الجزائر

الخواص يجبرون المواطنين على ''الإفطار'' بالمحطات يسيّرون مواعيد النقل حسب مزاجهم خلال رمضان



الخواص يجبرون المواطنين على ''الإفطار'' بالمحطات                                    يسيّرون مواعيد النقل حسب مزاجهم خلال رمضان
باشرت مديرية النقل بالعاصمة جملة من التعديلات على مواعيد انطلاق مختلف الرحلات البرية خلال شهر رمضان، مست المترو، والترامواي وكذا رحلات الحافلات و سيارات الأجرة مابين الولايات، بطريقة تتناسب وطبيعة الحركة وعمل المواطنين في هذه الفترة. وقد جاءت هذه الخطوة استجابة للنداءات المتكررة للمواطنين الذين يجدون صعوبة في التنقل في الفترة المسائية، خاصة في الساعات الأخيرة قبل آذان المغرب.
هي جولة استطلاعية قادتنا إلى مختلف المحطات البرية المتمركزة بعاصمة البلاد للوقوف على حركة النقل خلال شهر رمضان، الذي عادة ما يشهد تذبذبا في ساعات الرحلات، خاصة عندما يتعلق بالخواص الذين يوقفون عملهم في ساعات مبكرة من النهار من دون احترامهم ومراعاتهم للتشريعات القانونية التي تضبط عملهم، غير مكترثين بالمواطن الذي يقضي ساعات طويلة في الانتظار بمحطات النقل، مما يضطره للاستنجاد بسيارات (الأجرة) أو (الكلونديستان) الذين يجدون بدورهم غايتهم في هذه الفئة البسيطة من المواطنين، بفرض عليهم تسعيرة باهظة مقابل نقلهم تتجاوز ال700دج من بلدية إلى أخرى.
الناقلون يفرضون
قانونهم الخاص

هو ما وقفت عليه (الشعب) بمحطة النقل بتافورة ومحطة أول ماي، حيث كانت الساعة تشير إلى تمام الرابعة ونصف مساءا عند وصولنا إلى محطة تافورة، حيث وجدنا عددا كبيرا من المواطنين ينتظرون وهم في غاية التذمر والغضب. وعند استفسارنا عن سبب هذا الاستياء، قال أحدهم لنا أنه ينتظر منذ أكثر من ساعة قدوم الحافلة التي تشغل بالخط الرابط بين تافورة والرغاية، لتقله إلى مقر سكناه غير أنها تعطلت جاهلا سبب تأخرها، فهل هو راجع إلى الاكتظاظ في حركة المرور أو أن رحلات النقل بهذا الخط قد توقفت؟.
واستطرد محدثنا يقول: «كل هؤلاء ينتظرون وصول الحافلة، ما يعني أن المركبة القادمة التي قد تصل وإن وصلت، لن تكفي لنقلهم كلهم. ما قد يتسبب في صراع ما بيننا للظفر بمكان في الحافلة ولو حتى واقفين»، هو رأي الكثيرين ممن وجدناهم ينتظرون كل حسب الوجهة التي يريد الذهاب إليها .
وعن سبب هذا النقص الفادح في وسائل النقل بهذه المحطة المركزية المعروفة بنشاطها باعتبارها تربط وسط العاصمة بمختلف الجهات الشرقية والغربية والجنوبية للولاية، قال كريم موظف بالبريد المركزي: «هو حال المحطة منذ أن حل علينا هذا الشهر الفضيل، حيث يتوقف الناقلون الخواص عن العمل في ساعات مبكرة، لا تتناسب والتوقيت المفروض علينا في الإدارة ما يجعلنا في حيرة من أمرنا عن كيفية الالتحاق بمقر سكنانا ''قبل أذان المغرب''.
