الجزائر

... الذي يبرر الضربة على سوريا.. سيبررها على الجزائر



... الذي يبرر الضربة على سوريا.. سيبررها على الجزائر
“لا توجد ثورة وطنية تتوسل تدخلا أجنبيا”. هذا ما علق به الشاعر أدونيس على ما يعيشه الشارع العربي من انقسام حول سوريا، بل على موقف السوريين أنفسهم، ومنهم المعارضة التي تتوسل ضربة أمريكية ضد نظام الأسد، مع أن الضربة الامريكية لن تمس الأسد، وإنما الجيش السوري مثلما أكد أوباما على ذلك مرارا.لكن ماذا عن أنصار المعارضة والجيش الحر في بلادنا؟
رئيس مجتمع السلم وخليفة بوڤرة سلطاني، عبد الرزاق مقري، نشر في مقال له على موقع الحركة، مقالا طويلا عريضا، يبرر فيه موقف الحركة من الضربة الأمريكية على سوريا، متعللا بما ورد في سورة الحجرات، ولأن السورة لا تفي بالغرض، وجد له فقها مكملا، يعلل تدخل القوة الأجنبية لأن وجود قوة إسلامية قادرة على ضرب “النظام السوري الظالم، لتخليص الشعب السوري من هذا النظام المجرم” هي طوباوية، فلا توجد قوة إسلامية قادرة على توجيه ضربة لنظام بشار.
مقري لم يأت بجديد، واجتهاده العبثي ما هو إلا توقيع على القرارات التي اتخذت في إسطنبول. فموقف إخوان الجزائر لا يمكن أن يأتي مخالفا لإخوان تركيا، التي هي حليف أساسي لأمريكا في المؤامرة على سوريا، وهي أول من دق طبول الحرب على نظام بشار، ولا تكتفي بضربة محدودة بل تريدها شاملة ولا تتوقف إلا بالإطاحة ببشار.
ومع أن الموقف الرسمي الجزائري هو ضد هذه الضربة، مثلما هو شأن موقف أغلب سكان المعمورة، إلا أن ولاء زعيم حركة نحناح، هو لتنظيمه وليس للدولة الجزائرية.
موقف حمس يحذرنا من جديد من هذه الحركة، في حالة تعرضت الجزائر إلى مكروه ما لا قدر الله. ولا شك أن حركة مقري، ستنضم إلى القوى التي قد تتكالب على البلاد، تماما مثلما هي جبهة النصرة اليوم على سوريا. ولن نتوقع خيرا من هؤلاء بعد الآن، بعدما انساقت الحركة وراء تنظيم الإخوان نهائيا، مبتعدة عن السياق الذي رسمه لها زعيمها السابق محفوظ نحناح رحمه الله.
فالحركة على غرار الأحزاب الإسلامية الأخرى ومنذ تبنت مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي كانت تراها كفرا، فالحكم لله وحده، ولا حقوق للناس غير تلك التي تفسرها التنظيمات الإسلامية، صارت تدعم مواقف الدول الاستعمارية الجديدة، سعيا منها لمكاسب سياسية، مثل التي حققتها نظيراتها في بعض البلدان العربية.
لا بأس، مقال عبد الرزاق مقري، قال لنا بالحرف الواحد إن عدو الجزائريين مستقبلا هم هؤلاء المنضوون تحت الحركة، وهم من سيفتح أبواب البلاد أمام أي عدوان في المستقبل باسم الذرائع المختلفة؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)