الجزائر

الرئيس بوتفليقة يعزي أسرة الفقيد عبد الحميد مهري



صادق أعضاء مجلس الأمة، أمس، بالإجماع على مشروعي القانونين المتعلقين بالولاية وبتسوية ميزانية ,2009 في جلسة علنية تزامنت مع عملية تنصيب هياكل المجلس وأعضائه الجدد.
وقد استهلت الجلسة التي ترأسها، السيد عبد القادر بن صالح، رئيس المجلس وحضرها كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية ووزير المالية السيد كريم جودي ووزير العلاقات بين الحكومة والبرلمان السيد محمود خوذري، بعرض التقرير التكميلي للجنة الشؤون الاقتصادية والمالية حول مشروع قانون تسوية الميزانية لسنة ,2009 وشمل التقرير مجموعة من التوصيات التي قدمتها اللجنة لمسؤولي قطاع المالية بخصوص هذا المشروع، ولا سيما منها ضرورة إرفاق مشروع تسوية الميزانية بمشروع قانون المالية، وتطهير الحسابات الخاصة بالخزينة، مع إضفاء المرونة في تسييرها، كما دعت اللجنة إلى ضرورة التحكم في الوعاء الجبائي في مجال الجباية البترولية.
وعقب عملية التصويت على هذا المشروع من قبل الـ111 عضوا بالمجلس، منهم 58 عضوا حضروا الجلسة و53 عضوا صوتوا بالوكالة، اكتفى الوزير في تعقيبه بالتذكير بأن مشروع تسوية ميزانية 2009 يعد ثاني مشروع يتم إعداده والمصادقة عليه بعد 27 سنة من المصادقة على المشروع الأول في .1984
كما صادق أعضاء مجلس الأمة خلال نفس الجلسة على مشروع القانون المتعلق بالولاية، والذي تم عرضه على المجلس الأسبوع الماضي، ودرسته لجنة الشؤون القانونية والإدارية وحقوق الإنسان يوم 26 جانفي الجاري.
وبالمناسبة، فقد ثمنت اللجنة المذكورة في تقريرها التكميلي أحكام هذا المشروع الذي حمل ـ حسبها ـ تصورا جديدا في مجال تنظيم الولاية، وقفزة نوعية في تكفلها بانشغالات المواطنين، وأوصت، في سياق متصل، بضرورة الإسراع في إصدار كل النصوص القانونية الخاصة بهذا القانون، ولا سيما تلك المتعلقة باختيار رئيس المجلس الشعبي الولائي للأعوان التابعين له وتحديد مسؤولياتهم بدقة، كما طالبت بضرورة التكفل بتحسين التعويضات التي يتقاضاها المنتخبون.
وفي تعقيبه على عملية التصويت، أوضح وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية أن هذه العملية تأتي لتتمم جزءا هاما من الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن مشروع قانون الولاية الجديد أعاد تحديد وتدعيم صلاحيات المجلس الشعبي الولائي لكي يكون قوة اقتراح في التكفل بانشغالات البلديات وكل سكان الولاية.
وأوضح الوزير أن هذا القانون يندرج في إطار الإرادة المعبر عنها من قبل رئيس الجمهورية بخصوص تأسيس هيئات قوية تضمن تجسيد الإرادة الشعبية الحقة في إطار المجالس المنتخبة، داعيا بالمناسبة المجالس الشعبية الولائية إلى لعب دور هام في إطار القانون الجديد ولا سيما في مجال دعم التنمية وتسيير المرفق العام.
كما دعا السيد ولد قابلية الأحزاب السياسية إلى التأكيد من جهتها على كفاءة واستقامة مرشحيها للانتخابات التشريعية القادمة، معتبرا ذلك ضامنا آخر من ضمانات التكفل الفعال بانشغالات المواطنين.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع قانون الولاية، سبق وأن صادق عليه نواب المجلس الشعبي الوطني في 18 جانفي الجاري، فيما تمت المصادقة على مشروع قانون تسوية ميزانية 2009 بالمجلس الشعبي الوطني في 28 ديسمبر الماضي.
على صعيد آخر، أعقبت جلسة التصويت على مشروعي القانونين المذكورين بمجلس الأمة، أمس، جلسة ثانية خصصت لتجديد هياكل المجلس، بداية من الأعضاء الجدد لمكتب المجلس ضم 5 أسماء هم السيدان آدم قبي وبوزيد بدعيدة من حزب جبهة التحرير الوطني، السيدة ليلي الطيب والسيد عبد الرزاق بوحارة من الثلث الرئاسي والسيد محمود زيدان من التجمع الوطني الديمقراطي.