وأضاف كريم: «أن هذا الحال يجعلني في كل مرة أترك مقر عملي ساعتين قبل انتهاء الدوام للحاق بالحافلة التي تقلني إلى بيتي ببلدية بئر خادم»، وهو ما تقاطع فيه الكثير من محدثينا، حيث أكدوا في السياق ذاته، أنهم يضطرون إلى إنهاء عملهم مبكرا للالتحاق بمنازلهم قبل آذان المغرب.
وبمحطة (أول ماي) عبر عدد من المواطنين ممن تحدثوا ل(لشعب) أن النقل خلال شهر رمضان أصبح (كابوسا حقيقيا)، حيث يجدون صعوبات كبيرة للالتحاق بمنازلهم في الفترة المسائية إذ تتعطل المواصلات بالنسبة للخواص الذين يتوقفون ساعات رحلاتهم مبكرا، ما يضطر العامل إلى مغادرة عمله قبل الوقت المحدد، بساعة أو ساعتين، للحاق بالحافلة وتفادي حركة المرور المختنقة التي تشهدها الطرقات في الساعات القلائل التي تفصلنا عن آذان الإفطار.
من جهة أخرى، أكد آخرون أنه وفي ظل السياسة التي يتبعها الناقلون الخواص، ممن يفضلون العمل فقط في الفترة الصباحية، يضطرون في الكثير من الأحيان إلى الاستنجاد بسيارات الأجرة ما يكلفهم أموالا باهظة هم في غنى عنها ... في حين يفضل آخرون الانتظار لساعات طويلة بمحطة النقل علهم يجدون وسيلة تقلهم إلى منازلهم قبل الأذان..كما يضطر آخرون إلى الإفطار في الشارع.
وعندما تقربنا من بعض الناقلين الخواص للاستفسار عن المسألة، أكدوا لنا أن مشكل النقل لا يعنيهم لوحدهم فعلى الجميع تحمل المسؤولية يضيف سائق يشغل في الخط الرابط بين تافورة وأولاد فايت وقال أيضا: «أننا غير مسؤولين عن خروج العمال في وقت واحد ما يتسبب في عجز عن نقلهم كلهم».
وبالمقابل، أوضح الناقل محمد أنه لا يستطيع تمديد ساعات العمل بعد الساعة الخامسة مساءا بسبب الاختناق في حركة المرور التي تشهدها العاصمة ساعات قبل موعد الإفطار التي تحول دون القيام برحلات كثيرة، فرحلة واحدة مابين محطة (تافورة) وبلدية الشراقة تكلفنا ساعتين من الزمن، وتتعبنا في نفس الوقت، ما يجعل عملنا دوما بعد الساعة الخامسة مساءا مستحيلا، خاصة وأن معظم سائقي الحافلات يقطنون في أماكن بعيدة عن الخط الذي يعملون فيه.
وفي محاولة منا لرفع مختلف شكاوي المواطنين إلى رئيس الرصيف بمحطة (تافورة) السيد محمد يعمل بمحطة تافورة منذ عدة سنوات هذا الأخير الذي أرجع المشكل الحاصل في النقل خلال هذا الشهر إلى الناقلين الخواص الذين يعملون حسبه في الفترة الصباحية على حساب فترة المسائية، أكد أن المواطنين يلتحقون بالمحطة في ساعات واحدة ما يجعلهم يتسابقون للحاق بالحافلة التي تنقلهم إلى الوجهة التي يرغبون فيها وهو ما يحول دون نقلهم في وقت واحد.
غير أنه وبالمقابل، يضيف محمد: «تضمن حافلات النقل التابعة لمؤسسة النقل الحضري والشبه الحضري (ليتيزا) توفير المواصلات للمواطنين ابتداء من الساعة السادسة صباحا وإلى غاية الساعة العاشرة ليلا ومن دون انقطاع»، كاشفا عن تمديد ساعات العمل إلى غاية الساعة منتصف الليل في الأيام الأخيرة لرمضان، حيث تكثر حركة المواطنين في هذه الفترة.
