الجزائر

الخشبة تعيد إنتاج الصورة النمطية عن الجنس اللطيف


الخشبة تعيد إنتاج الصورة النمطية عن الجنس اللطيف
كشف مهرجان مسرح الهواة في طبعته ال 47 أن الصورة النمطية عن النساء يصعب تغييرها في مجتمعنا، فهي جسد وشيء تابع لا يحق له التعبير عن رأيه ولا موقف لها، وهي مسؤولة عن كل كوارث المجتمع، وحتى عندما تكون رمزا للحياة فليست هي من يقرر بل هناك دائما من يستعير صوتها ويعبر بالنيابة عنها ويقرر لها مصيرها.. مازالت المرأة لعنة تتحمل لعنات. وقد اتفقت المسرحيات التي عرضت حتى الآن في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم على صورة واحدة لبنات حواء.. كائن لا صوت له ولا وجود خارج الجسد.اختلفت اتجاهات المسرحيين كما اختلفت الأشكال المسرحية، التي قدمت بها العروض واختلاف مواضيعها ولغاتها، لكنها اتفقت في شيء واحد وهو الصورة النمطية التي أعطيت للمرأة على الخشبة، حيث أعادت المسرحيات المعروضة إنتاج الصورة النمطية التي يحملها المجتمع عن الجنس اللطيف، حيث قدم العرض الأول” طيحة ونوضة” المرأة وكأنها مسؤولة عن أزمة البطالة وقلة فرص العمل، حيث حمل العرض النساء مسؤولية انتشار ظاهرة اعتماد معايير الفساد الأخلاقي والتجاوزات التي تحدث داخل المكاتب ”لأنها ما قراتش”، بينما الشاب الذي درس لا يحصل على منصب عمل. ورغم أن المخرج اعتمد مخرج ليتجاوز الانتقادات التي قد توجه إليه في هذا المجال بجملة الممثل الذي قال ”لست ضد المرأة العاملة”، لكن الوضعية التي خلقها المخرج على الخشبة ترسخ هذا الاعتقاد الذي يقدمه المجتمع كتفسير لكل الوضعيات الصعبة التي أوجدتها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. فالمسرحية التي ألغت المرأة حتى كشخص فوق الخشبة منحت صوتها لشخوص ”مثلية” لم تتحدث مثلا عن نموذج المرأة الناجحة المتمكنة من مجالها، لكنها تعاني مثلها مثل الرجل من الاستغلال الجنسي في الوصول إلى مناصب المسؤولية، ما خلق وضعية غير متوازنة فوق الخشبة أظهرت المرأة بصورة سلبية. من جهته عرض ”صهد” لجمعية النبراس، حذا حذو العرض الأول حيث المرأة ”خلقت من ضلع أعوج تافه”، وهي سبب البلاء وحتى عندما تغنى بها الممثل كانت مجرد صورة جنسية للمتعة. وقد حملها العرض أزمة الخيانة، فهي مقتولة من طرف زوجها الذي كان يخونها وعندما خانته هي قتلها وكانت البنت هي التي أنكرت أباها وانتفضت لكن بقيت مساندة المرأة للمرأة فقط، وكأن القضايا العادلة لا تكفي وحدها لينحاز لها الرجال و النساء على السواء.مسرحية ”خلوة الشيطان” أيضا لم تخرج عن تلك القاعدة رغم نبرة النضال التي شابت المسرحية، التي قدمت المرأة كرمز للحياة لكنها بقيت رمزا مفرغا من صوته وبحاجة دائما لأصوات الآخرين، حتى يقول نفسه المخرج كمال دحماني دافع عن نفسه في ختام العرض، وقال أن الصورة التي قدمها للمرأة على الخشبة هي الصورة التي يرسمها المجتمع عن النساء لكنه لم يبذل أي مجهود كفنان ليقدم موقفا أو نقدا لتلك الصورة التي أعاد إنتاجها وكرسها على الخشبة، فالمرأة كانت ومازالت وربما تبقى مركز كل الصراعات الايديولوجية والدينية والسياسية، لأنها ببساطة صورة ماثلة وواضحة لكل الصراعات، وفي وضعها يمكن أن نقرأ نوعية مشروع المجتمع الذي نرغب في تأسيسه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)