وفي كلمة له بالمناسبة، جدد السيد عبد القادر بن صالح حرص أعضاء المكتب على مواصلة النشاط في ظل أجواء الانسجام التي كرسها المجلس باستمرار، مشيرا إلى أن عملية تجديد هياكل المجلس أصبح بمثابة الموعد السنوي الذي يسمح بقياس الممارسة السياسية الرشيدة والتعاطي مع الآليات البرلمانية التي ينص عليها الإطار التنظيمي والتشريعي الذي يكفل الممارسة الديمقراطية.
وقد تم بعد تنصيب أعضاء مكتب المجلس تنصيب أعضاء مكاتب اللجان البرلمانية التسعة لمجلس الأمة، حيث تم انتخاب رؤساء اللجان ونوابهم وكذا مقرري كل لجنة.

أكد وزير المالية، السيد كريم جودي، أن معدل النمو الاقتصادي للجزائر بالنسبة لسنة 2011 سيتجاوز الـ3 بالمائة، وذلك بالنظر إلى الارتفاع المسجل في مستوى النمو خارج قطاع المحروقات والذي قدره بنحو 7 بالمائة، في حين جدد المتحدث أمله في أن تنتهي كل العملية الخاصة بالتفاوض حول شركة ''جازي'' مع نهاية الثلاثي الأول من العام الجاري.
وأشار السيد جودي في تصريح للصحافة على هامش جلسة المصادقة على مشروع قانون تسوية ميزانية 2009 إلى أنه في انتظار الأرقام النهائية التي تعكف مصالح وزارته على جمعها، فإن المؤشرات الأولية التي بحوزته توحي بأن مستوى النمو الاقتصادي للعام 2011 سيفوق الـ3 بالمائة، وذلك بالنظر إلى الارتفاع المحسوس في معدل نمو الاقتصاد خارج المحروقات والذي يصل ـ حسبه ـ إلى مستوى 7 بالمائة، فيما توقع في سياق متصل أن تبلغ معدل التضخم 4,7 بالمائة بالنظر إلى الإجراءات التي اعتمدتها الدولة خلال العام الماضي في مجال الزيادة في أجور عمال الوظيف العمومي ودعم أسعار بعض المواد ذات الاستهلاك الواسع، مذكرا بأنه بالنسبة لسنة ,2012 فإن السلطات العمومية ستسعى كالعادة إلى تحقيق الهدف المسطر في هذا المجال والمتمثل في ضبط نسبة التضخم في حدود 4 بالمائة.
من جانب آخر، وبخصوص الملاحظات التي وجهها صندوق النقد الدولي للسلطات العمومية بشأن توجه الاقتصاد الوطني، أشار السيد جودي على أن الانشغال الأساسي المعبر عنه من قبل الهيئة المذكورة تركز على جانب ارتفاع نفقات التسيير والنفقات الاجتماعية، التي تشمل الزيادة في الاجور، في قطاع الوظيف العمومي وكذا التخصيصات الاجتماعية الموجهة للفئات المحرومة، في حين اعتبرت الهيئة المالية الدولية ـ حسب الوزير ـ بأن هناك توازنات ملحوظة في مجال تسيير السياسة المالية بشكل عام، مع التأكيد على ضرورة تنويع الاقتصاد الوطني، دعم السياسة الوطنية المنتهجة في السنوات الأخيرة، في هذا المجال.
وفي رده على سؤال حول المفاوضات الجارية مع مؤسسة ''فيمبلكوم'' الروسية حول التنازل عن شركة ''جازي'' أوضح الوزير بأن المفاوضات بلغت حاليا مرحلة استكمال التقييم، والتي ستتبعها عملية إعداد عقد المساهمة الذي يحدد حصص كل طرف في الشركة، مضيفا بأنه خلال هذه المرحلة ستقوم الدولة باختيار ممثلها العمومي الذي سيتولى تسيير حصصها في الشركة، والذي قد يكون حسبه ''مؤسسة عمومية أو شركة استثمار أو الدولة مباشرة''، ليعرب في الأخير عن أمله في أن تنتهي كل العملية ويتم ضبط عقد التنازل مع نهاية الثلاثي الجاري.
