الجزائر

الرمال محجوزة ، الأسعار ملتهبة و القاذورات مزروعة في كل مكان! الدخول لم يعد مجانا بشواطئ تيبازة



الرمال محجوزة ، الأسعار ملتهبة و القاذورات مزروعة في كل مكان!                                    الدخول لم يعد مجانا بشواطئ تيبازة
لم يعد قرار الدخول الى الشاطئ مجانا ساري المفعول بمعظم شواطئ ولاية تيبازة ال42 التي يسمح بها للسباحة لأنّ رمالها أضحت محجوزة طولا و عرضا من لدن مستغلين موسميين لها لا يعنينهم جمع القمامة و لا ترقية الخدمات المقدمة بقدر ما يلهثون وراء الدينار و ورقة الامير و لأنّ المصطافين لا يجدون امامهم ملجأ للتخلي عن قاذوراتهم فهم يلقون بها بكل مكان داخل اكياس بلاستيكية تفوح منها روائح كريهة لاسيما حينما تطل عليها أشعة الشمس الحارقة.
من شاطئ العقيد عباس و سي الحواس بالدواودة الى كوالي و شنوة و البلج بتيبازة و الى الحمدانية و واد البلاع و تيزيرين بشرشال و غيرها من الشواطئ فإنّ اوّل ما يرمقه المرء عند ولوجه أرضية الشاطئ هو وعورة المسالك و رداءتها و هي المسالك التي تعجّ بالحفر تارة و بالرمال أو الممهلات تارة أخرى ناهيك عن غياب الانارة العمومية ، أما حينما يغوص المصطاف في عمق الشاطئ فإنّ مستقبليه من المستغلين الموسميين يفرضون عليه في بادئ الأمر غرامة وقوف السيارة على أن يخيّر عقب ذلك بين استغلال شمسية أو خيمة متواضعة بأسعار جدّ ملتهبة و نادرا ما يسمح للمصطاف استعمال شمسيته الشخصية بزاوية محددة من الشاطئ مع الاشارة الى أنّ هؤلاء المستغلين شرعوا في امتهان هذه الخدمات منذ شهر تقريبا في حين أن معظم الشواطئ تمّ الاعلان عن كرائها عن طريق الأظرفة خلال الأسبوع المنصرم بحيث فشلت عدة محاولات أخرى لكرائها للمستغلين قامت بها كل من مديرتي املاك الدولة و السياحة في وقت سابق قبل ان تلقي بالمهمة على عاتق البلديات الساحلية و التي اضطرت اخيرا الى اعداد دفاتر للشروط و الاعلان عن المزايدات نهاية الشهر المنصرم بحيث لوحظ عدم اهتمام المستغلين و غيرهم بهذا الأمر بالنظر الى تزامن شهر رمضان المعظم مع موسم الاصطياف و تخوف هؤلاء من تكبّد خسائر هامة لهذا السبب بحيث وجدت البلديات الساحلية المختلفة صعوبات جمّة في اقناع المستغلين بجدوى المشاركة في المزايدات المختلفة و لكنه بالرغم من ذلك فقد عمد هؤلاء الى الرفع من الأسعار مقابل الخدمات المقدمة و هي الخدمات التي لا ترقى على الاطلاق الى قيم الأسعار المعمول بها .
على صعيد آخر تبقى مختلف الشواطئ التيبازية بحاجة ماسة الى اعادة النظر في مسالة تصريف قاذوراتها التي يستغني عنها المصطافون في مواضع مختلفة بحيث لا تزال هذه الفضاءات بحاجة الى اجهزة عملية لجمع و تصريف القاذورات لا سيما في ظلّ تخلي البلديات عن الوصاية عليها لصالح املاك الدولة و مصالح السياحة كما لا تزال العديد من الشواطئ تعجّ بالمياه القذرة التي تلقي بها قنوات التصريف أو الأودية التي تصب بها ليجد المصطاف نفسه أخيرا مخيّرا بين الاستمتاع بمياه البحر و رماله على النحو الذي يعرض عليه هنا و هناك او الرجوع الى بيته مكرها لا يقوى على مقاومة لهيب الحرارة الذي اضحى يتزايد يوما بعد يوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)