الجزائر

الدولة والرو ابط الاجتماعية من اجل مقاربة سوسيولوجية



يقول مكيافيلي في مجال السياسة الواقعية: " لما كان من قصدي أن أكتب شيئا يستفيد منه من يفهمون، فاني أرى أنه من الأفضل أن أمضي إلى حقائق الموضوع بدلا من تناول خيالاته، لا سيما و أن الكثيرين قد تخيلوا جمهوريات و إمارات لم يكن لها وجود في عالم الحقيقة و أن الطريقة التي نحيا فيها، تختلف كثيرا عن الطريقة التي يجب أن نعيش فيها، وأن الذي يتنكر لما يقع سعيا منه وراء ما يجب، إنما يتعلم ما يؤدي إلى دماره بدلا مما يؤدي إلى الحفاظ عليه". يقر أغلب الملاحظين على أن الدولة تعتبر أكبر ابتكار سياسي شهدته المجتمعات الإنسانية عبر الأزمنة. فحسب رواد الفلسفة السياسية، مثل المفكرين كميكيافيلي وهوبز و لوك و روسو وابن خلدون وابن رشد وهيغل... أصبحت تمثل الدولة في نظرهم حقيقة اجتماعية، اقتصادية و ثقافية ، فأي مجتمع لا يستطيع أن ينشر التطور الحضاري و التنمية الشاملة بدونها ، فحتى و إن اختلفت المنطلقات و التحاليل و وجهات النظر ، نجد شبه إجماع بين الباحثين حول قوة هذا الجهاز السياسي ، و ما يترتب عنه من قوة في آفاق التقدم و تحقيق الوحدة في كنف الحرة العقلانية . تعتبر الدولة مؤسسة سياسية حسب عبارة ماركس فيبر وهي تنظيم عصري و حديث ، أنشأها المجتمع من أجل تجاوز أطره التقليدية ، التي تتركز و تبنى على أساس رابطة الدم (Le lien du sang ) أو رابطة بيولوجية أو دينية أو قبلية ...الخ مثل التنظيمات السابقة على الدولة كالقبيلة و العشيرة . و يمكن القول بأن القرابة تتحدد في أحد معانيها في ضوء العوامل البيولوجية، فالفرد يرتبط بأبيه وأمه بسبب مولده. كذلك يرتبط الأب والأم يبعضهما البعض بسبب معيشتهما المشتركة. إلا أن هذه العلاقات البيولوجية لا تحدد حتما طبيعة القرابة. إذ يتضح لنا أن القرابة هي ظاهرة سوسيولوجية ترتبط بالظواهر البيولوجية ولكنها لا تتطابق معها بحال من الأحوال. ويمكن القول بأن العلاقات البيولوجية ليست سوى نقطة بدء لظهور المفاهيم السوسيولوجية. فالدولة هي شكل أرقى من التنظيمات السابقة ، هدفها هو تشكيل المجتمع على أساس روابط اجتماعية حديثه ، كيف ذلك ؟

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)