الجزائر

الذكرى الرابعة لرحيل مصطفى الأشرف المثقف الذي حقق التوافق بين الريف والمدينة



تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيل المفكر الجزائري مصطفى الأشرف، وهو أحد مؤسسي الفكر الجزائري في بعده النضالي ضد الاستعمار.
ينتمي الأشرف  لعائلة ذي أصول عريقة. كان والده باش عادل المحكمة. أما والدته، فتنتمي إلى إحدى أكبر العائلات الأندلسية التي استقرت بالجزائر العاصمة (القصبة) عقب سقوط الأندلس سنة .1492 وقد مكنه هذا الانتماء المزدوج من تحقيق التوافق بين التقليد والحداثة، وربط الحاضر بالتاريخ. وأضاف لهذه الازدواجية توافقا آخر بين المدنية والبداوة. ولد مصطفى الأشرف في سيدي عيسى التي تعد كمركز شبه حضري يتعايش مع البداوة. ومن هذه الازدواجية وضع الأشرف أسس نظريته الثورية التي تعتمد على فئة الفلاحين باعتبارها الفئة الثورية، وعلى المراكز الحضرية لتحقيق الملك أو الدولة، بتأثير من النظرية الخلدونية، كما يبدو في جل مؤلفاته، وبالأخص في كتاب ''الجزائر: الأمة والمجتمع''..
وكتب الأشرف في مذكراته ''أسماء وأمكنة'' أنه لم يجد أي صعوبة في التأقلم مع الوسط الحضري، حينما انتقل للدراسة في الجزائر العاصمة، فقد كان يملك من الثقافة المزدوجة، ما مكنه من التأقلم السريع، والتنقل بين الثقافتين العربية الإسلامية والغربية، مع التوصل إلى استنتاج مغاربي.
اعتقل الأشرف، الذي كان عضوا فاعلا في حزب الشعب الجزائري، رفقة أربعة من قادة الثورة يوم 22 أكتوبر 1956 إثر عملية القرصنة الجوية على الطائرة التي كانت تقلّهم من الرباط إلى تونس، وسجن إلى غاية سنة .1961 ساهم في تحرير ميثاق طرابلس. ودعا إلى التأسيس ''لثقافة وطنية ثورية وعلمية''، وحاول تحقيق هذه المبادئ لما عيّنه الرئيس هواري بومدين سنة 1977 في منصب وزير التربية الوطنية. لكنه سرعان ما عاد إلى النشاط الدبلوماسي، إلى غاية تقاعده سنة .1984


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)