الجزائر

الرئاسيات تفرّق "دم" الإسلاميين في ظل ترشحات معلنة وأخرى منتظرة لقادة التيار



الرئاسيات تفرّق
يتجه رموز التيار اإسلامي في الجزائر نحو تعدد الترشيحات للرئاسيات القادمة. ورغم وجود تحالف سابق خاضت بموجبه ثلاث تشكيلات إسلامية الانتخابات التشريعية والمحلية، إلا أن موعد الرئاسيات مزّق وثيقة تحالف الجزائر الخضراء، بعدما أعلن زعيم حمس عبد الرزاق مقري عن ترشحه لرئاسيات 2014 دون الحديث أو العودة إلى شريكيه في النهضة والإصلاح، بينما يتجه جهيد يونسي نحو إعلان ترشحه للرئاسيات القادمة في ثاني تجربة يخوضها بعد تجربة 2009. كما قد تقدّم حركة عبد الله جاب الله زعيمها مرشحا للاستحقاقات القادمة.خريطة التيار الإسلامي وفق هذا التوزيع الجديد تبدو ممزقة دون بوصلة، ولا وحدة في الأهداف المرحلية على الرغم من الخطاب السياسي الذي يركز على ضرورة العمل على إيجاد إستراتيجية فعالة لمواجهة التحديات السياسية. فهل فقد الإسلاميون حكمتهم؟
كل المؤشرات تؤكد أن الإسلاميين سيخوضون الانتخابات الرئاسية مشتتين، مما يزيد من شكوك الرأي العام في الأهداف الحقيقية المرجوة لهذا التيار من خوضه تجارب محكوما عليها بالفشل مسبقا، كما أن هذا التيار لم يستوعب تجارب نظرائه في دول عربية أخرى كمصر مثلا وعلى كافة المستويات والجوانب، فضلا عن أن حركة حمس مثلا ظلت طيلة الأشهر القليلة الماضية تخوض لقاءات ماراطونية لزعيمها الجديد مع أحزاب غير إسلامية لتوحيد جهود خوض الرئاسيات بشكل توافقي. فهل قبل الإسلاميون بالتحالف مع غيرهم والابتعاد عن بعضهم ؟
هنالك الكثير من التحاليل التي تؤكد أن صراعا خفيا وسباقا معلنا يخوضه الإسلاميون فيما بينهم للتموقع وكسب قواعد تشكل "خلايا انتخابية نائمة"، وهذا ما يفسّر الصعوبة البالغة في التواصل بينهما، لدرجة أن شخصية مثل عبد الله جاب الله لا يتردد في أن يسر لصحفيين أو مقربين منه أن تجاربه المرة مع أبناء تياره جعلته لا يثق فيهم، وأن المؤمن لا يلدغ من حجر مرتين. ويعتبر تكتل الجزائر الخضراء الإطار الوحيد الذي خاض فيه عدد من الإسلاميين تجربة الانتخابات موحدين. ويبدو أن الإعلانات المنفردة لقادة الأحزاب الإسلامية بشأن ترشحهم لرئاسيات 2014 ساقته نحو مثواه الأخير.
ومن الواضح جدا أن التيار الإسلامي يعيش نفس سيناريوهات الماضي القريب، حيث تتفرق أصواته وجهوده بمجرد حلول الاستحقاقات الهامة والمصيرية. والكثير من قواعد هذا التيار تتساءل عما إذا كان التيار الإسلامي يملك فعلا رؤية ناضجة تجاه هذه القواعد التي تبدو أكثر وعيا من القيادات، وهذا الخطأ الذي نلمسه في غالبية التيارات والتشكيلات السياسية ببلادنا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)