الجزائر

"الدوفيز" يشتعل في بورصة "السكوار"



لجوء الدول النفطية إلى شراء السنداتالأمريكية سيحطم الأورومع استمرار تقلب أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة بين الهبوط ثم الصعود واستقراره عند سقف منخفض نسبيا خلال المرحلة الأخيرة، وضع رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين في ورطة كبيرة جعلتهم يتدافعون إلى تحويل أرصدتهم وما يملكون من العملات الصعبة من العملة الأوروبية إلى الدولار الأمريكي، حيث شهدت حركة صرف العملات في الجزائر حركية واسعة خلال الأيام الأخيرة سواء عن طريق القنوات الرسمية في البنوك أو عن طريق السوق السوداء، حيث أصبح سوق "السكوار" محجا للعديد من كبار المتعاملين الاقتصاديين في الجزائر الذين قاموا برفع أسعاره خلال الفترة الأخيرة، حيث وصل سعر صرف العملة الأمريكية إلى مستويات قياسية يتوقع استمرارها خلال المرحلة المقبلة، إذ وصل سعر صرف الدولار في السوق الرسمية إلى ما يقارب 93 دينارا، فيما وصل سعر صرفه إلى 130 دينارا عند البيع و135 دينارا عند الشراء.ويؤكد خبراء الاقتصاد، أن مستويات أسعار العملة الأمريكية مرشحة للارتفاع خلال المرحلة المقبلة أمام سلة العملات الصعبة خاصة العملة الأوروبية التي يتوقع أن تشهد أسوأ فتراتها خلال المرحلة المقبلة في حال انتقلت عدوى الاستغناء عن التقشف من اليونان إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي في مقابل استمرار تنامي سعر العملة الأمريكية مدعمة باستقرار أسعار النفط عند مستويات تحوم حول 60 دولارا للبرميل في ظل الاستقرار الهش لمعدلات النمو التي يعول عليها كثيرا خلال المرحلة المقبلة لاستعادة نشاط السوق النفطية العالمية التي تعرف فائضا إنتاجيا يقدر بحوالي 1.5 ملايين برميل تسبب في تهاوي أسعار الذهب الأسود بأكثر من 60 بالمائة في أقل من 6 أشهر.ويرجح الخبراء أيضا استمرار سعر الدولار في الارتفاع بسبب تزايد المخاوف من انهيار الاقتصاد في أوروبا الذي جعل الإقبال على العملة الأمريكية في تزايد، دافعا الخبراء إلى القول إن سعر الدولار خلال الفترة المقبلة سيصل إلى مستويات قياسية لم يصلها حتى خلال الأزمة المالية العالمية سنة 2008 في حال استمرار كبار الدول المنتجة للنفط في شراء السندات المالية الأمريكية كنوع من أنواع التأمين الاقتصادي التي دعمت خزينة الولايات المتحدة الأمريكية خلال المرحلة السابقة بحوالي 100 مليار دولار عن كل دولة اشترت السندات. وتعلن المؤشرات إنذارا بانهيار اسعار قريب للدينار في ظل التراجع المستمر لأسعار النفط التي وصلت حسب المتتبعين إلى المستويات التي تعتبرها الجزائر خطوطا حمراء، حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات ونزلت تحت عتبة ال70 دولار المرشحة كذلك للانخفاض تحت سعر 60 دولار خلال الفترة المقبلة مما يدفع الخبراء إلى التحذير من تأثر احتياطات الصرف الجزائرية خلال المدى القصير والمتوسط، حيث يتم تحديد قيمة العملة الوطنية بناء على ثلاثة أسس هي سعر النفط واحتياطيات النقد الأجنبي، الإنفاق العام وفرق الإنتاجية بين الجزائر وشركائها الأجانب، خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)