واغتنم الوزير فرصة لقائه مع الصحفيين، ليذكر بالجديد الذي جاء به قانون الصفقات العمومية الذي دخل حيز التطبيق، أول أمس، حيث أشار إلى أن هذا القانون يسهل بعض العمليات في إطار الصفقات العمومية، لا سيما من خلال إنشاء لجان قطاعية على مستوى كل وزارة، كما يعطي إمكانيات للمؤسسات الصغيرة لتساهم في بعض الخدمات الصغيرة في إطار الصفقات العمومية، قد تصل إلى حدود 20 بالمائة من تلك الصفقات.
 

انتقل إلى رحمة الله صباح أمس بالمستشفى العسكري لعين النعجة (محمد الصغير نقاش) بالجزائر العاصمة الوزير السابق في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عبد الحميد مهري عن عمر يناهز 85 سنة حسب ما علم لدى عائلة الفقيد. وستشيع جنازنه اليوم بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة بعد صلاة العصر.
ويعد الفقيد عبد الحميد مهري الذي شغل منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني من سنة 1988 إلى 1996 أحد رموز الثورة الجزائرية ووجوهها البارزة، حيث كان مجاهدا وسياسيا ودبلوماسيا ترك بصماته قبل وبعد الاستقلال.
والمرحوم من مواليد 3 أفريل 1926 بالحروش (ولاية سكيكدة)، زاول دراسته بالمدارس الحرة الجزائرية لينتقل بعدها إلى تونس حيث درس اللغة والأدب العربيين بجامعة الزيتونة.
انخرط الفقيد في صفوف حزب الشعب الجزائري حيث شغل منصب عضو باللجنة المركزية للحزب من 1951 إلى غاية .1953 اعتقل في نوفمبر 1954 وبقي في السجن إلى غاية 1955 ليلتحق بعدها بالقاهرة أين تم إرساله إلى دمشق بصفته الممثل الدائم لجبهة التحرير الوطني. كما شارك أيضا في مؤتمر طنجة الذي ضم مسؤولي أهم الأحزاب المغاربية.
وشغل الفقيد العديد من المناصب في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية حيث تولى منصب وزير شؤون شمال افريقيا من 1958 إلى 1959 ثم وزير الشؤون الاجتماعية والثقافية (1959 إلى غاية 1961).
وتولى المرحوم منصب الأمانة العامة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ثم منصب الأمين العام للحزب.
مهنيا، شغل الفقيد مناصب أخرى من بينها مدير المدرسة العادية لبوزريعة (1964 إلى 1970) والأمين العام لوزارة التعليم (1970 إلى 1977) ثم مدير المدرسة الوطنية لبوزريعة (1978 إلى 1979).
وفي المجال الدبلوماسي عين الفقيد سفيرا للجزائر بباريس سنة 1984 ثم سفيرا للجزائر بالرباط سنة .1988
كما شغل الفقيد منصب المندوب الدائم للجمهورية الجزائرية لدى منظمة اليونسكو ويعد أيضا أحد المبادرين بعقد سانت إيجيديو (جانفي 1994) وأحد الموقعين على النداء من أجل السلم (1996).
وعلى إثر وفاة المناضل والوزير الأسبق بالحكومة الجزائرية المؤقتة، بعث السيد عبد العزيز زياري ببرقية تعزية إلى عائلة الفقيد ذكر فيها بمناقب الفقيد حيث قال: ''لقد كرس الفقيد حياته من أجل استقلال الجزائر منذ أن انخرط في حزب الشعب الجزائري وفي حركة أنصار الحريات الديمقراطية.. وبوفاته تفقد الجزائر أحد رجالها العظماء الذين تركوا بصماتهم في مسار كفاحها التحرري وبنائها الوطني''، ويضيف ''على إثر هذه الفاجعة الأليمة أتقدم بأسمى ونيابة عن كل نواب الشعب خالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد وذويه''.
كما اعتبرت العديد من الأحزاب السياسية أنه برحيل عبد الحميد مهري تكون الجزائر خسرت ''مجاهدا أصيلا'' و ''أحد الأعمدة البارزة'' للساحة السياسية الوطنية.
و في اتصال مع (واج) إعتبر السيد قاسة عيسي القيادي بحزب جبهة التحريرالوطني وفاة مهري ''خسارة كبيرة'' للجزائر و للساحة السياسية الوطنية مشيرا إلى أن المرحوم ''كان مربيا قبل أي شيئ أخر''.
