الجزائر

الرجاء..رُبَّ صدفة خير من ألف نتيجة


الرجاء..رُبَّ صدفة خير من ألف نتيجة
لم يكن تأَهُل الرجاء البيضاوي إلى المباراة النهائية من بطولة كأس العالم للأندية حدثاً عادياً على الأقل بالنسبة للوطن العربي والقارة السمراء، ذلك لأن ما فعله الفريق المغربي كسر كل الأعراف في البطولة منذ إنطلاقتها.ولا شك ان الإنجاز الذي حققه الرجاء كان فريداً من نوعه بعدما بات أول فريق عربي يبلغ المباراة النهائية وهذا بحد ذاته أمر لا يمكن الإستهانة به بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ الألماني يوم غد السبت.وفي خضّم هذا الأمر من الطبيعي أن ترتفع أصوات التشكيك بهذا الإنجاز وتحميل "الصدفة" مسؤولية قيادة فريق عربي إلى مباراة نهائية، وكأن الفرق أو المنتخبات العربية لم تحقق سابقاً أي إنجازات قارية أو أنها غير قادرة على فعل ذلك إذا ما تضافرت الجهود للقيام بهذا الأمر.لكن الفريق المغربي الذي عانى كثيراً في الدوري المحلي هذا الموسم واستعان بالمدرب الخبير التونسي فوزي البنزرتي، أثبت أن وصوله إلى المباراة النهائية ليس بالصدفة، صحيح أن الإمكانيات بين الرجاء البيضاوي والفرق الأخرى متباعدة نوعاً ما، ونقصد هنا الإمكانيات الفنية، لكن من الواضح أن روح الفريق الواحد والتخلي عن الإنجازات الشخصية ومن ثم تغيير الإرادة، كل ذلك كفيل بصنع "المعجزات الرياضية" على أرض الواقع حتى لو كانت المواجهة أمام فرق لها باع في كرة القدم.ولعل المتابع لمجريات كأس العالم للاندية يدرك حقيقة الأهداف الكبيرة التي وضعها الفريق المغربي قبل إنطلاق البطولة، وهي أهداف كانت لدى الكثيرين مجرد أحلام يصعب تحقيقها، إلا أن الرجاء تمكن بفضل إصرار لاعبيه وخبرة مدربه في التعامل مع "المتناقضات" على أرض الملعب، إستطاع تحويل الحلم إلى حقيقة وبلوغ نهائي العرس العالمي.وإذا كانت المواجهة أمام بايرن ميونيخ بطل أوروبا واضحة المعالم نوعاً ما، فإن ذلك لا يمنع من أن الفريق المغربي سيكون محرراً من أي ضغوط حين يجد نفسه على ملعب واحد أمام نجوم العالم وفي مقدمتهم فرانك ريبيري المرشح للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2013.صحيح أن التوقعات تكاد تكون معروفة لما ستؤول إليه المباراة النهائية، لكن ذلك لا يمنع من القول أن الرجاء البيضاوي حقق إنجازاً هو الأول من نوعه في تاريخ الأندية العربية.وإذا كان بلوغ فريق عربي المباراة النهائية لكأس أندية العالم بمثابة حلم تحقق بعد سنوات، فليس هناك ما يمنع من أن نحلم بفوز فريق عربي باللقب بعد سنوات أخرى وربما قبل ذلك.تجدر الإشارة إلى أن الرجاء البيضاوي يخوض غمار البطولة للمرة الثانية فقط بعد الاولى في النسخة الاولى عام 2000 في البرازيل عندما مُني بثلاث هزائم متتالية أمام كورينثيانز البرازيلي وريال مدريد الاسباني والنصر السعودي، كما أصبح ثاني فريق يوقف السيطرة الأميركية الأوروبية على نهائي البطولة، وثاني فريق من القارة السمراء بالتحديد بعد مازيمبي الكونغولي الديموقراطي الذي ازاح فريقا برازيليا في نسخة عام 2010 هو انترناسيونال 2-صفر، قبل أن يخسر أمام انتر ميلان الايطالي صفر-3 في المباراة النهائية.وهو الفوز الثالث على التوالي للرجاء البيضاوي في ست مباريات في البطولة حتى الان، وهو عادل الرقم القياسي في عدد الانتصارات العربية والتي حققها الاهلي المصري بطل افريقيا في اثنتي عشرة مباراة من خمس مشاركات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)