نوع مختلف من الكتابة، فتقنيات الرواية البوليسية هي الغالبة في  العمل، لماذا ؟
 بالفعل، لقد ترجمت هذه الرواية إلى ثلاثين لغة، إلا اللغة العربية للأسف.
أعتقد أن أعمالي الروائية تختلف عن بعضها البعض، لكن يوجد قاسم مشترك فيما بينها وهو مسألة التركيز على الأسرار والغرابة والأجواء المثيرة، التي لا أجدها سوى في العصور البعيدة، في التاريخ وفي الفلسفة الإغريقية. والرواية التي لا تحتوي على شيء من الغرابة لن يكون بإمكانها جذب اهتمام القارئ الذي يرغب في اكتشاف أسرار وهو يقرأ.
وما سر اهتمامك بالتاريخ؟
 الإنسان كائن يعيش مع التاريخ، فما أنجزه الإغريق مثلا ما يزال يسري فينا رغم كل هذه الأزمنة التي تفصلنا. والأدب في نهاية الأمر ليس سوى قراءة في كتب الأولين.
يوجد في رواية كهف الأفكار كمّ هائل من المرجعيات الفلسفية، هل تطلّب منك هذا العمل مجهودا كبيرا؟
نعم، تطلّب هذا العمل بحثا مستفيضا. قرأت كثيرا عن الإغريق من البدء إلى غاية هيرودوت. لكنني وجدت صعوبة في وضع كل ما قرأته جانبا. فأنا لا أحتمل أن تكون الرواية مرادفة لـ الأنسيكلوبيديا . الرواية يجب أن تترك لكاتبها مجالا للارتجال.
سبق لك وأن قلت أن الحياة عبارة عن رواية سوداء، ماذا تقصد؟
 أولا يجب أن نتفق على معنى محدّد للرواية السوداء التي ترتبط بالأجواء المثيرة، رغم أن البعض سيقول لي إنه يوجد عدة اختلافات بينهما. أعتقد أن حياتنا تشبه رواية الإثارة، بمعنى أننا نجهل ما سيحدث لنا غدا. وعليه حياتنا محاطة بعدة مخاطر. وبما أن الحياة الواقعية جزء من الأدب، تصبح الرواية السوداء رواية واقعية. والحياة ليست رواية نفسية نتأمل فيها مصيرنا على مدى عدة صفحات لكي نصل إلى العدم. الحياة عبارة عن أحاسيس، هي حركة، وغرابة، ومخاطر مجهولة، وأوضاع قابلة للتغيير.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)