الجزائر

الدبلوماسية الاستباقية



لا يختلف اثنان على أن الرصيد الدبلوماسي الجزائري ثري و غني و يؤهلها لاستعادة زمام المبادرة لمعالجة العديد من الأزمات الإقليمية المعقدة و على رأسها الأزمة الليبية المرتبطة أساسا بأمننا القومي و التي لم يعد منطق النأي بالنفس أو الحياد السلبي يطفئ ألسنتها الملتهبة و المتصاعدة يوما بعد يوم فوجب التدخل الفوري بمعادلة الدبلوماسية الاستباقية و الوقائية في الملف الليبي على أعلى مستوى و هو ما نوه به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أول خطاب له للأمة عقب أداء اليمين الدستورية .و بالرغم من تعقد المشهد السياسي الليبي و حرب الوكالة القائمة على ترابه بين دول كبرى و إقليمية تبحث عن موضع قدم لها في شمال إفريقيا يربطها بأوربا و يكون بوابتها نحو العمق الإفريقي و يمدها بالمنتجات الطاقوية و يمنحها شيكات على بياض لإعادة إعمار ليبيا بعد هدمها و دكها على رؤوس أبنائها إلا أن للجزائر هامش مناورة كبير يمكنها من خلاله فرض تصورها في انفراج الأزمة وفق حلول سياسية تُحيِّد السلاح القادم من الشرق و الغرب و تفتح قنوات للحوار بين الأشقاء الأعداء تحت مظلة الشرعية الدولية و وفق مخرجات تضمن السيادة و الوحدة الترابية و الشعبية الليبية و هي تعول في ذلك على عدة ركائز من أهمها أن الجزائر و على مر التاريخ لم يكن لها أطماع في خيرات جارتها و لم تتدخل في صراعاتها و هي تقف على نفس المسافة من جميع المتحاربين بما فيهم اللاعبون الدوليون و الإقليميون المتورطون في الأزمة الحالية و تتمتع بقبول في الحاضنة الاجتماعية الليبية خاصة القبلية منها ، كما أنها تستمد قوتها الدبلوماسية من قوة جيشها و جاهزيته و الذي أضحى معادلة إقليمية لها وزنها في المنطقة بالإضافة إلى أنها استعادت استقرارها السياسي بعد انتخاب الشعب للرئيس تبون في انتخابات شهد العدو قبل الصديق بنزاهتها .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)