و اضاف قائلا ''لقد أعطى الراحل للسياسة مضمونا أخلاقيا و كان يتميز باليقظة للتنبيه حول المشاكل الحقيقية التي تواجه البلاد مع تقديم الحلول المناسبة لها من أجل ضمان تقدم و ازدهار الجزائر''.
من جهته أكد الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي أن الحزب تلقى بـ''بالغ التأثر'' و ''عميق الأسى'' نبأ انتقال عبد الحميد مهري إلى عفو الله ''هذه القامة الوطنية السامقة الذي أفنى عمره في تحرير البلاد و خدمتها''.
إن رحيله - يضيف السيد شرفي- ليمثل اليوم حزنا عميقا و ألما شديدا للشعب الجزائري قاطبة باعتباره رمزا من رموز الوطنية الخالدة''.
أما القيادي بحركة مجتمع السلم السيد محمد جمعة فقد وصف مهري بـ''الشخصية
الجزائرية المحترمة جدا'' و''المقدرة من كل الطبقة السياسية'' و بـ''المجاهد الأصيل و النزيه'' بشهادة الجميع.
لقد كان الفقيد يسعى دائما إلى إيجاد التوافق بين كل الجزائريين من أجل مصلحة الوطن'' يقول السيد جمعة الذي اعتبر وفاة عبد الحميد مهري''خسارة كبيرة'' ليس لأهله فحسب و إنما للجزائر و لكل الأمة العربية. أما الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية السيد علي العسكري فقد أكد في تصريح مقتضب أن الفقيد ''كان رجلا بارزا سعى دائما من أجل بناء جزائر الديمقراطية''.
العضو القيادي بحزب العمال السيد جلول جودي سجل من جهته أن وفاة مهري ''خسارة كبيرة للجزائر لاسيما والبلاد في حاجة إلى أفكاره النيرة'' مضيفا أن الراحل كان ''مناضلا صادقا'' و ''متفانيا في عمله'' و ''يسعى دائما لإيجاد الحلول السلمية لمختلف المشاكل و المحن التي مرت بها البلاد''.
و أشار إلى أن المواقف التي عبر عنها الراحل خلال استضافته من قبل هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية كانت ''متقاربة '' مع اقتراحات حزب العمال.
من جانبه اعتبر السيد عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة و التنمية (قيد التأسيس) أن الراحل عبد الحميد مهري ''لم يكن للجزائر وحدها بل كان للعالم العربي و الإسلامي كله'' مشيرا إلى أن تأثير الفقيد ''لم يقتصر على الجزائر وحدها بل امتد إلى ساحات العمل العربي أجمع'' معتبرا موته ''مصيبة عامة يتشاطر في الحزن عليها كل أبناء الوطن العربي و الإسلامي''.
و جاء في برقية الرئيس بوتفليقة: ''إلى بارئها فاضت روح المجاهد و المناضل الأستاذ عبد الحميد مهري أبرا المولى روحه الطاهرة و آواها في رحاب جنات الخلد و النعيم''. 
و أضاف رئيس الجمهورية بقوله ''لقد نذر فقيد الجزائر كل حياته لخدمة الوطن والشعب إذ تعلقت همته منذ غضاضة العمر بالمثل السامقة في الحرية و العدالة و السيادة في زمن هتك صفاءه ظلم الاستعمار''.
و جاء في نص البرقية أيضا : ''فما استكان الراحل على مدى العقود الخالية و لا كلت إرادته منذ أدرك الحق إذ انتمى يافعا إلى صفوف الحركة الوطنية مناضلا بوعي متقدم إلى أن اندلعت الثورة الظافرة فكان واحدا من أبنائها العاملين المجتهدين بما أتاه الله من رجاحة عقل و نباهة و حكمة فأدى واجبه على أكمل وجه حتى إذا وضعت الحرب أوزارها و انتزع الشعب حقه في الحياة الكريمة طفق الراحل بنفس الإرادة و التصميم مع كل المخلصين من أبناء الجزائر يعمل و يوجه و يشارك الجماهير إن في مجال
الإدارة أو النضال السياسي و الثقافي''.
و أضاف رئيس الدولة في برقيته: ''و لئن غيب الموت الأستاذ عبد الحميد مهري جسدا فإنما ذكراه باقية في القلوب و رصيده النضالي و إخلاصه الوطني ذخرا تقتدي بهما أجيال الجزائر في الاستمساك بتلك القيم الخالدة التي من شأنها عاش و مات على غرار كل المخلصين من أبناء هذه الأمة''.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)