الجزائر

الرقص على الخراب



أخيرا يمكن للجامعة العربية أن ترقص على الخراب الذي حل بأرض الشام، فالذي كان ثورة سلمية تحول إلى ما يشبه الحرب الأهلية، وما يشبه الحرب الأهلية سيصير غدا حربا أهلية، وحين الوصول إلى تلك النقطة والتي لا نتمناه بأي حال من الأحوال للأشقاء في سوريا حينها يمكن للجامعة العربية أن تتحدث عن انجازها بكثير من الفخر، فالجامعة بدأت بمراقبين عرب قالت أنهم سيقفون على الحقائق ولكن المراقبين صاروا محل مراقبة ومحل تساءل ومحل شك وصاروا ورقة لبلدانهم، ولأن ورقة التوت سقطت فقد أضافت " الهادمة العربية" شهرا إضافيا للمراقبين الذين سيكنون مثل شاهد ما شفش حاجة، ولأن العرب يتفقون دوما على الاختلاف فقد سحبت السعودية مراقبيها، ثم صار عمل الجامعة مجرد خالوطة، ولأن الجامعة تسير على مبدأ "خلطها تصفى" فقد رفعت القضية السورية إلى مجلس الأمن ربما يمكنه تصفية ما لا يصفى خاصة وأن صوت الرصاص وصل إلى دمشق وقريبا ربما سيكون في بيت الرئيس بشار في جلد أسد، ولأن بشار مستود روسيا ومتكئ إيرانيا ومرتاح من ناحية " الهادمة العربية" فقد استطاع أن يمدد في عمر الأزمة كما استطاعت جامعة العرب والأعراب تمديدها، ولا ندري في هذا المقام لماذا لم تتعظ جامعة خليفة عمرو موسى من القضية الليبية، وتحفظ الدرس الليبي؟ ولكن قل لي من يسير الجامعة أقول لك من هي، والآن وبعد الجامعة خربتها يمكن أن ترقص على تلها، لتطوي ملف سوريا كما طوت قبله ملف ليبيا، وملف الصومال التي تعيش حربا منذ عشريتين، بالمناسبة هل تتذكرون دولة اسمها الصومال، أشك في ذلك فحتى الجامعة نست أن هناك دولة اسمها الصومال .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)