الجزائر

الرمال "تُغرق" قرى وتسقط بيوتا في الوادي



الرمال
مع اقتراب حلول فصل الربيع من كل سنة، تبدأ معاناة سكان القرى الموجودة على مستوى العرق الشرقي الكبير في ولاية الوادي، بسبب كثرة الزوابع الرملية، وما يتبعها من ظاهرة زحف الرمال، والتي تهدد بيوتهم وزرائبهم بالردم والسقوط في بعض الأحيان.تعيش المئات من العائلات القاطنة في القرى النائية، والتجمعات السكانية المتناثرة، عبر كامل تراب ولاية الوادي، ليالي بيضاء مع هبوب الرياح العاتية، مع كل فصل ربيع، والتي بدأت مبكرا هذه السنة، حيث عرفت الولاية رياحا قوية قبل نحو أسبوعين، عندما هوت 13 مسكنا، وعدد من زرائب البدو الرحل في عاصفتين رملتين وقعتا خلال النصف الثاني من شهر فيفري الجاري. ويعتقد عدد من المهندسين المعماريين أن سبب سقوط 13 مسكنا، كلها مبنية من مواد إنجاز محلية متمثلة في الجبس، إلى عدم قدرتها على تحمل ثقل مئات الأطنان من كتل الرمال الصحراوية الزاحفة نحوها، بحكم قدمها والتي يعود تاريخ إنجاز أحدثها إلى نحو 40 سنة خلت.وتعتبر القرى التابعة لبلديات حاسي خليفة، وادي العلندة، دوار الماء واميه ونسة، خير مثال لظاهرة زحف الرمال على البيوت، حيث قال عدد من سكان القرى المتضررة من الظاهرة كالغنامي، وسحبان وأميه الغزالة والغنامي والحرايزة بأنه تم تسجيل انهيارات كثيرة في الغرف والجدران، لعدد من البيوت المنجزة بمواد البناء المحلية بفعل تكدس الرمال حولها، أين ينذر استعمال الاسمنت المسلح في قرى متواجدة بقلب العرق الشرقي الكبير، والتي تصنف في خانة أفقر المناطق على المستوى الوطني، والموصوفة من قبل قاطنيها بأنها خارجة عن مجال تغطية السلطات في البلديات المعنية بالظاهرة.وذكر السكان بمرارة بأنهم وأمام عجزهم المطلق عن اكتراء كاسحات الرمال، وجرف الرمال بعيدا عن بيوتهم، وما وصف من قبلهم ب "تقاعس" السلطات العمومية وبلدياتهم التي ورغم أن جلها تملك الآلات الجارفة، إلا أن أغلبها لا تكلف نفسها القيام بفك الرمال عنهم إلا في حالات نادرة، فإنهم اضطروا إلى وضع مصدات الرمال حول بيوتهم، بوسائل بدائية ومنها وضع حواجز مكونة من جريد النخيل اليابس، أو الصفائح الحديدية لمنع تجميع الرمال حول الجدران، واستعان السكان بمصدات الرمال التي تستعمل عادة لحماية المزارع وغيطان النخيل، وأشاروا بأن شوارع قراهم تجمعت فيها الرمال، مشكلة كثبان رملية شاهقة الارتفاع تسببت في طمر البيوت وامتلاء الشوارع بالرمال، لدرجة بات من الممكن معها رؤية ما بداخل البيوت، والتي غدت جدرانها غير مرئية بفعل ارتفاع أكوام الرمال، والتي تحاصرها من كل الجهات.وخلقت مشكلة تكسد الرمال مشاكل جمة للسكان، والذين أصبح من المستحيل عليهم أن تدخل السيارات العادية إليها، إذ يضطرون إلى نقل مرضاهم من البيوت إلى الطرق المعبدة والمسالك الفلاحية، والتي تبعد عن بيوتهم بمئات الأمتار إما عبر أسرة خشبية أو بلف المريض ببطانية، واشتراك عدد من الرجال في حملها، في حين يضطر العديد منهم إلى نقل مرضاهم على ظهور الحمير.كما أكد السكان بأن العديد من العائلات التي كانت تقطن معهم هاجرت إلى مراكز البلديات، لعدم تحملها لقساوة الطبيعة في القرى النائية، ودعا سكان القرى "المدفونة" من ظاهرة تكدس الرمال السلطات المحلية إلى تحمل مسؤوليتها واتخاذ الإجراءات التي من شأنها التخفيف من الأضرار التي تخلفها الظاهرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)