«المترو» و«ترامواي» حتى الساعة ال30 :1 صباحا
التزمت مؤسسة تسير مترو وترامواي الجزائر بتشغيل القطارات لساعات إضافية خاصة في الفترة المسائية، حيث تعرف توافدا كبيرا من المسافرين، طوال شهر رمضان المعظم، حيث تم تمديد ساعات نقل المسافرين إلى غاية 30 : 1 صباحا، للسماح للعائلات بقضاء سهراتها الرمضانية بكل اطمئنان.
أكد السيد لعبيدي العربي مسؤول على تنظيم الرحلات بمحطة الترامواي برويسو في تصريح ل (الشعب)، بأنه تم إعداد جدول خاص بتشغيل القطارات يتناسب وحركة المواطنين خلال هذا الشهر الفضيل، حيث سيتم زيادة عدد ساعات تشغيل القطارات إلى غاية الساعة الواحدة والنصف صباحا، تعمل على خدمة المواطنين 7 أيام على 7 أيام مع تكثيف أعمال الصيانة لضمان سرعة التدخل في حال تسجيل أي طارئ.
وأضاف لعبيدي بأنه تم العمل على تنظيم مجموعات عمل بالمحطات تسهر على متابعة مختلف الرحلات، حيث تسهر على تذليل العقبات أو المشاكل باتخاذها لقرارات فورية مباشرة للقضاء على أي مشكل قد يطرأ وتسهيل متطلبات المسافرين، والحرص على حسن التعامل مع جميع الركاب.
وحرصا على راحة المواطنين يضيف محدثنا تم زيادة توزيع التذاكر بالمحطات ذات الكثافة العالية لتخفيف الزحام على الشبابيك، حيث يتم تشغيل مكاتب الاشتراكات يوميا من الساعة السابعة صباحا إلى ساعات متأخرة من الليل، باعتبار أن آخر رحلة بمترو الجزائر تكون على الساعة الواحدة صباحا.
وتعرف مؤسسة مترو الجزائر، نفس الإجراءات، حيث قامت بتمديد ساعات العمل إلى غاية الساعة الواحدة والنصف صباحا، و في هذا الإطار تم إصدار تعليمات للسائقين بالعمل حتى في أوقات الأذان، حيث لا يتاح للسائق الإفطار إلا في حال انتهاء رحلته.
وفي الجانب الأمني، فقد تم التنسيق مع مصالح الشرطة الخاصة بدعم المترو لضمان الأمن خلال الساعات الإضافية التي تم زيادتها خلال هذا الشهر.

محطة (آغا) تضمن الخدمة للمواطن في كل الأوقات
أما فيما يخص المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية (أغا) فقد عرفت مواقيت تنقل قطارات الخطوط الكبرى والجهوية خلال شهر رمضان، تغيرات في مواعيد الانطلاق، ما عدا الرحلات الرابطة بين الجزائر العاصمة وقسنطينة.
وقد حددت مواقيت انطلاق الرحلات الرابطة بين الجزائر العاصمة والثنية على الساعة ال7 ونصف صباحا والرحلة المتوجهة إلى العفرون على 53 : 5 صباحا، أما فيما يخص الرحلة المتوجهة إلى وهران فستكون أول انطلاقة لها على الساعة 8 صباحا، وآخر رحلة على الساعة 19مساء، وعن الرحلات الرابطة بين الجزائر العاصمة وعنابة، فقد حددت مواقيت انطلاق أول رحلة على الساعة 30 : 21 بمحطة الجزائر والوصول على13 : 7.
وبالنسبة لخدمات ضواحي الجزائر العاصمة، فستشهد مواقيتها هي الأخرى تغييرا خلال شهر رمضان، حسبما أفادت به أحد موظفات محطة (آغا)، مؤكدة أن المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تضمن رحلاتها كل أيام الأسبوع.
وقد كشفت عن برنامج خاص بالرحلات، حيث تم في هذا الصدد إعلام المواطنين بتعليق إدارة (آغا) لجدول التوقيت على كل شبابيك قطع التذاكر، وكذا في الموقع الالكتروني للشركة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)