الجزائر

الدرس والعبرة



حلّت أمس الذكرى السادسة و الخمسون لتجسيد اتفاقيات إفيان والمتمثلة في وقف إطلاق النّار بعد ثورة دامت سبع سنوات و نصف قادها الشعب الجزائري ضد فرنسا وافتك من خلالها استقلاله و يعرف هذا اليوم ىعيد النصر الذي تحييه الجزائر في 19 مارس من كل سنة، تاريخ إعلان وقف إطلاق النار في حرب التحرير الوطنية التي قطعت شوطا كبيرا من الكفاح المسلح، وبعدما ثبتت أقدامها جيدا، وأعطاها مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 نفسا قويا، وتنظيما محكما على مستوى الهياكل وكان وقف اطلاق النّار كنتيجة للتوافق في مفاوضات ايفيان بين الحكومة الجزائرية المؤقتة وفرنسا ممثلة في وفدها الذي قاده جوكس وعن الجانب الجزائري كل من كريم بلقاسم وسعد دحلب ومحمد الصديق بن يحيى ولخضر بن طوبال ورضا مالك ومحمد يزيد وعمار بن عودة والصغير مصطافي. وما أضاعته فرنسا عسكريا والتي تأكدت أنّ حل الأزمة لن يكون عسكريا زادت و أضاعته سياسيا أمام تصلب موقف الوفد الجزائري والذي لم يتنازل عن شبر من الأرض ولا من الثروة التي أسالت لعاب باريس بعد اكتشاف البترول في الصحراء الجزائرية .اتفاقيات إفيان اختصرت محادثات و مفاوضات شاقة بدأت في ماي 1961 حاولت من خلالها فرنسا أن تلعب على جميع الأصعدة وبمختلف الطرق الملتوية لتمديد بقائها في الأرض وغرف المزيد من خيرات الجزائر التي حرم منها الشعب ومات دونها 132 سنة ، كما كانت المفاوضات الدافع لموازنة بين العمل السياسي والنشاط الدبلوماسي وتواصل حضور القضية في كل المحافل الدولية بدءا بالدورة العاشرة للأمم المتحدة مرورا بالمؤتمرات الدولية .

19 مارس ذكرى خالدة في مسيرة كفاح الشعب الجزائري، فهي ثمرة مقاومة وجهاد وثورة و نضال امتدت من 1830 إلى 1962 يقودها شعب لم يكل ولم يمل لإيمانه بأنّ القضية عادلة و لابد للأرض أن تعود إلى أصحابها وتعود معها الكرامة والكبرياء، فالشعب خاض ثورة في وجه أعتى قوات العالم في القرنين الماضيين فأخضعت ثورة التحرير بثباتها وصلابتها المعتدي وأرغمته على التفاوض مع الممثل الشرعي والوحيد للثورة والشعب. وانطلق في فاتح جويلية الاستفتاء على تقرير المصير في كل أنحاء القطر ، وكان إعلان النتائج في اليوم الموالي.
وبعد الاعتراف بالاستقلال من طرف الحكومة الفرنسية تم تحديد يوم 5 جويلية 1962 كموعد رسمي للاستقلال و يشكل عيد النصر محطة فارقة في تاريخ الثورة المجيدة فقد قاده 19 مارس إلى استرجاع حق الجزائريين في الحياة بكرامة و سؤدد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)