الخيارات العديدة أمام حليلوزتيش.. سلاح بحدّين

تغيرت وضعية محترفي المنتخب الوطني، في مشوارهم الاحترافي نحو الإيجاب، منذ فترة التحويلات الشتوية (ميركاتو)، بفضل تغيير اللاعبين لأنديتهم، بحثا عن ضمان أكثر مشاركة ومنه ضمان تواجدهم في القائمة الخاصة بخوض مونديال البرازيل الصيف المقبل، بل وضمان مكانة أساسية في كتيبة البوسني وحيد حليلوزيتش، الذي قالها عدة مرات:" من أراد المشاركة في المونديال فما عليه سوى الانتظام في اللعب مع ناديه."كانت الفرصة مواتية أمام عدد من لاعبي المنتخب الوطني منذ أيام لتغيير الأجواء والانضمام إلى فرق تمنحهم فرصة المشاركة بانتظام حتى الصيف المقبل، (موعد كأس العالم بالبرازيل)، فشكلت انتقالات غولام (سانت إيتيان الفرنسي)، يبدة غرناطة )الإسباني)، بلفوضيل (الإنتر) ومصباح، إلى أندية نابولي الإيطالي، وأودينيزي، وليفورنو (للثنائي الأخير) على التوالي، ديناميكية "نفسية" لدى الجماهير الجزائر والطاقم الفني للخضر، الذي أصر دوما على انتظام لاعبيه في اللعب مع أنديتهم.بدايات موفقة مع الأندية الجديدةما يريح الجميع بشأن هؤلاء اللاعبين ليس فقط، تغييرهم لأنديتهم، بل لأن بدايتهم مع أنديتهم الجديدة موفقة نسبيا، حيث اندمج الظهير الأيسر غلام مع العملاق نابولي بسرعة، وكان الحظ إلى جانبه بالمشاركة في لقاءين كبيرين أمام عملاقي الكرة الإيطالية نادي روما وآسي ميلان على التوالي، حيث لعب خريج مدرسة سانت إيتيان في كلا المباراتين وقدم مردودا لا بأس به، بشهادة المدرب رافاييل بنيتيز، الذي اعترف أن الدولي الجزائري أعاد التوازن للجهة اليسرى من الفريق، رغم أنها أولى المشاركتين فقط له. كما أن مدرب ليفورنو أشاد بسرعة اندماج مصباح وبلفوضيل ضمن تشكيلته في المباراة التي واجه فيها فريقه نادي جنوة. وهو الأمر نفسه بالنسبة لحسان يبدة الذي لعب لقاء مقبولا مع أودينيزي ضد كييفو فيرونا.دخول بن طالب في حسابات المنتخب الوطنيلاعب آخر دخل حسابات المنتخب الوطني ومسؤوليه، وقيل الكثير حول إمكاناته الباهرة التي جعلت الفرنسيين والإنجليز يتصارعون على ضمه لمنتخبيهما، وهو الجزائري نبيل بن طالب، مهاجم نادي توتنهام الإنجليزي، الذي بات في شبه المؤكد أنه سيكون ضمن كتيبة محاربي الصحراء في المواعيد المقبلة، بعدما عرف رئيس الاتحاد محمد رواروة كيف يقنع اللاعب وعائلته بضرورة اختيار منتخب الأصل (الجزائر).حيث سيجعل انضمام بن طالب، هجوم الخضر أكثر قوة وتماسكا، وقدرة على زعزعة أي دفاع مهما كانت صلابته، وقد يشكل رفقة سوادني، سليماني، وفيغولي (الثلاثي أساسي في المنتخب) القوة الضاربة التي يصعب مجابهتها، في حال واصل الثلاثي المذكور بروزه مع المنتخب بنفس ظهورهم السابق في التصفيات المؤهلة للمونديال.عودة فيغولي الرهيبةموازاة مع ظهور بن طالب واقتراب انضمامه للخضر، وحسن انتقالات بعض اللاعبين إلى أندية جديدة، فلا يمكن لأحد المرور على ما بات يقدمه صانع ألعاب الخضر ونادي فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي، مرور الكرام. فالدولي الجزائري بات فعلا يقدم مستويات رهيبة وخارقة مع "الخفافيش"، وتخلّص من "ثقله" فوق الميدان، وزاد نشاطه، إلى درجة أن أصبحت عدسات الكاميرات لا تفارقه في المباريات، وفي كل هجمة خطيرة يكون "سوسو" أحد مهندسيها، وخير دليل على ذلك ما فعله اللاعب في المباراتين الأخيرتين أمام برشلونة، عندما نال لقب أفضل لاعب أمام نجوم عالمية يتقدمها ميسي، بفضل تمريرتين حاسمتين، وأداء باهر جدا، ليعيد الكرة أمام ريال سوسيداد في الجولة الأخيرة ويلعب مباراة رائعة أنهاها بهدف جميل جدا رفع معنوياته ومعنويات كل الجزائرين.حليلوزتيش قد يجد نفسه أمام معضلة تعدد الخياراترغم أن الناخب الوطني كثيرا ما تحجج بعدم جاهزية لاعبيه في عدة مناسبات رسمية أو تحضيرية، غير أنه هذه المرة قد يجد نفسه أمام وفرة وتعدد الخيارات، التي قد تشكل له صداعا حادا، بخصوص القائمة التي سيعدها للمشاركة أولا في المباريات الودية التي تسبق العرس العالمي، خاصة وأن مستوى جميع لاعبيه متقارب نسبيا، فرغم أن البوسني يرفض التغيير في كل مرة، غير أنه هذه المرة قد يجد نفسه أمام صعوبة الاختيار، بما أن الجميع قد يكون جاهزا بدنيا وفنيا، حيث يطرح سؤال مثلا: بمن سيضحي الناخب في حال انضمام بن طالب رسمي؟ وبمن سيزج ظهيرا أيسر بين غلام ومصباح؟ ومن سيفضل بين تايدر ويبدة؟.ناهيك عن مناصب أخرى مختلقة في كل الخطوط، الذي سيجد البوسني حتما صعوبة في تحديد هوية أصحابها. لذا يتخوف الكثيرون من الآن أن تشكل هذه الخيارات المتعددة والنوعية صداعا في رأس المدرب الوطني، في إرضاء لاعبيه، رغم شخصيته القوية وذهنيته العنيدة "العسكرية"،