الجزائر

الرئيس التركي يدعو القذافي إلى الرحيل بريطانيا وفرنسا تقترحان حلا سياسيا ودبلوماسيا لحرب ليبيا



 جاءت المفاجأة أمس على لسان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي أعلن عن مبادرة جديدة مع بريطانيا، ترمي إلى التوصل إلى ''حل سياسي ودبلوماسي'' لأزمة ليبيا. جاء ذلك في ندوة صحفية نشطها بعد اختتام القمة الأوروبية التي عقدت خلال يومين في العاصمة البلجيكية بروكسل.
''إن المرحلة القادمة هي قمة لندن''، يقول ساركوزي، إذ ينوي أصحاب مبادرة الحرب على ليبيا (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا) عقد قمة تقييم لأسبوعين من القصف المتواصل على ليبيا، تعقد يوم الثلاثاء بلندن. وينوي هؤلاء دراسة ''القيادة السياسية'' للعمليات والتطرق للمراحل القادمة من الحرب والسلم.
وأوضح الرئيس ساركوزي ''بدون تأكيد، كامرون وأنا سنقترح حلا مشتركا. ستكون المبادرة فرنسية-بريطانية تؤكد بأن الحل ليس حربيا فقط، سيكون حتما حلا سياسيا ودبلوماسيا''.
ثم توجه ذات اليمين مخاطبا المستشارة الألمانية ''نحن نعمل بتنسيق وطيد مع كامرون، لكن ذلك ليس ضد السيدة مركل''، كما قال. وأضاف ''أنا لا أريد أن تكون نقطة خلاف بين فرنسا وألمانيا''.  وخاطب سيف الإسلام القذافي وطالبه بالتخلي عن والده. ثم دار ذات اليسار، فدعا الثوار إلى حضور قمة لندن الثلاثاء القادم، وكأنه يريد رد الجميل للاتحاد الإفريقي الذي فضل جماعة القذافي على الثوار.
ليشرع بعد ذلك في تبرير اعترافه بالثوار لإحداث ''الصدمة''، كما قال، ''لأن المجموعة الدولية لم تكن تع حجم خطورة الوضع في بنغازي''. وذكّر بالمناسبة أن سكان بنغازي كانوا معرضين لمجزرة حقيقية لو لم يتحرك مجلس الأمن.
جاء هذا التصريح الجديد في التوجه الذي اختارته فرسنا منذ بداية التوتر في ليبيا، بعدما فشل ساركوزي في فرض وجهة نظره بإبعاد الناتو عن قيادة العمليات. فبعد توكيل الحلف بهذا الدور يوم الخميس، في قمة الاتحاد الأوروبي، استشفت تركيا من حكام باريس، حيث قال وزيرها الأول طيب رجب أردوغان إن ''فرنسا خارج اللعبة''، وقال ''أري أن الشيء إيجابي عندما تبقى فرنسا خارج اللعبة، خاصة فيما يتعلق بمسار الأحداث بليبيا''.
أما الرئيس عبد الله غول فطلب صراحة من العقيد القذافي التنحي من الحكم لتمكين التغيير في بلاده. ورحب بدوره بقيادة الناتو لعمليات التنسيق الحربي في ليبيا. وكانت تركيا قد عارضت التدخل العسكري في ليبيا ثم تراجعت وشاركت بغواصة وبواخر حربية. إذ يعتبر تصريح الرئيس غول تحولا كبيرا في الموقف التركي، لكن هذا الأخير ذكر أن بلده استغرب ''البدء في القصف'' قبل التفكير في ''استراتيجيا الخروج من الأزمة'' كما أشار.
ويرى المراقبون أن التعنت التركي في مواجهة التعنت الفرنسي له مسببات أعمق، تعود إلى الموقف الفرنسي الثابت في معارضتها الالتحاق بالاتحاد الأوروبي، فكانت فرنسا أكثـر تشنجا من غيرها في إبعاد تركيا عن الفضاء الأوروبي. ذلك ما جعل ربما تركيا تتشبث بالموقف الذي يقلق فرنسا في قضية الناتو.
وأثنى من جانبه، أمس، وزير الخارجية البريطاني، وليام هاغ، على قرار تخويل الناتو قيادة العمليات، حيث قال ''أظن أنه، بعد أيام، سيتمكن الناتو من قيادة العمليات، بمساهمة الدول العربية المشاركة أيضا'' في الحرب على ليبيا. وقال وزير خارجية إيطاليا إن الناتو سيأخذ بزمام الأمور غدا أو بعد غد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)